استطلاع.. المقاطعة الاقتصادية سلاح فعّال وحافز للإنتاج المحلي
القحوم: تنمية قدرات الإنتاج المحلي هي من أهم أسلحة الردع.
الغولي: المقاطعة الاقتصادية إحدى سبل مواجهة المشروع الصهيوني.
مرغم: التنمية المستدامة تتحقق بالشراكة بين الأسر المنتجة والجهات الرسمية.
من أجل تنمية موارد الردع الاقتصادي، سعت المجتمعات، على مر التاريخ( خاصة اليهود)، إلى بناء قوة اقتصادية مؤثرة بفضل عوامل اجتماعية واقتصادية متنوعة. وذلك السعي، هو ما كان له نتيجته في تكيفهم مع الظروف المحيطة، بل وساهم في تعزيز شبكاتهم الاقتصادية. بالمقابل، تواجه الدول العربية والإسلامية تحديات جسيمة تؤثر على موقفها الاقتصادي العالمي، نتيجة ارتفاع الثقافة الاستهلاكية وتراجع الاهتمام بالإنتاج المحلي، وأدى إلى عجز الأمة عن بناء اقتصادات قوية قادرة على مواجهة الغطرسة الأمريكية الإسرائيلية فضلا عما يفرضه وجود الكيان الغاصب من تحديات نتيجة ما يحظى به من الدعم والاسناد العالمي سياسيا وعسكريا.
في ظل هذه الظروف، يُعد تعزيز التعاون وتمكين الهوية الثقافية والاقتصاد المحلي من العناصر الأساسية لمواجهة التحديات التي أربضت الأمة عن مناصرة القضية الفلسطينية. بل إن من الضروري وضع استراتيجيات شاملة للفهم العميق للسياقات الاقتصادية والاجتماعية، وبما يسهم في بناء قدرة فعالة تلبي احتياجات الأمة العربية والإسلامية.
استراتيجية المقاطعة لثقافة الاستهلاك
في تصريح خاص لموقع أنصار الله، أكد المهندس محمد مطهر القحوم، الأمين العام للاتحاد التعاوني الزراعي، أن التواجد في سوق الخميس للأسر المنتجة بأمانة العاصمة يأتي ضمن وقفة تضامنية لدعم الشعب الفلسطيني الذي يقاتل ضد الاحتلال الإسرائيلي. ولفت القحوم إلى تضامنه مع الشعب اللبناني ومقاومته، مشيدًا بتضحياتهم الغالية لمساندة غزة والقدس.
وأبرز القحوم الصمود الأسطوري في قطاع غزة، مُثنيًا على العمليات النوعية لفصائل المقاومة، مشيرًا إلى أن تلك العمليات، بما في ذلك عمليات المقاومة العراقية واللبنانية واليمنية، تعكس الإرادة القوية في مواجهة الكيان الإسرائيلي وشركائه. واعتبر أن الجهاد والإعداد الكامل هما السبيل الوحيد لردع هذا الكيان.
كما دعا القحوم الدول العربية إلى دعم مشاريع بناء الاقتصادات المجتمعية المقاومة، وإعادة دور الأسر المنتجة، مؤكداً ان استراتيجية الخروج من ثقافة الاستهلاك بمقاطعة المنتج الأجنبي وتنمية قدرات الإنتاج المحلي هي من أهم أسلحة الردع التي تعمل ثورة 21 من سبتمبر على المضي في تنمية وتطوير مسارها على كافة المستويات الرسمية والمجتمعية.
وأشار إلى ضرورة تلبية النداء الديني والإنساني لدعم الشعبين الفلسطيني واللبناني، وردع الأعمال الإجرامية التي تُمارَس ضدهم، مشددا على ضرورة تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية، منوهًا أن هذا هو واجب إنساني وديني على كل فرد للمساهمة في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة.
المقاطعة إحدى سبل المواجهة
في السياق، وضمن وقفات التضامن الشعبية التي تنظمها المكونات المجتمعية اليمنية مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، أكّد علي ماهر الغولي، نائب المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية، خلال فعالية نظمتها الأسر المنتجة والمشاريع الصغيرة والأصغر في سوق الخميس بأمانة العاصمة، على دعم اليمن الثابت للقضية الفلسطينية. وشدد على وقوف اليمن إلى جانب غزة والمقاومة الإسلامية في لبنان حتى تحقيق الهزيمة والانكسار للغطرسة الصهيونية.
كما أشار ماهر إلى التغيرات الاقتصادية الناتجة عن التحولات السياسية وتأثيرها على موازين القوى العالمية. وتطرق إلى صمود اليمن على مدى عشر سنوات في مواجهة حرب وحصار عالمي ، مبرزاً إنجازات ثورة 21 سبتمبر في تحقيق السيادة والاستقلال ورفض الوصاية.
وأشاد بالدور الفعال للأسر المنتجة في دعم أهداف الثورة التنموية، معتبرا سوق الخميس في التحرير بأمانة العاصمة منبرًا للإبداع والتنافس لهذه الأسر، وشدد على أهمية مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية كوسيلة لمواجهة الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في فلسطين ولبنان، منوها بأن هذه الخطوة ستعزز المنتجات المحلية كبديل عن المستوردة.
كما بارك الانتصار الذي تحقق في عملية الوعد الصادق الثانية، مؤكدًا أن دماء الشهداء، وفي المقدمة دم سيد الشهداء حسن نصر الله، ستظل تسري في عروقنا جميعا، وأن المضي على درب الشهيد لابد ستسهم في دحر الاحتلال الصهيوني.
الأسر المنتجة عنصر أساسي في الاقتصاد
فيما أكد الدكتور كمال مرغم، نائب رئيس هيئة المواصفات والمقاييس، أن هذه الوقفات تعكس جودة منتجات الأسر المنتجة، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد المقاوم. وحث الأسر على تحسين جودة منتجاتها لتتمكن من المنافسة مع الواردات.
بدوره، أبدى رشاد الفضيل، مدير البرنامج المركزي بمؤسسة بنيان، إعجابه بصمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، داعيًا الأنظمة العربية والإسلامية إلى بناء اقتصاد مقاوم للخروج من التبعية الاقتصادية والتحرر من الهيمنة السياسية. وشدد على ضرورة إعادة تفعيل دور الأسر المنتجة كعنصر أساسي في الاقتصاد الوطني المقاوم.
كما دعا الفضيل شعوب العالم، خصوصًا العربية والإسلامية، إلى دعم حقوق الشعبين الفلسطيني واللبناني، وإدانة الأعمال الإجرامية الإسرائيلية. وأكد على ضرورة تفعيل المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، مشددًا على أهمية التحرر من الفكر التجاري الربوي وتبني قيم التطوع والإحسان كوسيلة لبناء وعي تنموي جماعي يقوم على أسس إيمانية قوية.
تعزيز الاقتصاد المحلي والمقاطعة
من جهتها، دعت الأخت يسرى المطاع، المسؤولة عن الأسر المنتجة والمشاريع الصغيرة في سوق الخميس بصنعاء، إلى ضرورة بناء اقتصاد وطني مقاوم يحرر الأمة من التبعية الاقتصادية ويعزز استقلالها السياسي. أكدت المطاع على أهمية تفعيل المجتمعات بعيدًا عن ثقافة الاستهلاك، مشيرة إلى دور الأسر المنتجة كركيزة أساسية في بناء الاقتصاد الوطني المقاوم.
كما أوضحت أن الوقفة التي تنظمها الأسر المنتجة تأتي انطلاقاً من الواجب الديني والإنساني لدعم الشعبين الفلسطيني واللبناني في قضيتهما العادلة. ونددت المطاع بأعمال التوحش والإرهاب التي يمارسها الكيان الإسرائيلي، بدعم من قوى الاستكبار.
أشارت المطاع إلى أن جهود الأسر المنتجة تأتي في مسار تطوير الإنتاج المحلي وتعد بمثابة تفعيل مباشر لسلاح المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية، في خطوة تهدف إلى وقف التمويل للعمليات الإجرامية والمشاريع الهدامة التي تقودها القوى المعادية.
وفي الختام
أشاد المشاركون في الوقفة بالدور الجهادي للشهيد السيد حسن نصر الله، وما حققه حزب الله من رصيد في الانتصارات التي حققها في مواجهة العدو الصهيوني، والتي كانت وليدة حكمة القائد نصرالله في إدارة مراحل الصراع مع العدو، ناهيك عن دوره في خدمة الأمة والدفاع عنها.
مشيرين إلى أن في عمليات حزب الله ومحاور الإسناد، وما حصل لها من تفوق في قوتها وزخمها بعد استهداف الشهيد نصر الله، الدليل على تماسك الحزب والمقاومة، وتوجيه الرسائل لجمهور حزب الله وحاضنته وللبنانيين جميعا.
وأكد المشاركون في الوقفة العزم والإصرار على مواصلة درب الجهاد، معبرين عن عظيم اعتزازهم بالدور الجهادي للشهيد السيد حسن نصر الله، مشيدين بإنجازات حزب الله في مواجهة العدو الصهيوني وكسر غطرسته، وأكدوا استمرارهم في الدرب الجهادي في كرم العطاء الذي أنشأه القادة الشهداء. وأشاروا إلى أن قوة تماسك الحزب والمقاومة في مواجهة التحديات التعزيز الأكبر والرسالة الواضحة التي يجب أن يتفهمها العدو ومن يقف من خلفه، أن العزيمة والثبات هو ديدن أمة الجهاد، وأن استشهاد قادتها لا يزيد إلا إصرارا وثباتا على الدرب.
أشارت الوقفة إلى أهمية جهود شركاء التنمية على المستويين الرسمي والمجتمعي، والعمل على بناء وعي تنموي جماعي يقوم على القيم الإيمانية الأصيلة. ولفتت إلى دور المبادرات التطوعية لدعم المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة التي تُعتبر نواة بناء اقتصاد مجتمعي مقاوم.