كتائب القسام تكشف عن تفاصيل اللحظات الأولى لانطلاق عملية طوفان الأقصى
موقع أنصار الله – فلسطين – 5 ربيع الآخر 1446هـ
كشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام عن الساعات الأولى لعملية طوفان الأقصى، في السابع من أكتوبر 2023.
وقالت إن الساعة 6:25 من صباح يوم السبت السابع من أكتوبر عام 2023، شهدت تنفيذ هجوم منسق ومتزامن بين كافة تخصصات وأسلحة كتائب القسام براً وبحراً وجواً على أكثر من 50 موقعاً في فرقة غزة والمنطقة الجنوبية في جيش العدو.
وأشارت إلى أن الهجوم تم تحت غطاءٍ صاروخيٍ مكثف استهدف المواقع العسكرية والمغتصبات الصهيونية ومنظومات القيادة والسيطرة لدى العدو حيث بلغ عدد الصواريخ في الضربة الأولى 5500 صاروخ وقذيفة.
وأكدت أن الغطاء الصاروخي شكل في كثافته ودقة إصابته حالة من الإرباك لأجهزة أمن وجيش العدو التي مُنيت بفشل ذريع، ومنعها من إبداء أي رد فعلٍ لعدة ساعات ريثما استوعبت جزئياً ما يجري على الأرض، وفق ما رصده مقاوموها خلال اقتحامهم للمواقع العسكرية التي دكتها كتائب القسام، حيث وجدوا جنود العدو مختبئين وهول الموقف باد على وجوههم فحصدوهم وأسروهم دون أي مقاومة تذكر في كثير من المواقع.
وخلال تنفيذ الهجوم، خرج قائد هيئة الأركان محمد الضيف “أبو خالد” بكلمات مختصرة تلخص المشهد وتُعلن عن بدء عملية طوفان الأقصى، رداً على الاعتداءات والجرائم الصهيونية بحق الأقصى والشعب الفلسطيني، واستجابة طبيعية لمواجهة ما يُحاك من مخططات صهيونية لتسوية القضية الفلسطينية، موضحاً أن قيادة القسام قررت وضع حد لكل تلك الجرائم، ومؤكداً على انتهاء الوقت الذي يُعربد فيه العدو دون مُحاسب.
بداية التعرض
وبحسب القسام، بدأت مناورة التعرض القسامية برمايات مكثفة لسلاح المدفعية تجاه مواقع جيش العدو ومراكز المدن المحتلة الكبرى، ورافق ذلك هجوم بسرب من المسيرات الانقضاضية تجاه مواقع العدو وإسقاط القذائف من الحوامات صوب أبراج المراقبة الأمامية والآليات الكامنة على الخط الزائل شرق القطاع.
وأعطبت نيران القنص كاميرات المراقبة على طول الخط الزائل، بعدها تحركت طواقم الهندسة لفتح الثغرات التي مكنت المقاومين ومركباتهم من اختراق خطوط دفاع العدو.
بعد ذلك، انسابت قوافل المقاومين تخترق الثغرات لتدمر آليات العدو وتكسر خطوط التأمين حول مواقع العدو ومستوطناته لتصل إلى أهدافها المرسومة مسبقاً وتوقع جنوده والمستوطنين بين قتيل وجريح وأسير.
وأضافت القسام: “سقطت دفاعات العدو حول غزة وانهار جيشه وجداره الذي لطالما تفاخر بتشييده لمحاصرة القطاع، وسقطت نظرية الأمن برمتها، عندما داستها أقدام مجاهدي القسام وعجلات عربات الدفع الرباعي وحلَّق فوقها سرب “صقر” الشراعي وسط مشهد يؤكد على نجاعة التخطيط وبراعة التطبيق والتميز في إخفاء أي دلائل للهجوم عن أجهزة استخبارات العدو المترهلة”
ونوهت إلى مشاركة 4500 مقاومًا في هذه العملية، موزعين بين 3000 لعمليات المناورة و1500 لعمليات الدعم والإسناد.
وخلال أقل من ساعتين، نجح المقاومون في اختراق الجدار الزائل والإغارة على جميع مواقع فرقة غزة في جيش العدو وعددها 15 موقعاً عسكرياً، فضلاً عن الهجوم على 10 نقاط تدخل عسكرية وعلى فصيل الحماية المتواجد في 22 مستوطنة؛ وتمكنوا من تدمير الفرقة المعادية والسيطرة على قاعدة “رعيم” العسكرية التي كانت مفخرة جيش الاحتلال.
إلى جانب ذلك، سيطر المقاومون على مستوطنات الغلاف وقتل وأسر المئات من ضباط وجنود الاحتلال والمستوطنين؛ ثم تطور الهجوم نحو الأهداف خارج الفرقة في المنطقة الجنوبية، كما تمكنت زوارق محملة بمقاتلي الكوماندوز البحري القسامي من تنفيذ عملية إبرارٍ ناجحة على شواطئ جنوب عسقلان والسيطرة على عدة مناطق، وكبدت العدو خسائر فادحة في الأرواح.
فشل ذريع
وشددت كتائب القسام على أن المنظومة الأمنية والعسكرية للعدو منت بفشل ذريع، وخابت جميع تقديراتها؛ وبقي مقاومو الكتائب يصولون ساعاتٌ وأيام داخل المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، وصواريخها تقصف عشرات الأهداف في عمق الأراضي المحتلة، قبل أن يَفيق الجيش من صدمته ويقرر بدء عملية برية عسكرية داخل القطاع بعد مشاورات عديدة ودعم غربي على المستويين السياسي والعسكري” محاولاً ترميم صورة الجيش واستعادة الثقة من خلال نظرية الرَدع التي تحطمت صباح السبت على يد مجاهدي القسام الذين أثبتوا أن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت.”
وقالت إنه وبعد أن قرر الجيش الدخول إلى قطاع غزة في السابع والعشرون من أكتوبر، أي بعد مرور 20 يوماً على الهجوم الكبير، حيث توغلت آليات العدو بعد سلسلة من الغارات العنيفة وقصف مدفعي مكثف استهدف أحياء وبلدات شمال ووسط وجنوب القطاع، ليتفاجأ من جديد بالترسانة الدفاعية لفصائل المقاومة ويدرك أنه “دفع بجنوده إلى الموت والغرق في وحل غزة”.
أسلحةٌ نوعية وإعدادٌ مستمر
أكدت القسام أنها أدخلت أسلحة جديدة في القتال أعلنت عنها خلال المعركة، وتمكنت بواسطتها خلال المعارك من استدراج الجنود والآليات إلى مسافة الصفر واستهداف وتدمير 1592 آلية عسكرية صهيونية تنوعت بين دبابة وناقلة جند صهيونية جرافة عسكرية.
إضافة إلى استهداف مقرات تجمع وتحصن الجنود وقد أسفرت المعركة على حد زعم العدو عن مقتل 726 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا، فيما يواصل مجاهدونا كتابة التاريخ وتسديد الضربات لقوات العدو المتوغلة والمتموضعة في عدة محاور من قطاع غزة وإجبارهم على التراجع.
وكان أبرز الأسلحة التي أعلنت عنها كتائب القسام، قذائف الياسين “105” الترادفية المضادة للدروع وقذائف “TBG” المضادة للتحصينات محلية الصنع.
إلى جانب، سرب “صقر” إحدى الوحدات العسكرية التي شاركت في الهجوم الكبير حيث تمكن مظلِّيون من كتائب القسام من اختراق الجدار الزائل والتحليق بطائراتهم الشراعية فوق مستوطنات الغلاف.
ومنظومة الصواريخ “رجوم” قصيرة المدى محلية الصنع التي اُستخدمت في تنفيذ الضربة الافتتاحية كغطاء ناري لعبور المقاومين للأراضي المحتلة، كما أعلنت الكتائب لأول مرة خلال المعركة عن طوربيد “العاصف” الموجّه محلي الصنع الذي استهدفت به عدد من الأهداف البحرية المُعادية قبالة سواحل قطاع غزة.
ونشر القسام فيديو يحمل عنوان “إِعدادُنا مستمر”؛ يُظهر مجموعة من مقاومي القسام في أحد وُرش التصنيع العسكري، وهم يَصنعون عدداً كبيراً من عبوات “العمل الفدائي” المضادة للدروع، والتي نفّذ بها المقاومون عدة عمليات منذ انطلاق المعركة.
وأكدت القسام أنها “لا تزال تُخفي في جُعبتها الكثير من الأساليب والأسلحة القادرة على مفاجئة العدو وإلحاق خسائر فادحة في صفوفه رغم ما يملكه من إمكانيات تكنولوجية متطورة.”
تبادل مشروط
منذ اليوم الأول للطوفان، أعلنت كتائب القسام أن في قبضتها عشرات الأسرى من الضباط والجنود وقد تم تأمينهم في أماكن آمنة وفي أنفاق المقاومة، وعلى الاحتلال إذا أراد أسراه أحياء فيجب عليه الخضوع لشروط المقاومة ودفعه ثمن تحريرهم ضمن صفقة مشروطة ووقف حربه على غزة.
كما أعلنت استعدادها الإفراج عن حملة الجنسيات الأجنبية لكن العدو عرقل ذلك، لاعتقاده أن بإمكانه استعادة الأسرى عن طريق القوة، حيث أعلن أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام لاحقاً أن في قبضة المقاومة نحو 250 أسيراً، وقد قُتل عدد منهم تجاوز العشرات لاحقاً نتيجة القصف الإسرائيلي الوحشي على القطاع.
وفي الرابع والعشرين من نوفمبر عام 2023، أعلنت كتائب القسام عن التوصل لهُدنة إنسانية بوساطة قطرية مصرية لمدة 4 أيام وقد تم تمديها ليوميين إضافيين، حيث تم بموجبها إطلاق سراح 50 أسيراً صهيونياُ من النساء والأطفال المدنيين دون سن الــ19 عاماً، وتحرير نحو 150 من الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال، ودخول قوافل المساعدات من المواد الإغاثية والطبية والوقود إلى كافة مناطق قطاع غزة.
وبعد انقضاء مدة الهُدنة استأنف العدو القتال والقصف غير آبهٍ بحياة الأسرى الذين ما زالوا في قبضة المقاومة، وقد تعمد قتلهم في محاولة يائسة منه للتخلص من عبء هذا الملف واستحقاقاته، وهذا ما تبين مع اعلان كتائب القسام توالياً عن مقتل العديد من الأسرى لديها بفعل القصف ونوبات الهلع والمرض.
واستدركت القسام: “لكن قيادة العدو وعلى رأسها نتنياهو وبعد انقضاء عام على المعركة تأبى إلا أن تعيدهم في توابيت، وتزجّ بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نُعوش من أجل البحث عن رفات بعض الأسرى الذين تعمّدوا استهدافهم وقتلهم، ويفضلون ذلك على الذهاب في صفقة تبادل تعيد أسراهم إلى ذويهم أحياء.”
وحدة الدم والساحات
خلال معركة طوفان الأقصى، نجحت كتائب القسام في توحيد قوى المقاومة من خلال الغرفة المشتركة داخلياً ومحور المقاومة خارجياً، في كافة المجالات السياسية والعسكرية للمعركة.
وتُرجم هذا ميدانياً، حين أعلن حزب الله اللبناني في الثامن من أكتوبر دخول المعركة وإطلاق رشقات صاروخية وتنفيذ عمليات من جنوب لبنان في إطار الإسناد والنصرة واستمراره في هذه المعركة حتى وقف العدوان على غزة، وقدم خلالها شهداء أبرزهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والقيادي الكبير فؤاد شكر وعلي كركي وإبراهيم عقيل وغيرهم من الذين ارتقوا شهداء على طريق القدس.
وفي العاشر من أكتوبر ، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية من خلال إطلاق دفعة من الصواريخ الباليستية والمجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيّرة على أهداف مختلفة داخل الأراضي المحتلة، إلى جانب استهداف السفن الأمريكية والبريطانية المتجهة لموانئ الاحتلال، وصولاً إلى إطلاق صاروخ “فلسطين 2” فرط صوتي الذي استهدف هدفاً عسكرياً في يافا.
كما أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق عن قصف العديد من الأهداف الحيوية للعدو عبر المسيرات والصواريخ وذلك نصرة لأهلنا في غزة ورداً على المجازر الصهيونية بحقهم.
ختاماً بالعملية البطولية التي نفذها الأردني ماهر الجازي انتصاراً لغزة على معبر الكرامة وتمكن خلالها من قتل 3 جنود إسرائيليين ليرتقي بعدها شهيداً على طريق القدس.
طوفان الضفة
كما هو طوفان غزة سريعاً ما بدأ طوفان الضفة الغربية التي تصاعدت فيها عمليات المقاومة بشكل مضطرد، واتسعت رقعتها وتزداد شراستها ونوعيتها.
ومنذ اندلاع معركة طوفان الأقصى، قدمت الضفة الغربية 743 شهيداً وما زالت تقدم الشهداء، وارتقت ثلة من مقاومي القسام خلال تنفيذهم لعميات نوعية وتصدي للاقتحامات المتكررة للمدن والمخيمات هناك.