أرعبتهم مجاهدا وسترعبهم شهيداً
موقع أنصار الله ||مقالات || منير الشامي
لقد مثل استشهاد سماحة قائدنا العظيم السيد حسن نصر الله ـ رضوان الله عليه ـ فاجعة كبرى لكل شرفاء وأحرار الإنسانية وخسارة فادحة على الأمتين العربية والإسلامية ـ ويكفي أن نعلم انه القائد العربي المؤمن الشجاع الذي استطاع بقوة إيمانه وجهاده الطويل أن يفشل كل المخططات الصهيونية ويعيق كل مؤامرات التوسع لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن كان من الممكن أن يمتد الاحتلال الصهيوني فيها ليشمل مساحات شاسعة من أراضي دول الطوق وهذه حقيقة فعلية ليس فيها أي مبالغة ولا يعلمها جيدا سوى العدوين الصهيوني والأمريكي المجرمين.
لقد صاغ بكلماته الخالدة من أول خطاب له أثناء تشييع الشهيد المجاهد السيد عباس الموسوي الأمين العام السابق لحزب الله عام 1992م مرحلة جديدة من المراحل الجهادية للمقاومة اللبنانية فرض فيها الرعب الشديد على العدو الصهيوني، وخاض من تلك اللحظة معركته المقدسة التي جنى العرب جميعا وليس لبنان فقط ثمارها العظيمة انتصارات متتالية حتى صدق عليه القول انه قائد الانتصارات المباركة, واستطاع خلال فترة وجيزة من قيادته لحزب الله أن يبني قواه وينمي قدراته ويطورها ليجعله ندا لأقوى جيش في المنطقة وفرض معادلة جديدة على العدو الصهيوني لصالح الأمة العربية والإسلامية وقهر الجيش الذي لا يقهر أمام العالم ناسفا خرافة المقولة الصهيونية الكاذبة أمام العالم.
ليس ذلك فحسب، بل انه بشجاعته وقوة أيمانه وصدقه وحكمته وتوكله على الله وثقته الكاملة بربه استطاع أن ينتصر على اخطر المؤامرات واقواها التي حاكتها دول الاستكبار العالمي لتفكيك حزب الله والنيل منه خلال ثلاثة عقود, وحقق انتصارات سياسية عظيمة كانتصاراته العسكرية، وهو ما أدى إلى تضاعف رعب الكيان المجرم وداعميه من هذا القائد الرباني واصبح كابوسا جاثما على عليهم جميعا.
وسيظل هذا الرعب مخيما عليهم من سماحة القائد الشهيد السيد حسن نصر الله ـ رضوان الله عليه ـ يقض مضاجعهم بسبب المستوى المتقدم الذي حققه لحزب الله في مختلف المجالات, وعمليات العدو الصهيوني المجرم العسكرية والبشعة على الضاحية الجنوبية خلال الأيام الماضية بهذا المستوى الهيستيري والجنوني وفي مقدمتها تلك الغارات التي سقط فيها سماحته تؤكد ذلك ومرآة تعكس حجم الرعب والهلع المسيطر على العدو المجرم, فعلى ما يبدو من تصريحات قادته المجرمين أن هذا العدو المجرم قد عزم وخطط واستعد لتدمير العاصمة بيروت كما دمر غزة وإلى ارتكاب مجازر الإبادة لسكانها كمجازره في غزة تحت ذريعة استهداف قيادات حزب الله ولا يستبعد أن يقدم على اجتياح بيروت خلال الأيام القليلة القادمة إن لم يتم ردعه سريعا من قبل دول المحور, وغاراته الشديدة والمركزة اكبر دليل على ذلك لأنه ليس مرعوبا من قدرات وأسلحة حزب الله بل من أبطاله الشجعان وقادته المخضرمين, وهو يعلم جيدا حقيقتين مؤكدتين الأولي أن قائدنا الشهيد رضوان الله عليه ـ بنى الحزب بشريا وايمانيا لعقود مستقبلية طويلة والقضاء عليه امر صعب إن لم يكن محال والثانية أنه من المستحيل أن تكون أسلحة حزب الله مخزنة في الضاحية الجنوبية أطلاقا ولا يمكن أن يخزنها في منطقة آهلة بسكانها ولكنه يستخدم هذه الذريعة لاستهداف العنصر البشري.
لذلك فإني أدعو قادة محور المقاومة وفي مقدمتهم سماحة المرشد الأعلى قائد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي ـ يحفظه الله وأناشده إلى التحرك سريعا لاتخاذ القرار المناسب والصائب لوقف وحشية العدوان الصهيوني على لبنان ومؤازرة إخواننا أبطال حزب الله وإسنادهم في هذه اللحظات الحرجة من تاريخهم الجهادي المشرف وبما يعزز من تماسكهم ومواصلتهم لدورهم الريادي والمحوري في وجه الصلف الصهيوني المجرم وفاء لسيدنا وقائدنا الكبير سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله ـ رضوان الله تعالى عليه ـ وحتى يظل الرعب الذي فرضه على العدو الصهيوني وعلى القوى الداعمة له مخيما على نفوسهم المجرمة حتى يمن الله بنصره ووعده وما ذلك على الله ببعيد.