الإعلامي الحكومي بغزة: أكثر من 51،000 شهيد ومفقود خلال سنة كاملة على حرب الإبادة
موقع أنصار الله – متابعات – 4 ربيع الآخر 1446هـ
أكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، اليوم الإثنين، “أنه مرت سنة كاملة على استمرار جريمة وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها “جيش” العدو “الإسرائيلي” على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وسنة كاملة من القتل والإبادة والتدمير والتهجير القسري، هذه الجرائم التي ترعاها الإدارة الأمريكية وقوى الظلم العالمي”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الثوابتة بمناسبة مرور سنة كاملة على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها “جيش” العدو “الإسرائيلي” على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال الثوابتة: “طوال سنة كاملة والاحتلال يقتل المزيد من الضحايا وخاصة من الأطفال والنساء وبدون وجه حق.. سنة كاملة وصلنا فيها لأكثر من 150,000 ضحية، بينهم أكثر من 51,800 شهيد ومفقود، وصل منهم إلى المستشفيات أكثر من 41,800 شهيد، فيما بقي أكثر من 10,000 شهيد تحت الأنقاض وتحت البنايات المدمرة، ومفقودين لا نعلم مصيرهم”.
وأضاف: “سنة كاملة والاحتلال يقتل أكثر من 16,000 طفل فلسطيني، بينهم 171 طفلاً رضيعاً ولدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة الجماعية، وكذلك قتل أكثر من 11,400 شهيدة من النساء”.
وتابع الثوابتة قائلاً: “سنة كاملة والاحتلال يقوم بإبادة 902 من العائلات الفلسطينية حيث قتل جميع أفرادها ومسحها من السجل المدني، في جريمة يندى لها جبين الإنسانية.. سنة كاملة والإدارة الأمريكية تمد الاحتلال بكل أنواع الأسلحة والقنابل والصواريخ والطائرات من أجل مسح مربعات سكنية وأحياء سكنية بالكامل، في أكثر من 3,600 مجزرة وحشية بشعة”.
وأردف الثوابتة: “طوال عام والمجتمع الدولي والمنظمات الأممية والدولية والدول العربية والإسلامية تتفرج على شلال الدم المتدفق في قطاع غزة دون أن يحركوا ساكناً، ودون أن يكون لهم موقفاً عملياً أمام هذه الكارثة التاريخية في العصر والتاريخ الحديث”.
وقال: “سنة كاملة والواقع الإنساني في قطاع غزة يزداد كارثية، والأزمة تتعمق وتتعاظم وتصبح مأساوية أكثر، مضيفاً أنه خلال سنة كاملة استمرت سياسات إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات والأدوية والمستلزمات الطبية والسلع والبضائع، مما يهدد بتفاقم أزمة الغذاء، وتعزيز سياسة التجويع والتعطيش وسوء التغذية، خاصة بحق آلاف الأطفال الذين يُحرمون من حليب الأطفال ومن المُكملات الغذائية ومن التطعيمات ومن العلاج.
وأضاف الثوابتة: “سنة كاملة وأكثر من 2 مليون نازح يعيشون حياة قاسية وظروفاً صعبة للغاية، تنعدم فيها كل سبل العيش والحياة الكريمة، وتنتشر بينهم عشرات الأمراض المختلفة أخطرها مرض شلل الأطفال، ومرض الكبد الوبائي الفيروسي، والأمراض الجلدية والتنفسية والهضمية، والعديد من الأمراض التي تسببت بمضاعفة أعداد الوفيات الطبيعية لأكثر من ستة أضعاف ونصف الضعف عن أعداد الوفيات الطبيعية ما قبل حرب الإبادة الجماعية”.
وتابع قائلاً: “سنة كاملة والاحتلال يستهدف بشكل مباشر مراكز الإيواء والنزوح، فقد قصف منها 187 مركزاً للإيواء والنزوح، وقتل بداخلها أكثر من 1060 شهيداً، هؤلاء النازحين الذين اهترأت 100,000 خيمة من خيامهم على مدار سنة كاملة من المعاناة والمأساة والجريمة، وهؤلاء ينتظرون من العالم الدولي أن يُغيثهم بمساكن يلجؤون إليها من حرارة الصيف وبرودة الشتاء القادم، وقد أطلقنا عشرات المناشدات الإنسانية ولا مجيب”.
وأردف الثوابتة: “سنة كاملة والمنظومة الصحية تئن وتناشد وتنادي لإنقاذها، فالاحتلال دمر المستشفيات وأحرقها وحوّلها إلى مراكز للتحقيق والتعذيب وأخرجها عن الخدمة بشكل كامل.. سنة كاملة والطواقم الطبية البطلة الشجاعة تتمترس فيما تبقى من غرف الاستقبال والطوارئ، وفيما تبقى من غرف العمليات الجراحية، يعملون بكل تحدي وصمود وإرادة، دون أن يلتفت لهم العالم الدولي الذي يشارك في الإبادة الجماعية بصمته القاتل، حتى أن الاحتلال قتل من هذه الطواقم الطبية 986 طبيباً وممرضاً وكادراً صحياً، والعالم يتفرج على هذه المصيبة والمأساة التاريخية”.
وأشار إلى أنه خلال سنة كاملة والاحتلال يغلق المعابر من وإلى قطاع غزة، ويحكم عليه الحصار الظالم، ويمنع إدخال العلاجات والأدوية، ويمنع إدخال المستلزمات الطبية، ويمنع كذلك تحويل 25,000 من الجرحى والمرضى لتلقي العلاج في الخارج في ظل خطة الاحتلال الرامية إلى القضاء على المنظومة الصحية وتدمير المستشفيات بشكل كامل.
ولفت الثوابتة إلى أنه خلال سنة كاملة والاحتلال يقتل ويستهدف الطواقم التي تقدم الخدمات الإنسانية والحماية المدنية، فقد قتل 85 ضابطاً من ضباط الدفاع المدني، وأكثر من 700 من رجال الشرطة الفلسطينية، كما وقتل 175 صحفياً وإعلامياً بدون أية أسباب تذكر سوى أنه ينفذ جريمة الإبادة بحذافيرها، ويحاول يائساً إخفاء معالمها وآثارها.
وقال الثوابت: “سنة كاملة والاحتلال يختطف 5,000 معتقل وأسير بدون أسباب، ويمارس ضدهم التعذيب الشديد، ويقتل منهم داخل السجون 37 أسيراً بالصعق بالكهرباء وبالتعذيب النفسي والجسدي، ومن بينهم أعدم الاحتلال داخل السجون 3 أطباء ممن عُرفت أسماؤهم، وهم الطبيب د. عدنان البرش، والطبيب د. إياد الرنتيسي، والطبيب د. زياد الدلو، وغيرهم من أبناء شعبنا العظيم الذين قتلهم الاحتلال داخل السجون بدون أي دور منظور للمنظمات الدولية التي طالها التقصير في واجباتها، ولم تقم بدورها المنوط بها”.
وزاد قائلاً: “سنة كاملة والاحتلال يدمر 125 جامعة مدرسة تدميراً كلياً، وأكثر من 337 جامعة ومدرسة تدميراً جزيئاً، سنة كاملة والاحتلال يقتل 750 معلماً وموظفاً تربوياً في سلك التعليم، وإعدام 130 عالماً وأكاديمياً وأستاذاً جامعياً، سنة كاملة والاحتلال يقتل 12,700 طالب وطالبة، ويحرم أكثر من 780,000 طالب وطالبة من التعليم للعام الثاني على التوالي، والعالم يتفرج على هذه الكارثة دون أن يحرك ساكناً”.
ونوه الثوابتة إلى أنه خلال سنة كاملة والاحتلال يدمر 814 مسجداً تدميراً كلياً وعشرات المساجد دمرها تدميرا جزئياً، كما ودمر 3 كنائس بشكل مباشر، سنة كاملة والاحتلال يدمر 19 مقبرة تدميراً واعتداءً وهمجيةً، ويسرق منها 2,300 جثمان من هذه المقابر، دون أدنى احترام لآدمية وقدسية الأموات والشهداء في جريمة ضد الإنسانية.
وأضاف: “سنة كاملة والاحتلال يدمر 150,000 وحدة سكنية تدميراً كلياً، ويدمر أكثر من 80,000 وحدة سكنية تدميراً بليغاً غير صالحة للسكن، حيث ألقى هذا الاحتلال الهمجي على قطاع غزة وعلى الأحياء السكنية والأبراج السكنية أكثر من 85,000 طن من المتفجرات وهو ما يعادل أكثر من 5 قنابل نووية”.
وتابع الثوابتة: “سنة كاملة والاحتلال يدمر أكثر من 3,000 كيلو متر من أطوال شبكات الكهرباء، ويدمر أكثر من 330,000 متر طولي من شبكات المياه، ويدمر أكثر من 655,000 متر طولي من شبكات الصرف الصحي، ويدمر أكثر من 2,835 كيلو متر طولي من شبكات الطُرق والشوارع في جميع محافظات قطاع غزة”.
وأردف مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: “سنة كاملة والاحتلال يدمر أكثر من 200 موقع أثري وتراثي، سنة كاملة والاحتلال يدمر أكثر من 35 منشأة وملعباً وصالة رياضية في محافظات قطاع غزة”.
وقال: “”سنة كاملة من الدمار الذي خلفه الاحتلال “الإسرائيلي” المجرم لتبلغ نسبة الدمار في قطاع غزة 86% دون أن يحرك العالم ساكناً، فيما بلغت قيمة الخسائر الأولية المباشرة لجريمة وحرب الإبادة الجماعية 35 مليار دولار، وهو ما يمثل وصمة عار على جبين الإنسانية وعلى جبين العالم الظالم الذي يقف مُتفرجاً على هذه الكارثة الإنسانية التي لم يسبق لها مثيل”.
كما أوضح أنه خلال سنة كاملة “ونحن نُذكّر العالم بواجباته تجاه شعبنا الفلسطيني العظيم الباسل، سنة كاملة ونحن نذكر العالم بالقانون الدولي الذي لطالما صدّعوا رؤوسنا به، سنة كاملة ونحن نذكرهم بأن الاحتلال المجرم يخرقه على مدار الساعة واليوم دون أن يفعلوا شيئاً عملياً”، مبيناً أنه خلال “سنة كاملة ونحن نذكر العالم بأعلى أصواتنا بأن غزة تعيش أزمة إنسانية عميقة ومتشعبة طالت كل مناحي الحياة، بينما هم صامتون متفرجون”.
وقال: “سنة كاملة ونحن ندين وما زلنا ندين وبأشد العبارات جريمة الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” ضد شعبنا الفلسطيني، كما وندين الاصطفاف الأمريكي إلى جانب الاحتلال واصطفاف بعض الدول الأوروبية مع الاحتلال في الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول الخائنة للإنسانية، بل إننا ندعو كل دول العالم الحُر والمنظمات الدولية إلى إدانة جريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين، وإدانة الجرائم ضد الإنسانية”.
وأضاف الثوابتة: “سنة كاملة ونحن نحمل الاحتلال “الإسرائيلي” والإدارة الأمريكية المسؤولية الأخلاقية والتاريخية عن الكارثة الإنسانية العميقة التي تولّدت في قطاع غزة نتيجة حرب الإبادة الجماعية، والتي قدمت خلالها الإدارة الأمريكية الدعم الكامل والمفتوح للاحتلال لارتكاب هذه الجريمة والتي لن ينساها التاريخ، وما زلنا نحملهم المسؤولية ذاتها”.\
وأضاف: “سنة كاملة ونحن نطالب المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية بالضغط على الاحتلال لوقف هذا العدوان الوحشي، ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” على مدار سنة كاملة من القتل والتشريد، ومازلنا نطالبهم وبكل قوة إلى وقف هذه المذبحة التاريخية ضد شعبنا الفلسطيني، ونطالب أيضاً ببذل الجهود الحقيقية والفعلية والجدية لوقف هذا القتل والإجرام والإبادة”.
وتابع الثوابتة: “سنة كاملة ونحن ندعو الدول العربية والإسلامية وكل دول العالم الحر وكل المنظمات الدولية إلى الانعقاد الفوري والعاجل من أجل إعادة الحياة إلى قطاع غزة، وعلى رأس ذلك إعادة الإعمار، وإعادة تأهيل القطاع الصحي والمستشفيات، والقطاع التعليمي والمدارس والجامعات، والقطاع الديني والمساجد، والقطاع الإسكاني والخدماتي، ومازلنا ندعو إلى ذلك، بل ونُحذر من أن يُترك قطاع غزة بهذه الصورة الكارثية”.
وختم بقوله: “إن جريمة الإبادة الجماعية التاريخية التي ينفذها الاحتلال هنا في قطاع غزة، تؤكد على المبدأ الاستئصالي والتطهير العرقي الذي يتم تنفيذه ضد شعبنا الفلسطيني بكل وضوح، ويؤكد ويثبّت انخراط الإدارة الأمريكية في هذه الجريمة ومعها مجموعة من دول أوروبا ودول أخرى خانت الإنسانية، وإن الأجيال لا يمكن أن تنسى هذا التاريخ الدموي لهذا الاحتلال الذي يعتبر امتداداً للاحتلالات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأمريكية، حيث كانت نهاية هذه الاحتلالات التاريخية هي التحرير والخلاص، واليوم نؤكد بأن الاحتلال “الإسرائيلي” في فلسطين إلى زوال، وأن شعبنا الفلسطيني المناضل الصامد سيطردهم بإرادته وصموده حتى تحقيق الحرية والخلاص، وحماية أرضنا وثوابتنا ومقدساتنا”.