عجلة التاريخ لنظام صالح والإصلاح
في زمن المجرم علي صالح كان من يتحدث عن "عجلة" ولو كانت عجلة سيارة أو عجلة دراجة هوائية ولم يفصح عنها يدخل موسوعة المطلوبين المتمردين على أساس أنه يتحدث عن عجلة التاريخ ويسعى لإعادتها للوراء عجلة التاريخ التي ربط فيها اليمنيين وكلما تقدمت دهست جمعاً من المواطنين اليمنيين أصحاب الطبقة الوسطى والسفلى طبعاً الذين ليسوا رأسماليين فيكونوا تجارة تقف وعجلة التاريخ التي يتحدثون عنها.
هذه العجلة تمضي قدماً ومن تكفل بوقودها هم من يصنفون من يرفض الحياة البائسة والحياة الضنكا والحياة المظلمة وحياة التقشف والبؤس والتسلط تحت حكم عصابات المافيا والسلطات المتعاقبة التي تجثم على حكم اليمن منذ عقود بالمتمرد والإرهابي والإمامي وأنه يسعى لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء ، فهذه العجلة التي أضحت تهمة جاهزة لمن ينتقد النظام أو يفضح معاملاته ونهبه واستئثاره بالفيء والحكم في البطن الواحد كانت قبل أن يدفعها نظام صالح والإصلاح منذ توليهم الحكم بعد الشهيد الحمدي مستقرة وغير مهرولة كما هي عليه الآن.
فجميع المواد الغذائية قبل انطلاق العجلة كانت في متناول جميع الطبقات بما فيها طبقة " الفقراء" وكان الغني لا يبعد كثيراً عن الفقير في مأكله ومشربه ومسكنه ووسيلة نقله ، وما عليك سوى أن تسأل كيس البر والدقيق والشعير عن حالهم قبل أن يُركِبَهُمْ نظام صالح والإصلاح العجلة، ألم يصبح الكيس بقيمة طن من القمح قبل أن تنطلق عجلتهم، اسأل كل صغيرة وكبيرة من البيضة التي أصبحت بقيمة ثلاث دجاجات آنذاك حتى العجل "الثور" الذي أصبح بقيمة ثلاث أو أربع سيارات .
اسأل المواطن نفسه هل كان الحصول على وجبة يتواجد فيها قليل من اللحم ولو كان طيوراً أمنية يتمناها هو وأفراد عائلته؟! هل كان الحصول على سيارة أو بيت جيد آنذاك ضرباً من المحال؟! ، وعليك ألا تشتكي للجولات أو مواقف السيارات لأن السائل ليس بأحسن حالاً من المسؤول ـ الجولة ـ التي تكتض في عصر تقدم عجلة التاريخ بالمتسولين الذين ينطق لسان حالهم "ارحموا عزيز قوم ذل" فقد كانوا مسبقاً لا يعرفون كيس صناديق القمامة بأن حالهم في ظل حكم نظام صالح والإصلاح سيؤول الى عمهم الصندوق او الأكياس المترامية على جنبات الطرق أو أمام المطاعم والفنادق لأن عجلة التاريخ كانت متوقفة ولا يعرفون تقسيم الدجاجة إلى عشر اقسام! ؛لأن عجلة التاريخ كانت متوقفة، ولا يعرفون الصلصة والقاز والزيت والحقين وغيرها من المواد الغذائية في علاقيات صغيرة الحجم تكيفاً مع وضع المواطن ووقوفاً عند حدود طلبيته لأن عجلة التاريخ كانت متوقفة؟!
المواطن اليمني اليوم وخصوصاً من تقدم في السن ممن عايشوا فترة ما قبل انطلاق عجلة تاريخ صالح والإصلاح يبكى ندماً على تلك الأيام وتراه يسرد القصص التي تزكي الشهيد الحمدي ودولته ويأتي ليقارن لك بين الدولتين دولة الحمدي ودولة ابو قعشة كما يسمونه المسنون.
عجلة تاريخ نظام صالح والإصلاح تزامن انطلاقها مع انطلاق حكمهم الكهنوتي الظالم الذين سعوا من خلاله لشراء الولاءات والذمم بالمال الرخيص الزهيد واستعباد المواطن اليمني وتركه سلعة للبيع والشراء يعطشونه ويجوعونه ويجهلونه لكي يبقى تحت حكمهم ومن ثم يطلقونه ليحقق لهم مآربهم وأن أدى ذلك الى قتلة فلا خلاف مادام في طاعة الحاكم فالغاية تبرر الوسيلة .
نحن كمواطنين يمنيين نتمنى ان تعود عجلة التاريخ إلى الوراء لكي تعود للمواطن اليمني حياته المعيشية الحقيقة ولكي ينتقل من حالة التمني إلى حالة الواقع فيرى أبناءه يأكلون ويشبعون بدون أن يرهن ضميره أو يبيع دينه ولكي يعيش المواطن اليمني حراً أبياً لا يرتهن لطاغية أو مجرم حاله كحال الكلب الذي يبقى يدافع عن سيده بسبب لقمة يعطيه حال تخمته إن ذكر ذلك ،وعلى نظام صالح والإصلاح أن ينظر ما فعلت عجلتهم لليمن من وضعه على صفحيح ساخن منذ توليهم الحكم وتدميره وتفريق وحدته وتمزيق نسيجه الاجتماعي على قاعدة فرق تسد وعلى حكومة نظام الإصلاح وصالح المخضرمة أن تفق من غفلتها قبل ألا تفق إلا في مزبلة التاريخ فالشعب لم يعد الشعب الذي امتطوا ظهره عقوداً من الزمن والوعي القرآني قدعم أكثر المحافظات اليمنية ولم يعد لهم سوى البكاء على ليلاهم.