دماء نصر الله وحتمية زوال الكيان

أنصار الله. تقرير

في زمن تتأجج فيه مشاعر الفخر والعزيمة، حيث يلتقي الشهداء بأرواح المقاومين في ساحة الجهاد، يستلهمون من روح الشهداء الأوفياء، ويتذكرون أن نصر الله، لم يستشهد وإنما ارتقى إلى ضيافة الله، وبقي حيا في قلوب الأحرار، يقودهم نحو عزائم النصر والكرامة. فكل عملية جهادية تنطلق من خندق المقاومة تعبر عن وفاء لدماء الشهداء وتأكيد مؤزر على أن قضيتنا لن تموت.

تتجلى القوة في مجاهدي حزب الله مع  كل صاروخ ينطلق، وفي كل قذيفة تُطلق، إذ تجسّد عزيمة المجاهدين الذين ينطلقون من إيمانهم العميق بعدالة قضيتهم، ويعملون بلا كلل على ردع الكيان الإسرائيلي. إن العمليات الأخيرة التي نفذتها المقاومة الإسلامية منذ استشهاد شهيد الأمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن الله وإلى اليوم ليست مجرد ردود فعل، بل هي تجسيد للرغبة الإيمانية في استحقاق الحرية، واستجابة صادقة لشعب يتطلع إلى التحرر والانعتاق.

في هذا التقرير، نستعرض معًا تفاصيل تلك العمليات العسكرية التي تعكس التضحيات الجسيمة والروابط القوية التي تجمع بين الشهداء والمجاهدين، تحت بارقة الأمل والثبات في ساحات منازلة العدو، لتبقى شعلة المقاومة مضيئة في سماء الأوطان المتطلعة لنيل الحرية.

 

وعد إلهي يدحر عقائد صهيون

على خشبة مسرح العمليات التي ينفذها المجاهدون في لبنان، حيث يتجاهل المجرم نتنياهو وآلته الحربية الإجرامية البشعة حقيقة مفادها أنه وكما غرست برتوكولات صهيون عقيدة ميلاد ما أسمته ” إسرائيل الكبرى” في نفوس الأجيال اليهودية المتعاقبة، هناك في المقابل، أناس مجاهدون، بروحية إيمانية  قوية، موقنة بوعد الله بالنصر، والذي حتما سيدحض كيان بني صهيون فقدرة الله هي الغالبة، وبأس الله، هو القادر على سحق الآلة الاجرامية للعدو المجرم ودحض الخرافات والأساطير التي تتضمنها برتوكولات صهيون.

إن العقيدة ذاتها تؤكد أن استشهاد الأمين العام، سيد المقاومة، لن يؤثر سلبًا على عزيمة المقاومة وروح الاستشهاد في نفوس شبابها. بل على العكس، فإن رحيل القائد المجاهد، هو المكتوب في الأقدار الإلهية، أنه سيكون الوسام رفيع المستوى، الراسخ في ذهنية تلامذته، يوجههم للاقتداء بحياته المليئة بالتفاني والتضحية.

رحيل السيد الشهيد، الذي قارع الاستكبار طوال حياته الجهادية دون خوف أو كلل، يعد حدثًا جليلاً في إثبات مصداقية المقاومة وتفانيها في تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة. إن إقامة دولة فلسطين الحرة وعاصمتها القدس الشريف يمثل هدفًا خالدًا، إضافةً إلى كونه نصرةً للمظلومين والدفاع عن المستضعفين.

مفاتيح النصر

 

إن استشهاد سيد الشهداء على طريق القدس يُمثل مفتاح معركة تاريخية ضد الكيان الصهيوني، الذي قام بانتهاك كافة المحرمات، ويسعى إلى إذلال الأمة الإسلامية. لقد أُسسّ الشهيد أمة، مقاومة، عظيمة وقادرة على مواجهة التحديات رغم شح الإمكانيات، وتكالب الأعداء، وهي اليوم في أتم الاستعداد للثأر لمظلومية الدم الطاهر.

يتحمل كل حر مسلم ومستضعف في العالم دينًا في رقبته تجاه السيد الشهيد، إذ يُعتبر رمزًا للتفاني والتضحية في المسيرة المتواصلة ضد الاستكبار. أما على صعيد الأفراد في المقاومة، فإن استشهاد قائد المقاومة يرسم بداية لمعركة مصيرية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمسؤولية الجماعية لنصرة المستضعفين. إن جرح المستضعفين لن يلتئم حتى ينطلق الجميع بكل ما لديهم من قدرات نحو المعركة الحاسمة، بل حتى يستأصل الاثنان السرطانيان، العدو الإسرائيلي، من الجسد العربي والإسلامي، ويُحقق حلم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

جهوزية المحور

 

قوى المقاومة في المنطقة والأحرار حول العالم على أتم الاستعداد لمواجهة هذا الظرف العصيب، وستظهر للعدو أنه ارتكب خطيئة تاريخية باغتيال رمز المقاومة. إن الوفاء لهذا الدم الطاهر سيترجم إلى استعداد للقتال في كل جبهات المواجهة، حتى زوال الكيان.

 

 نصر الله .. لا يزال حيا

 

إن إخوة هذا القائد العظيم، الذي تعلم منه الأحرار فنون الصبر والثبات، يؤمنون أن القائد، حيًا كان أو شهيدًا، لابد أنه من لايزال يقود حزب الله، ويقود محور المقاومة. وأن هؤلاء الأبطال يتحملون مسؤولية هذا الميراث الثقيل، وهم متمسكون بالقيم التي غرسها فيهم، وهو من يدفعهم للجهاد في كل لحظة مصيرية يواجهون فيها ترسانة العدو.

ستظل الروحية الجهادية هذه نبعًا لا ينضب، تُستلهم من عظمة القادة الأوائل، كالإمام علي (عليه السلام) والحسين (عليه السلام). إن رجال المقاومة الإسلامية مجسدون لهذه الروحية، وقد أثبتوا ذلك خلال عملياتهم ضد قوات العدو في صباحات السبت 28 سبتمبر2024، عددًا من العمليات ضد مواقع وقواعد وانتشار جيش العدو الإسرائيلي شمال فلسطين المحتلة، استهدفت مستعمرة كابري بصلية من صواريخ فادي ١، وقاعدة ومطار رامات ديفيد ‏بصلية من صواريخ فادي 3‏، وبقذائف المدفعية استهدفت المقاومة تحرك لجنود العدو الإسرائيلي في موقع الصدح. أما مستعمرات ساعر، روش بينا، كتسرين، ومتسوفا بصليات صاروخية مناسبة، فيما رشقت معالوت بـ 50 صاروخًا.

إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، شجعان اختاروا الجهاد كسبيل لتحقيق العدالة والحرية في مواجهة العدو الصهيوني. رجال رسخ الإيمان في أعماقهم أن المقاومة الإسلامية مستمرة في تنفيذ عملياتها العسكرية لتعزيز دعمها للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، ردًا على الإجرام الإسرائيلي.

وفي يوم الأحد 29 سبتمبر 2024م، واصل المجاهدون في حزب الله عمليات التنكيل بجنود وآليات العدو ونفذوا عددًا من العمليات ضد مواقع وقواعد وانتشار جيش العدو الإسرائيلي والمستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، حيث تم رشق معسكر أوفيك ‏بصلية من صواريخ فادي 1، و بصليات صاروخية‏، مناسبة رشقت مستعمرات ساعر، روش بينا، سونوبار، ومدينة صفد المحتلة. كما استهدفت المقاومة تحركات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة المنارة بالأسلحة الصاروخية المناسبة، كما قام مجاهدو المقاومة الإسلامية بمراقبة ومتابعة قوة إسرائيلية، وعلى الفور من دخولها إلى موقع راميا، باشروها بقذائف المدفعية وحققوا فيها إصابات مباشرة.

وفي وقت لاحق من يوم الأحد، نفذت المقاومة هجوما جويا بواسطة ِسربٍ من ‏المسيرات الإنقضاضية على معسكر ألياتكيم، مُستهدفةً ‏أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بِدقة، وبالأسلحة الصاروخية المناسبة استهداف رجال المقاومة البواسل تجمع لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة شتولا وحققوا فيه إصابات مؤكدة، أما موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، فقد استهدفته المقاومة بقذائف المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة، ونال قاعدة زوفولون العسكرية نصيبها من رسثات صليات صاروخية، كردٍ على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين.

وفي عمليات تؤكد التصميم الثابت للمقاومة الإسلامية على مواجهة الاحتلال وحماية حق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة. واصلت المقاومة، اليوم الاثنين 30 سبتمبر 2024، دعمها للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، إسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعًا عن لبنان ‌‌‏وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، حيث رشق مجاهدو المقاومة الإسلامية بصليات صاروخية مناسبة كلا من ‌‌(مستعمرة كابري، مستعمرة ساعر، مستعمرة جيشر هزيف، ومدينة صفد المحتلة، قاعدة الناعورة بصلية من صواريخ فادي 2)، واستهدفت بقذائف المدفعية قوة مشاة إسرائيلية في موقع الصدح وحققوا فيها إصابات مباشرة في مجمل العمليات.‏

كما استهدف مجاهدو المقاومة شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية من فادي 1.  واستهدفوا تجمعا العدو الصهيوني في مربض الزاعورة وفي مستعمرة يفتاح و في بيت سيدا برشقات صاروخية مسددة.

 

دماء الشهداء تلاحق المعتدين

 يتجلى العزم والإصرار العميق لدى مقاومينا الأبطال في مواجهة جنرالات الكيان الصهيوني، الذين يعيشون في وهم الأمان. إن نيران الانتقام التي تنفثها قلوب شهدائنا الأوفياء ستظل تُحرق في صدورهم، وتلاحقهم أينما وُجدوا. يقول الشيخ نعيم قاسم في عدة كلمات يرسم من خلالها المصير الذي ينتظر العدو: ” نحن عازمون على تنفيذ أقصى الضربات عليهم، مما سيؤكد لهم أن أي تجاوزات لن تمر دون عقاب. كما أننا نُعلن بوضوح أن لدينا من القدرات التسليحية ما لا يمكن تصورها، تلك التي لم يُعلن عنها بعد، والتي ستشكل مفاجأة ستمس كيانهم في مقتل”.

 إن روح الشهيد، التي تشع في قلوب المجاهدين، ستبقى كابوسًا من نيران تُلاحق جنرالات العدو، مُذيقة إياهم بأسًا لم يختبروه، ومرارة لا تُنسى. إن القضية مستمرة، والمقاومة لا تعرف التراجع، والعهد لله دائما ثم لشعوب الأمة أن قتال الأعداء سيستمر حتى يتحقق النصر. وليعلم العدو أن الأمل في التحرير لا يزال متقداً، وأن بأس رجال الله في كل الميادين لن يُضاهى.

قد يعجبك ايضا