فكرة المقاومة ، والوهم الذي يحاول العدو بيعه للعالم
سند الصيادي
من الخطأ الذي قد نقع فيه دون ان نعي مزالقه، أن نكرس الوهم أو نتغاضى عن دحضه بينما يحاول العدو الصهيوامريكي ترسيخه في خطابه السياسي والاعلامي، في مسعى منه لرسم صورة زائفة للمشهد الراهن في الصراع المفصلي والتاريخي الحادث معه، هذا الوهم الذي لطالما عبر عنه نتنياهو في خطاباته بشأن الموقف الشعبي العربي والاسلامي الجمعي من المقاومة، وحاضنة المشروع الذي تقف خلفه هذه المقاومة ولأجله تبذل اثمان كبرى من التضحيات.
يرتكز هذا الخطاب الممنهج على تظليل الرأي العام بأن هناك جمهورا يناوئ ويناهض فكرة وحركات المقاومة، وتصوير الموقف الجمعي بما يقوله وينتهجه هو وقلة قليلة من السعوديين أو الاماراتيين أو غيرهم من سياسيين او ناشطين يمثلون ادوات وظيفية مجندة مسبقا. مستدلا بالأنظمة المطبعة وهؤلاء النفر من الخارجين عن الفطرة الذين لا يشكلون واحداً بالمائة ، يحاول العدو انكار الحقيقة الواضحة كالشمس التي مفادها أن كل شعوب المنطقة يدعمون انتصار القضية الفلسطينية ويؤيدون سحق “إسرائيل”، وينظرون اليها ككيان مجرم غاصب وطارئ لا اصل له في المنطقة .
يعتقد الكيان أن ضخامة آلته الاعلامية وهيمنتها في فضاء المعلومة و استهدافه المستمر للمنابر و للرواية المخالفة له ، سيمكنه من اقناع شعوب الأمة على تصديق روايته ، وان ينطلي عليها كذبة ” اسرائيل ” كرسول السلام في الأرض ، بينما المقاومون لها هم الخراب والدمار و مجرد ادوات مجندة لخدمة “ايران” .
ان من اكبر الكذبات الصهيونية المفضوحة بالوقائع والدلائل تلك الصورة المضللة عن شعوب أمتنا الإسلامية على انها في صفه ومطبعة معه، بهذه الكذبة التي يسوقها يهدف بشكل خبيث الى خلق حالة من الإحباط واليأس في نفوس ابناء الأمة ، وعزل حركات الجهاد عن محيطها العريض والواسع ، وإظهارها في موقع الشاذ أو الاستثناء الخارج على قاعدة الاجماع القابل له ، والعكس صحيح تماما ، فالشاذ والاستثناء في شعوب الأمة هو من يقبل باسرائيل ومن لا يقف بعاطفته ومواقفه مع القضية ورجالها ، وهؤلا لا يمثلون رقما في المعادلة العريضة .
في فكر المقاومة معرفة يقينية من ان خلفها تقف كل الأمة وكل شعوبها ، كل جماهير امتنا على اختلاف مشاربها ومآربها مواقفها عظيمة وملموسة مهما حاول الامريكي والاسرائيلي أن يدعي عليها وباسمها ، وكلما تصاعدت الاحداث زادت الحقيقة وضوحا وتضاءلت صورة النفاق ونفره القلائل وظهروا في هامش الصورة أقزام في المشهد الشعبي العارم ، ولا قلق ، فخط النفاق إلى أفول وزوال إسرائيل حتمي وهيمنة أمريكا يوما ما ستصبح قصة من قصص تاريخ هذه الأمة الحية والمجيدة