أزمة سياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك بسبب “جدار ترامب”

موقع أنصار الله  || أخبار عربية ودولية ||   فجّر إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، شروعه في اتخاذ خطوات عملية لتحقيق وعده الانتخابي الأبرز ببناء جدار حدودي يفصل بين بلاده والمكسيك، أزمة سياسية تفاقمت بشكل سريع خلال الساعات الأخيرة، وألغى على إثرها الرئيس المكسيكي، بينا نييتو، زيارته المقرّرة إلى واشنطن، الأسبوع المقبل، حسب ما نقلته وكالة القدس للأنباء..

 

وأعلن البيت الأبيض قراره التراجع عن فكرة فرض ضريبة بنسبة 20 في المائة على الواردات المكسيكية إلى الولايات المتحدة، وتخصيصها لتمويل الجدار الحدودي الذي وقع الرئيس الأميركي مرسوما للبدء بتشييده، الأربعاء الماضي.

 

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن المتحدث باسم البيت الأبيض، سون سبايسر، قوله “إن فكرة فرض الضريبة على الواردات المكسيكية التي أعلن عنها ترامب مساء الخميس الماضي، هي مجرد اقتراح من بين عدة أفكار يتم تدارسها”.

 

وكان سبايسر قد قال في تصريحات صحفية الليلة الماضية “إننا عبر القيام بفرض الضريبة، سنتمكن من جمع عشرة ملايين دولار في العام الواحد، وتسديد كلفة الجدار عبر هذه الآلية وحدها”.

 

وأضاف “سياسة بلادنا حاليا هي فرض ضريبة على الصادرات، وترك الواردات تتدفق بكل حرية، وهذا أمر سخيف”، بحسب تعبيره.

 

وجاء الإعلان عن مقترح الضريبة عقب قرار الرئيس المكسيكي، بينا نييتو، إلغاء زيارته لواشنطن، بسبب الخلاف معها بشأن موضوع الجدار.

 

إلغاء زيارة نييتو جاء رداً على منشور لترامب على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، الليلة الماضية، جاء فيه “إن كانت المكسيك لا تعتزم تحمّل كلفة بناء الجدار فلن يكون هناك داعٍ للاجتماع الثنائي المقرّر (الجمعة) “.

 

وقال نييتو في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن إدارته أبلغت البيت الأبيض بقراره عدم حصور اجتماع العمل المزمع يوم الثلاثاء القادم مع ترامب.

 

وجدّد تأكيده على أن بلاده لن تتحمّل تكلفة الجدار الحدودي الذي يقول ترامب إنه يسعى من خلاله للحد من الهجرة غير الشرعية، مشدّدا على استعداد المكسيك “العمل مع الولايات المتحدة للوصول إلى اتفاقات لصالح البلدين كليهما”، بحسب نييتو.

 

من جهته، قال وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغاراي، إن بلاده مستعدة للحوار مع الولايات المتحدة من أجل الحفاظ على علاقات جيدة، “لكن دفع ثمن الجدار الذي يريد الرئيس الأميركي تشييده غير قابل للتفاوض”.

 

تصريحات فيديغاري جاءت خلال مؤتمر صحافي عقده في السفارة المكسيكية بواشنطن مساء الخميس الماضي، أكد فيها أن “هناك أشياء غير قابلة للتفاوض، وأشياء لم ولن يتم التفاوض عليها، والقول بأن على المكسيك دفع كلفة الجدار هو ببساطة شيء غير قابل للتفاوض”، كما قال.

 

وأضاف الوزير المكسيكي “نحن ندرك أن هذه بداية لعلاقة جديدة مع الرئيس ترامب وحكومته، وندرك أننا كما قال الرئيس بينا نييتو، مستعدون للتفاوض. لدينا أولويات وأهداف واضحة”.

 

يذكر أن فيديغاراي وصل إلى الولايات المتحدة، الأربعاء الماضي، على رأس وفد رفيع المستوى تحضيراً للزيارة التي كانت مقرّرة للرئيس المكسيكي، (امس الجمعة).

 

ويبلغ طول حدود الولايات المتحدة الأمريكية مع جارتها المكسيك، 3 آلاف و200 كيلومتر، جزء كبير منها مغلق بالأسلاك الشائكة.

 

وتبدأ “حواجز أمريكا – المكسيك” من ولاية كاليفورنيا جنوب غرب الولايات المتحدة، وتتجه نحو الشرق مروراً بولايات نيو مكسيكو، وآريزونا، وتكساس.

 

ويخطط ترامب لإتمام إغلاق الحدود مع المكسيك، من خلال الاستمرار في مدّ الحواجز في الأجزاء المفتوحة البالغ طولها 1900 كيلومتر.

 

وقدّر ترمب قدر كلفة الجدار الحدودي العام الماضي “بثمانية مليارات دولار على الأرجح”، بحسب قوله، غير أن هناك تقديرات أعلى من ذلك.

قد يعجبك ايضا