28 أُكتوبر خلال 9 أعوام.. 56 شهيدًا وجريحًا في قصف سعوديّ أمريكي على اليمن
واصل طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 28 أُكتوبر، خلال 2015م، و2017م، 208م، ارتكابَ جرائم الحرب، وسياسة الإبادة الجماعية للشعب اليمني، بغارات وحشية على المنازل والأحياء السكنية، والطريق العام وسيارات المدنيين، وخلايا النحل، في محافظات صنعاء وصعدة وحجّـة.
أسفرت عن 24 شهيدًا، و32 جريحًا، وتشريد عشرات الأسر، من منازلها، وقطع الأرزاق، ومضاعفة المعاناة المعيشية في ظل النزوح والتشريد المتزايد، وشحة الخدمات الأَسَاسية المدمّـرة.
وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
28 أُكتوبر 2015.. 15 جريحًا في قصف على منازل المواطنين بصنعاء:
في يوم 28 أُكتوبر 2015م، أضاف العدوان السعوديّ الأمريكي إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني جريمتين جديدتين، حَيثُ استهدف بغارات وحشية منازل المدنيين في مديريتي خولان الطيال ومعين بالعاصمة صنعاء، مخلفًا دمارًا هائلًا وخسائر بشرية فادحة.
ففي مديرية خولان الطيال، تحولت منازل المدنيين إلى أهداف سهلة لطائرات العدوان، حَيثُ استهدفت غارة غادرة منزل أحد المواطنين بشكل مباشر؛ ما أسفر عن 15 جريحًا بجروح مختلفة، وتدمير المنزل بالكامل، وتضرر المنازل المجاورة، وموجة نزوح جماعي لعشرات الأسر، وحالة من الخوف في نفوس الأطفال والنساء، ومضاعفة المعاناة.
يقول أحد الجرحى: “كان باقي أسبوع للعرس لكن طيران العدوان، غير كُـلّ الترتيبات وقضى على كُـلّ الأحلام، وهذا المنزل شقى عُمر للوالد حوّلته الغارات إلى إنقاض ودمار.. لم نكن نتوقع أن نستهدف في منازلنا، قبل الظهر ونحن نتناول الغداء، فجأة سمعنا صوت الغارات، وهرعت إلى الخارج لأجد نفسي مصابًا بجروح والمنزل مدمّـراً”.
بدوره يقول أحد الأهالي: “سمعنا الغارات، وبعدها بادرنا بانتشال الجرحى، ومالك المنزل لا علاقة له بأنصار الله ولا الجيش ولا الدولة ولا هو من أي حزب، رعوي بعد حالة، وحال استمرارنا في إطفاء النيران، وإسعاف الجرحى عاود الطيران وقصف المنزل ونحن على أنقاضه بصاروخ ثان، وجرحنا على إثره”.
وفي مديرية معين، كانت المشاهد لا تقل مأساوية؛ فقد استهدف طيران العدوان أحياء سكنية في شارع الستين الشمالي؛ ما أَدَّى إلى دمار واسع في المنازل والممتلكات، والمحلات التجارية، والسيارات، وتشريد عشرات الأسر، وخسائر بالملايين، وحفرة عملاقة في الطرقات والأحياء، التي حولها الأطفال إلى أماكن للعب ومتارس لمحاكاة المواجهة البرية، والتقاط الصور التذكارية تعكس وحشية العدوان ورعاية الله ولطفه، وشجاعة أشبال اليمن وصمود شعبه.
يقول أحد الأهالي: “في تمام الساعة السادسة صباحًا حصل اعتداء سافر سعوديّ إسرائيلي بغارات على منزل الخدري وفي بقية المنازل المجاورة وتضرر الحي بالكامل وترويع الناس بشكل كامل وهم نائمون.. هنا فرن لبيع الخبز، ومحل دراجات مدمّـرة، وبقالات، ما عندنا لهذا العدوّ الجبان”.
تسببت هذه الغارات في حالة من الرعب والخوف بين السكان، حَيثُ اضطر الكثيرون إلى مغادرة منازلهم خوفًا على حياتهم، وقد تسببت هذه الجرائم في تشريد العشرات، وتدمير الممتلكات، وتعطيل الحياة اليومية.
28 أُكتوبر 2015.. 37 شهيدًا وجريحًا في قصف لطيران العدوان على سيارة نازحين ومنازل المواطنين بصعدة:
وفي 28 أُكتوبر 2015م، ارتكب طيران العدوان السعوديّ الأمريكي جريمتي حرب، ومجزرتين وحشيتين، بغارات مباشرة على محافظة صعدة، الأولى إثر استهداف سيارات نازحين في منطقة المغسل بمديرية مجز، والثانية بغارات على منازل المواطنين في منطقتي الأزد والنظير بمديرية رازح الحدودية، أسفرتا عن 22 شهيدًا و15 جريحًا، وتدمير واسع في الممتلكات، وموجة تشرد ونزوح نحو المجهول، ومضاعفة المعاناة، ومشاهد مأساوية بشعة يندى لها جبين الإنسانية.
ففي مديرية مجزر، تحولت رحلةُ النزوح التي كان يأمل فيها العشرات من المدنيين إلى كابوس مروع، حينما استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي سيارتهم بوحشية في منطقة المغسل، بغارات مباشرة وعن سابق إصرار وترصد، أسفرت عن استشهاد 15 نازحًا، بينهم نساء وأطفال، وجرح 7 آخرين بجروح بالغة.
كان هؤلاء النازحون، كغيرهم من ملايين اليمنيين، قد فروا من ديارهم بحثًا عن الأمان، تاركين وراءهم بيوتهم وممتلكاتهم، حَيثُ كانوا يحلمون بحياة أفضل، بعيدًا عن أصوات القصف ورائحة البارود، لكن العدوّ المجرم شاء لهم أن يلقوا حتفهم وهم في طريقهم إلى مكان آمن.
تخيلوا لحظات الرعب التي عاشها هؤلاء المدنيون وهم يستقلون سيارتهم، وهم يرون الطائرات الحربية تحلق في سماء المنطقة، كانوا يعلمون أن الخطر يحدق بهم، لكنهم لم يتوقعوا أن يكون الموت هو مصيرهم.
بعد أن ضربت الغارة السيارة، تحولت المنطقة إلى جحيم، فكانت الصرخات تملأ المكان، وأشلاء الضحايا مبعثرة في كُـلّ اتّجاه.. المشهد كان مروعًا لدرجة أنه لا يمكن وصفه، أدمغة بلا جماجم وجماجم بلا أدمغة، ورؤوس محطمة بلا أجساد، وأجساد بلا رؤوس.
أحد النازحين الناجين وهو يذرف الدموع على لحيته البيضاء يبكي بغُصة أراد التحدث عن الجريمة لكن حالته النفسية لم تمنحْه القدرة على ذلك ليكتفي بالإشارة، والرفض ويتوارى عن عدسة الكاميرا بوجه حزين وفكر شارد وقلب مكسور مصدوم لا يصدق ما هو فيه.
ناجٍ آخرُ من النازحين يروي تفاصيل الجريمة بقوله: “كنا نازحين من قصف عدوان آل سعود، ضربونا، وكان فوق السيارة إخوتي وأمي 12 نفرًا، 5 رجال وأطفال و7 نساء، عدو جبان يلاحق الأطفال والنساء ويقتلهم في المنازل والشوارع وعلى الطرقات، ثم تخنقه الغصة والدموع منه تنهمل”.
وفي مديرية رازح أضاف العدوان السعوديّ الأمريكي إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني جريمة جديدة، حَيثُ استهدف بغارات وحشية منازل المدنيين في منطقتَي النظير والأزد، مخلفًا وراءه دمارًا هائلًا وخسائر بشرية فادحة.
كانت منازل المدنيين في هاتين المنطقتين ملاذًا آمنًا لهم، حَيثُ كانوا يعتقدون أنهم بعيدون عن ويلات العدوان، أَو أن الغارات لن تطالهم؛ لأنهم مدنيون لا علاقة لهم بالجوانب العسكرية، إلا أن طائرات العدوان حطمت هذا الاعتقاد، وحولت منازلهم إلى أهداف سهلة.
بغارات غادرة، استهدفت المنازل بشكل مباشر؛ ما أسفر عن استشهاد 7 مدنيين وجرح 8 آخرين بجروح مختلفة، وحالة من الرعب والخوف، ومشاهد للدمار والدماء لا توصف.
تسببت هذه الغارات في حالة من الرعب والخوف بين السكان، حَيثُ اضطر الكثيرون إلى مغادرة منازلهم خوفًا على حياتهم، وقد تسببت هذه الجرائم في تشريد العشرات، وتدمير الممتلكات، وتعطيل الحياة اليومية.
أم جريحة بجوار أطفالها الجرحى واستشهد منهم البعض تصرخ وتنوح داخل المستشفى، وأحد أقاربها يحاول أن يهدئ روعها ويمسك بيديها، وهي تنهارُ وتصيح بصوت عال يا الله”.
بدوره يقول أحد الأهالي: “العدوان ضرب أحد المنازل وأهلها يفطرون صبحهم صواريخ، شائب ورجل وابنه وبنته كلهم استشهدوا على الفور، وكذلك أطفال ونساء جرحى، أوقفوا عنا هذه الجرائم البشعة التي تستهدف الآمنين.. أين حقوقُ الإنسان التي تَدّعون؟!”.
28 أُكتوبر 2017.. شهيدان وجريحان بغارات العدوان على سيارات المواطنين والطريق العام بصعدة:
وفي جريمتين جديدتين لطيران العدوان السعوديّ الأمريكي، يوم 28 أُكتوبر، 2017م، بمحافظة صعدة، الأولى بغارات وحشية على طريق العام بمنطقة الجميمة في مران مديرية حيدان، أسفرت عن شهيدين، والثانية بغارة أُخرى على سيارة أحد المواطنين في منطقة يسنم بمديرية باقم، أسفرت عن جريحين، وتدمير السيارة وترويع المسافرين، وقطع الطريق في جريمة حرابة تتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.
في منطقة الجميمة بمديرية حيدان، ارتكب طيران العدوان مجزرة مروعة، حَيثُ استهدف بغارات عنيفة طريقًا عامًا؛ ما أسفر عن استشهاد شخصين.
يقول أحد الأهالي: “طيران العدوان استهدف 2 مدنيين، متسوقين كانوا فوق دراجات نارية، وهم نازلون من السوق إلى البيت، قطعتهم الغارات المباشرة، ولا وجدنا منهم أية قطعة، حتى الحديد مقطع، هذه حرب أمريكية إسرائيلية بحتة، ورسالتنا إلى ابن سلمان مجرم حرب وخادم لبريطانيا وأمريكا وإسرائيل”.
وفي جريمة أُخرى، استهدف طيران العدوان سيارة مدنية في منطقة يسنم بمديرية باقم؛ ما أسفر عن إصابة شخصين بجروح، وتدمير السيارة بالكامل.
28 أُكتوبر 2018.. غارات للعدوان السعوديّ الأمريكي على خلايا نحل بحجّـة:
في يوم 28 أُكتوبر 2018، أضاف العدوان السعوديّ الأمريكي إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني جريمة جديدة، هذه المرة استهدفت مصدر رزق حيويًّا هو النحل.
ففي منطقة بني حسن بمديرية عبس بمحافظة حجّـة، استهدف طيران العدوان ناقلة محملة بخلايا النحل، دمّـرها تمامًا وأحرقها، محولًا بذلك مصدر رزق عشرات الأسر إلى رماد.
لم يكن النحل سوى ضحية بريئة في هذا العدوان، فخلايا النحل التي كانت تحمل في طياتها أملًا في حياة أفضل، تحولت إلى رماد وأدخنة سوداء، هذه الجريمة البشعة تكشف عن مدى وحشية العدوان واستعداده لاستهداف أي شيء يمثل مصدر رزق أَو حياة للمدنيين اليمنيين.
يتسبب هذا الاعتداء الغادر في معاناة كبيرة للنحالين وأسرهم، حَيثُ فقدوا مصدر رزقهم الوحيد، ودمّـرت جهودهم التي بذلوها لسنوات في تربية النحل وإنتاج العسل، لكن غارات العدوان زادت في معاناة هذه الأسر التي تعاني أصلًا من تبعات العدوان والحصار، ومخاطر التنقل تحت سماء يحلق فيها طيران العدوّ على مدى الساعة.
لا تقتصر تداعيات هذه الجريمة على النحالين فقط، بل تمتد لتشمل المجتمع بأكمله، فالعسل ليس مُجَـرّد منتج غذائي، بل هو مصدر دخل مهم للعديد من الأسر اليمنية، كما أنه يدخل في العديد من الصناعات الغذائية والدوائية، وبالتالي فَــإنَّ تدمير خلايا النحل يؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني.
يقول أحد النحالين: “طيران العدوان يستهدف المواطنين والمسافرين ووسائل النقل بمختلف أنواعها وأيًّا كان حمولتها، لا فرق لديه، بشكل عام على الخط الذي يصل مديرية مستبأ بمديرية عبس، وخلال أسبوع واحد تم استهداف 6 سيارات في هذه الطريق، ما ذنبنا بهذه الحرب نحن نقصد الله بعد أحوالنا، قطعتم أرزاقنا يا مجرمي الحرب”.