الحج بين مفهومين
يعتبر الحج فريضة إسلامية مقدسة لها دلالاتها وارتباطها المباشر بواقع الأمة فكما أن هذه الشعيرة المقدسة تذكرنا بقصة نبي الله إبراهيم عليه السلام وما نستفيده منها في جانب الثقة بالله والتسليم له وغير ذلك هي أيضاً أكبر مؤتمر اسلامي يجتمع فيه مئات الآلاف من المسلمين على اخلاف بلدانهم وأعراقهم ولغاتهم يجمعهم الإله الواحد والنبي الواحد والكتاب الواحد والقبلة الواحدة والمناسك الواحدة.
إلا أن الأعداء من اليهود والنصارى أدركوا خطورة مثل هذا المؤتمر وأدركوا ماذا يعني أن يجتمع هذا العدد الهائل من المسلمين في أكبر تجمع ديني تجمعهم عدة قواسم مشتركة جوهرية لذلك عمدوا وعبر أذنابهم في المنطقة إلى محاولة إفراغ هذه الفريضة المقدسة من محتواها وذلك عبر عدة إجراءات منها:
ــ الحد من عدد الحجاج الوافدين إلى المشاعر المقدسة وذلك عبر تعقيد إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول من جهة ورفع التكاليف المادية للحصول عليه من جهة أخرى.
ــ تعطيل أهم شعيرة مقدسة من شعائر الحج وهي (إعلان البراءة من أعداء الله ) كما أراده الله سبحانه وتعالى ورسوله والمؤمنين بإعلانها ( وآذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله) وذلك لما لهذه الشعيرة ا المقدسة من أثرها الكبير في تأجيج مشاعر الغضب ضد أعدا الله في نفوس الأمة لما له من أثر في رص صفوف الأمة وتوحيدها وشد انظارها إلى العدو الحقيقي الذي اراد لها الله تعالى أن تعاديه.
وأمام كل هذه المتغيرات لم يكن أعلام الهدى بمنأى عما يتحدث فكما أكد الأمام الخميني رحمة الله عليه فبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن أن أمريكا وإسرائيل تخطط للاستيلاء على الحج.
فقد تحدث الشهيد القائد السيد /حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه عن أهمية هذه الفريضة المقدسة ومحاولات اليهود للاستيلاء عليها ففي محاضرة الصرخة في وجه المستكبرين تحدث قائلاً ((… لتعرف أهمية الحج بالنسبة للأمة وفي موجهة أعداء الإسلام والمسلمين ارجع الى القرآن الكريم تجد آيات الحج متوسطة للحديث عن بني إسرائيل وآيات الجهاد والإعداد ضدهم في أكثر من موقع في القرآن الكريم فهم لا بد ولا بد أن يعملوا للاستيلاء على الحج بأي وسيلة ممكنة ، وقد رأوا بأن الأمور تهيأت لهم على هذا النحو ، حتى أصبح زعماء المسلمين بعد أن فرقوا البالد الإسلامية إلى دويلات كل دولة لا يهمها أمر الدولة الأخرى ، فإذا ضربت السعودية تحت مسمى أنها دولة تدعم الأرهاب .
والسعوديين أنفسهم نستطيع أن نقطع بأنهم لم يعملوا ضد أمريكا أي شيء لكنهم يواجهون بحملة شديدة ويواجهون بحملات دعائية ضدهم، تصمهم بأنهم دولة تدعم الارهاب، وأنهم ارهابيون وأن مصالح أمريك في المنطقة معرضة للخطر من الإرهابيين ، السعوديين أنفسهم لم يفهموا ما هذا ؟ استغربوا جداً لماذا هذه الضجة ضدنا ونحن اصدقاء ، ونحن اصدقاء لكم أيها الأمريكيون، ما هذه الضجة ضدنا ؟ كل ذلك يدل أن بالإمكان ـ فعلاً ـ أن تضرب السعودية للإستيلاء على الحرمين ونحن سننظر في بقية بقاع الدنيا بأن الذي حصل هو حصل داخل المملكة العربية السعودية وعلى مناطق هي تحت سيادة المملكة العربية السعودية ، ونحن يمنيون وهم سعوديون .نحن مصريون وهم سعوديون .نحن باكستانيون وهم سعوديون . نحن … وهكذا))
وهكذا يبقى الحج هذه الفريضة المقدسة عالقة بين مفهومين
المفهوم الأول : هو المفهوم الذي أراده الله له أن يكون.
المفهوم الثاني : هو المفهوم الذي أراده اعداء الأمة
ويبقى السؤال الملح قائماً ، متى سيستعيد الحج مفهومه القرآني ؟سؤال تجيب عليه صحوة الشعوب المسلمة.