الأحزاب في اليمن وجهان لعمله واحدة … الخارج
المتأمل والمراقب لسياسات الأحزاب اليمنية التي أثقلتها الشيخوخة والعجزوالفساد أو تلك الاحزاب الناشئة التي اثقلتها ايضاً الطموحات والمصالح الذاتية نجد أن خطاباتها المتكررة والتي تحمل في طياتها الكثيرمن الكذب والخداع والمراوغة تطغي عليها سمات المصالح الشخصية الذاتية والحزبية بعيداً عن مصالح الوطن وسيادته وكرامته ودائماً ماتكون بعيدة كل البعد عن الواقع الذي يعيشه الوطن من مأسي وقتل ومعاناة يتحمل نتائجها أبناء الشعب اليمني يشهد اليمن أصعب الظروف في تاريخه إذ أن هذه الأحزاب السياسية اليوم ومنذ أعلان التعددية الحزبية في اليمن أصبحت تقدم تحليلات ومعلومات وتفسيرات للمواطن اليمني مكررة لا تقدم جديداً وإعطاء آمال ووعود لا تمت للواقع الذي يعيشه الوطن والمواطن بشئ وكل حزب يتحدث عن منجزاته ووطنيته التي يكذب فيها ويدعي انه انه يخدم بها الوطن والشعب ونجد أن هذه الاحزاب كلها بلا أستثناء سوي المتقاسمة للسلطة او التي تدعي معارضتها للسلطة لاهم لها سوي مصالحها ومصالح منتسبيها من القادة والصف الاول فقط وليست وطنيه وليس لها ولاء للوطن وانما أحزاب مموله من الخارج ووطنيتها وولاءها للداعم الاساسي لها اي الخارج , ولأن الخارج ليس جمعية خيرية ولا شركة تملكها الاحزاب السياسية اليمنية وإنما لديه مصالح استراتيجية يريد تنفيذها بواسطة هذه الاحزاب والأدوات ,وانشغلت الاحزاب فيما بينها لتتقاسم السلطة والوزارات والمرافق الحكومية والوظائف العامة وحتي قادة المعسكرات المستقلين ومقرات الدولة يتصارعون علي تقاسمها وأدخال حزبيتهم فيها وتركت الوطن يتأكل هنا وهناك لنجد أحزاباً متفرقة متصارعة علي مصالحها وكل حزب يؤلب ويحرض ضد الحزب الآخر وإظهارعيوب الأخر في الوقت الذي هوا يعيش في قمة الفساد والمحسوبية والمتاجرة والارتزاق بأسم الوطن والوطنية ولا نجد كلمة تتحدث عن مايعنية الوطن والمواطن من ماسئ وجرائم وأغتيالات وفقر وبطالة وأهدار للمال العام وفساد ينخر الدولة من ساسها الي رآسها …. لصالح من يجري هذا؟
في اليمن يوجد أكثر من خمسة وعشرين حزباً وكل هذه الاحزاب بلا أستثناء تتلقي دعما مالياً ومعنوياً ولوجستياً من الخارج ولا تستطيع هذه الأحزاب انكار ذلك سوي كانت أحزاب دينية ترفع شعارالله والوطن أو أحزاب قومية علمانية أشتراكية ترفع شعارالديمقراطية والحرية أو أحزاب ترفع شعاراليمن اولاً والاستقلال والعدالة والشعب وكثير من الشعارات الرنانة التي لاتحمل سواء الاسم فقط وووووووالخ … الأحزاب اليمنية القديمة والحديثة لا تطبق أو تسلك مبداء الديمقراطية والحرية والأستقلال والعدالة داخل كيان أجتماعتها الحزبية…فهل من المعقول أن أبناء الشعب اليمني الذي يحترق كل يوم بنار السلطة ونار الاحزاب ان يثق بمثل هذه الاحزاب الفاسد والعميلة؟
الأحزاب اليمنية لا يهمها الوطن وإن تدمر وتمزق وتفتت ولايهمها أستقلاله وأن أصبح قراره ومصيره بيد الخارج ولايهمها سيادة وسلامة أرضيه وأن انتهاكته كل طائرات العالم وقتلت شعبه وأستقطعت منه دول الجوار أجزاءً ولا يهمها ان يتمتع الشعب بحقوقة وحريته وكرامته وعزته وديمقراطيته كل همها مصالحها نجدها تتلقي دعماً مالياً شهرياً من عدة دول وفي مقدمة هذه الدول الولايات المتحدة والسعودية وقطر ونلاحظ ان هذه الدول لا تتمني الخير لليمن منذ قيام ثورتي26 سبتمبرو14 أكتوبر وحتي اليوم فهل تريد الخير اليوم لليمن بواسطة هذه الاحزاب التي تم أنشاءها وتمويلها وتلقينها الخطب والشعارات بواسطة المال الخارجي ؟
عندما تم اعلان الوحدة اليمنية في عام 90 تم اعلان التعددية الحزبية وانشاء احزاب سياسية تكون معارضة ومنتقدة لسياسية السلطة الحاكمة وتكون مراءة لاظهار فساد النظام الحاكم والوقوف بوجهه وإظهار الحقيقة للشعب لكن الأحزاب في اليمن تقاسمت مع النظام السلطة وشاركته الفساد ودعمته في أساليبه وممارسته الظالمه وحروبه وأضهاده وأستبداده فانٌهك الوطن ونهبوا خيراته وثراوته وزاد هرم الفساد وأعتلي المفسدين والمجرمين وتجار الحروب أعلي المناصب والمواقع وأصبحوا محصنين من المساءلة والعقاب … وكثر الفقر والمرض والمجاعة والبطالة والقتل والأغتيالات والتطرف والأرهاب وأصبح المواطن اليمني مشرداً في بلده وخارج بلده.
وجاءت الثورة الشبابية الشعبية لأقتلاع النظام الفاسد وهذه الأحزاب الشريكة للنظام ولكن الغدر والخيانة مزروعة في شرايين هذه الاحزاب فالتفت علي الثورة الشبابية الشعبية وتقاسمت السلطة بمؤامرة سعودية إمريكية وتم إجهاض ثورة الشباب وتم إعادة النظام المشترك باساليب وطرق الاحزاب الملتوية ولم يكتفوا بذلك بل مازالوا يبثون الكراهية والحقد والطائفية ضد أبناء الشعب الواحد بعضهم البعض ويوجدون البأس ويزرعون الإحباط في نفس المواطن ويضحون بشباب المستقبل ويجرونهم لمجهول أسود هؤلاء الذين عاشوا على العمالة والأرتزاق والخنوع للخارج يصروا على الأستمرار والدفع بالشباب والمجتمع للحروب الأهلية والدماء؟
لماذا لا تسعى هذه الأحزاب الي البناء والتنمية بدل ماتظل تعيش علي الفساد والعمالة وتظل تزورالحقائق وتنشر تحليلات لا أساس لها كلها إنشائية وتتغاضي عن ما يجري من تدريبات ودعم الي الإرهابيين وقتل رجال الشرطة والأمن والقوات المسلحة وإغتيالات لخيرات قادة منتسبي الجيش ومرافق الدولة وتتجاهل التواجد الإمريكي علي الأراضي اليمنية تحت ذريعة مكافحة الأرهاب فإلى متى ستظل الأحزاب تعيش على قصص تنسجها من خيالها هاهي أحد الأحزاب الحاكمة في السلطة والتي تتدعي انها تمثل الشريعة الأسلامية وترفع شعارالاسلام ديني ومحمد أبن عبدالله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) نبي تثني على السفير الامريكي اليهودي وتودعه وتكرمه ولا يهمها ما يجري من قتل ودماء ودمار بواسطة الطائرات الامريكية بدون طيار لأن عمالتها السرية مع أمريكا والغرب تستدعي ذلك فلا توجد أحزاب وطنية حقيقية كلهها مرتهنه للخارج أصبح الشعب يري أحزاباً تتحدث باسم كل دولة تمولها وتدعمها كنا نتمني أن نجد أحزاب نفتخربها لا نتبراء منها كلها كيانات ووجوه لعمله فاسدة واحدة مصالحها السياسية تقتضي تقمص الوطنية لكن سياستها وأستراتيجيتها معروفة ووأضحة وكارثية تهدد مستقبل وكيان اليمن الذي مازال يبحث في هذا الظلام عن شمعة تظئ له الطريق وتحيي الأمل.
لا أريد أن أبث اليأس من هذه الأحزاب ولكني كمواطن يمني أشعر بالألم يعصرني لهذه الأحزاب وسياستها تجاه وطنها وشعبها ولان الوطن والشعب ككل عاني من سياسة الأحزاب اليمنية الفاسدة لسنوات طويلة ونتج عن ذلك حروب وصراعات متعددة وكان أكثرها كلفة إجتياح الجنوب 94 وست حروب ظالمة علي صعده وأبناءها.
إن استقراراليمن وتقدمه وأزدهاره لن تحققه أحزاب فاسدة عميلة مرتهنه متنافرة بل جهود شعبية شبايبة متساندة مع القوي الوطنية الشريفة المخلصة تضمن بقاء الوطن قوياً ذو قرارسياسي وطني وسيادة وكرامة تصان ومن المفيد للأحزاب أن تصل إلى قناعة بأن عمالتها وارتهانها للخارج لن يدوم للابد غيرأن ذلك يبدو اليوم بعيدا وقد تعبُراليمن مزيدا من الاضطراب والفوضى قبل أن تتعلم الأحزاب هذه الحقيقة.