الأموال السعودية خزنت بمخازل اللواء الأول مدرع.. سكرتيره الآنسي يكشف خيوط مؤامرة جديدة عن اغتيال الحمدي

كالعادة ذهبت باكرا لزيارة ضريح الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي وكالعادة أيضا وجدت العميد محمد جبران الآنسي مدير مكتبه يجدد له الوفاء حتى قبل أن يصل أهله وذويه.

العميد جبران رجل ستيني من أول حديث معه تشعر انك تتحدث إلى شخصية مألوفة لديك من عشرات السنين لما فيه من الوداعة وآداب الحديث واللطف يغمرك بأخلاقه وتواضعه.

تحدث جبران بحسرة وحرقة عن الشهيد المغدور به حيث يقول إنه ” لم يعرف قط قائد بحنكة ونزاهة وشفافية الزعيم الحمدي”.

ويروي جبران أنه وقبل الاغتيال بأسبوع بدأت المؤامرة تحاك وتدرس في محافظة تعز من قبل القيادات العسكرية هناك وبدؤوا في تضييق الخناق على الناس هناك ومنع مرور الأسلحة و فرض حظر التجوال وكانوا يوهمون الزعيم بأن ذلك من اجل حماية مؤتمر الدول المطلة على البحر الأحمر بينما الحقيقة بأن وراء الأكمة ما وراءها لم تتضح إلا يوم 11 اكتوبر لان محافظة تعز كانت تعتبر المحافظة الأكثر ولاءا للزعيم المغدور به.

العميد جبران رافق الحمدي من بداية مسيرته وعمل مديرا لمكتبه منذ توليه منصب نائب رئيس الوزراء ونائب القائد العام للقوات المسلحة قبل حركة 13 يونيو يتذكر العميد جبران بأنه من قام بعرض اسم محمد خميس علي الشهيد ابراهيم الحمدي كمرشح لمنصب الأمن الوطني فوافق الشهيد إبراهيم الحمدي على المقترح كان هذا في العام 1972 م، بعدها بفترة قام العميد جبران بعرض اسم محمد خميس لترشيحه لعضوية مجلس القيادة فرفض الشهيد إبراهيم الحمدي المقترح فقد كان ذو بصيرة ثاقبة ويعرف معادن الرجال كما يصفه جبران.

وأضاف أن عرض اسم خميس كمرشح لعضوية مجلس القيادة كان حسن نية ليس إلا. وذكر جبران أنه كان أول المستهدفين في تقارير محمد خميس حيث رفع تقرير للحمدي بأن جبران يتلقى الرشاوي من الناس من اجل استصدار القرارات لهم فوجه الشهيد التقرير لعلي قناف زهره وكلفه بمراقبة جبران للتأكد من صحة التقرير فلما مر زمن ولم يلاحظ زهرة شيء مما ذكر في التقرير.

أُبلغ الحمدي بذلك فقام بجمع خميس و جبران فأعتذر خميس وتعلل بأنه لا يعلم بالتقرير ولا يعلم من أعده من مكتبه.

وأضاف جبران ” وفي حادثة اغتيال محمد علي عثمان قام خميس بناءا علي تقارير كيدية باعتقال احد الضباط يدعى عبد الملك الزبيري وقام بتعذيبه بتهمة قتل عثمان بينما اتضح لاحقا أن الزبيري وقت حادثة القتل في صنعاء والقتل كان في تعز وان الزبيري بريء فأطلق سراحه بتوجيه صريح من الحمدي وطلبه إلى مكتبه وعند وصول الزبيري قام الحمدي وخلع قميصه وقال للزبيري اقتص مني إن أردت فرفض الزبيري ذلك .

وفي سياق الحديث ذكر جبران أنه قبل اغتيال الشهيد بيومين كان جميع القادة العسكريين في معسكراتهم وفي يوم 11 أكتوبر أتى الجميع إلى صنعاء حيث جاء علي عبد الله صالح من تعز والبشيري من اب والكثيرين من أماكن مختلفة. ومما يدل على المؤامرة الكبيرة كما ذكر العميد جبران أنه قبل الاغتيال بفترة دخل على الغشمي في مكتبه وبجواره خميس و محمد يحيى الآنسي سكرتيره الخاص فأرتبك الجميع بشكل يثير الريبة وكان كثير من المحبين بما فيهم جبران يحذرون الحمدي من نائبه الغشمي لكنه لم يأبه لذلك قائلا لهم: الأعمار بيد الله.

ولن ينسى جبران ذكر الأموال السعودية التي أتت وخزنت في مخازن اللواء الأول مدرع في مخازن تابعة لقطاع غيار الدبابات ثم وزعت عشية يوم 11 أكتوبر على القبائل والمشايخ والعسكريين بعد تنفيذ الجريمة الشنعاء.

وعند سؤالنا له عن دوره في محاولة انقلاب الناصريين في 1978 م ذكر بأنه ” أتى إليه ضابطان يريدون أن يشاركهم العملية أحداهما يدعى المفلحي وآخر نسيت اسمه فقال لهم أحس رائحة الفشل كون سلاح الانقلاب متواضع ممثل في الأسلحة الخفيفة بينما المدرعات في قبضة السلطة وقال لهم اتركوني وسركم محفوظ فإن نجحتم وفقكم الله وان فشلتم أرجو عدم ذكر اسمي في أي محاضر فكان أولئك الضباط أوفياء بامتياز ولم يذكروا اسمه في شيء رغم محاولة خميس استدراجهم لغرض الإيقاع بجبران ليس إلا.

وفي سياق آخر تعرفنا إلى الابن الأصغر للشهيد الحمدي (ذوي زن) الذي اغتيل والده وهو بعمر 3 أشهر، حاولت الاستفسار منه عن أشياء فأشار لي إلى أخيه نشوان بأنه المعني بالحديث عن أي تصريحات إلا أن المسيرة المطالبة بمحاكمة القتلة داهمتنا فلم استطع التحدث لنشوان الحمدي.

قد يعجبك ايضا