الشيطان الأكبر وسياسة المكر بالإيرانيين …. الثوابت الخمينية في مرمى الإستهداف الأمريكي

 لم يطلق الإمام الخميني (رض)على أمريكا صفة الشيطان الأكبر من فراغ بل كان ذلك وصفاً لما تجسد من السلوك الأمريكي الشيطاني على أرض الواقع , والسياسة الأمريكية هي سياسة شيطانية لا تتغير بتغير الرؤساء أو الإدارات . والشيطان معروف عنه عدائه الشديد للإنسان للبشر وأنبنت سياسته لتحقيق هدفه الوحيد إضلال البشر بحرفهم عن هدى الله لكي يحيل حياتهم إلى شقاء وضنك وإيرادهم عذاب السعير.

ومهما تظاهر الشيطان بالنصح لأبناء آدم فان ذلك الأسلوب إنما هو الأداة الأكثر فتكا بالإنسان والذي جربه بحق آدم وحواء فخدعهما حتى أورثهم حياة الشقاء . لقد كانت تجربة الإصغاء إلى الشيطان والوثوق بوعوده تجربة مريرة كان حصادها الحسرة والندم والألم والشقاء , لقد كانت تجربة مرة وقاسية وما تزال آثارها السلبية والمدمرة على البشر تتضاعف بمرور الوقت . فهي درس كافٍ لمن يفهم الدروس وينتفع بالعظات والعبر. إن أمريكا لم تلجأ لأسلوب الخداع والمكر تجاه إيران إلا بعد إفلاس كل سياسات العدوان المباشر والغير مباشر تجاههاكما أن أوباما يشتهر بأنه شيطان هذه المرحلة وانه يسعى لتحقيق أهداف الإدارة الأمريكية بأقل الخسائر وباستخدام الحروب الناعمة ومعارك الإبتسامات ! فأوباما يخادع الإيرانيين ويوهمهم أن سياسة الشيطان قد تغيرت تجاه إيران ويجب فتح صفحة جديدة في العلاقات بين أمريكا وإيران تنبني على أنهاء حالة العداء بين البلدين وليحل محلها حالة الوئام والتعاون والسلام مكان التنافر والعداء .

إن هذا الأسلوب ليس بالجديد في قاموس السياسة الأمريكية وهو ينبني على المكر والخداع والدهاء وقد أستخدم هذا الأسلوب في القضاء على الإتحاد السوفيتي سابقا وقد أوضح نتنياهوفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن الأسلوب الذي سيستخدم مع إيران في حال تمت المفاوضات بينها وبين أمريكا ذلك الأسلوب هو استخدام الخداع اليهودي , استدراج الخصم ليقدم التنازلات المتتابعة حتى يجرد الخصم من كل قوته ثم يضربونه .

 فبعد حديثه عن وجوب التشدد تجاه إيران وأن روحاني ذئب في لباس حمل وحديثه عن وجوب منع إيران من إمتلاك التقنية النووية , ذهب إلى الحديث أنه لماذا تمتلك إيران صواريخ بالستية وهكذا ولقد هدد وتوعد وإن كانت تهديداته الآن تشخص بفقاعة صابون في الغسيل الأعلامي إلا أنها عبرت عن المنهجية التي ستتبع مع إيران في حال سارت الأمور حسب مايخطط الأمريكان والصهائنة {ولن ترضى عنك اليهودولا النصارى حتى تتبع ملتهم} إن أستخدام هذه السياسات الناعمة والتي يطبقها أوباما الآن تجاه إيران ترمي إلى تحقيق عدة أهداف في الزمن المنظور وأولها إيقاع الشقاق والإنقسام بين مكونات الشعب الإيراني باعتبارأنهم كما يسمى فريقين أثنين , محافظين (راديكاليين)يتمسكون بتطبيق الثوابت التي قامت عليها الثورة في إيران والتي يتصدر أهمها :

الوقوف بوجه المستكبرين ونصرة المستضعفين في العالم , والعداء للإدارة الأمريكية باعتبارها الشيطان الأكبر , وأن إسرائيل غدة سرطانية لايمكن التعايش معها ويجب محوها من الوجود , والفريق الثاني إصلاحيين (ليبراليين) منفتحين أي أقل تشدداً , والهدف إيقاد الصراع الداخلي داخل إيران تمهيداً لإسقاط النظام الإسلامي هناك وتفتيت قوة إيران وتجزئتها إلى دويلات عرقية وطائفية ومذهبية متعددة كما خططوا لكثير من البلدان كالعراق واليمن وليبيا ومصر وسوريا ويخططون للسعودية نفسها بتقسيمها إلى خمس دويلات كما سرب أخيرا بوسائل الإعلام . وأيضا تسعى أمريكا الآن وبداية إلى إيقاف شحن العداء والكراهية والسخط الذي يُنَشَّأ عليه الشعب الإيراني ويفعله تجاه أمريكا باعتبار أنها الشيطان الأكبر,عدوة الشعوب مصاصة الدماء فمعروف أن الخوض في الكلام عن إقامة حوار ومباحثات وعلاقات يجب أن يسبقه تلطيف للأجواء وتغيير في لهجة سياسات العداء يعني تلقائيا أن يكف الإعلام الإيراني عن منهجية زرع السخط ضد أمريكا وبالتالي ربيبتها إسرائيل لاحقاً (حيث أن زرع السخط يعد ضروريا لتحصين المجتمع الإيراني من حالة الإختراق والعمالة لأمريكا ويوحد المجتمع ),ضد عدو خارجي وحدوث عملية كف زرع السخط هذه تعد مكسبا للشيطان الأكبر , وتلقائيا سيتم نسف الثوابت التي قامت عليها الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني (رض) .

كما يريدوا إشاعة البلبلة والتشكيك في صدقية اطروحات الثورة التي تدعوا إلى تجسيد وتطبيق المنهجية القرآنية ,حيث والقرآن ينادي {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا} {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو, بئس للظالمين بدلاً} وأيضا القرآن يحث على مناصبة اليهود والنصارى العداء , وسوف يكون هناك تناقض بين دعوة القرآن إلى عداء أهل الكتاب وبين السلوك الذي تريد إدارة الشروالشيطان الامريكية, أن يسلكه الساسة بإيران تجاهها وهذا سيولد زرع الريبة في الاوساط قليلة الوعي تجاه الثوابت الثورية وتجاه تعاليم القرآن المعروفة بكيفية التعامل مع أهل الكتاب (أمريكا وإسرائيل ) وهذا يعد في حد ذاته يعد مكسبا ونصرا للسياسة الامريكية , ونكسة للمبادئ التي نادت بها ثورة إيران الإسلامية بقيادة الإمام العظيم الخميني رحمه الله تعالى والداعية لتجسيد المنهجية القرآنية سلوكا في كافة التعاملات

 . وهذا كله ما دفع الإمام علي الخامنئي إلى التدخل والتوجيه بكيفية التعامل مع أمريكا باعتبارها الشيطان الأكبر وإنتقاده لبعض سقطات بعض مسؤلي الحكومة الجديدة بقيادة روحاني , والكل يعرف أن الثوابت الثورية الإيرانية لن تنسجم مع توجه السياسة الأمريكية الفرعونية الإستكبارية الإستعمارية الساحقة للمستضعفين , وأمريكا لاتريد إلا علاقات تبعية إستعمارية فامريكا لاتعادي إيران النووية ولكنها تعادي إيران الإسلامية ذات التوجهات الخمينية التحررية فمثلا باكستان أمتلكت السلاح النووي ولم يحدث أي غضب من أمريكا لكن أمريكا تعادي الإسلام المحمدي الأصيل بايران إن الشيطان دائما ولضرب إبن آدم يعمل على فصله عن دينه ليحل عليه الغضب الإلهي ومن ثم يُضرب الضربة القاضية وهذا ما تريد أمريكا إيقاع الإيرانيين فيه فبعد فصلها عن مبادئها ستسلب التأييد الإلهي ومن ثم ستتوجه أمريكا وإسرائيل لضربها وبكل سهولة , فأهل الكتاب يعرفون السنن الإلهية وأيضا تريد أمريكا التغلغل داخل المجتمع الإيراني وتصنع لها الكثير من العملاء وتعمل على تفعيل سياسة التفريق هناك والتي تتقنها الإدارة الصهيوامريكية

 . كما إنه يجب على الإيرانيين وكل مسلم , لإستقامة والثبات على المبادئ والقيم القرآنية ويجب التثقف بثقافة القرآن الحكيم لمواجهة الأعداء ففي ذلك الحل للمواجهة وهي تربي المجتمع على الثبات والصبر على مواجهة ما يترتب على المواجهة مع الأعداء {ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين } وبتفعيل ذلك لن يستطيع العدو تفكيك المجتمع أو إضعافه ويجب أن يربى المجتمع بعيداً عن التأثر بالمكاسب المادية والمنجزات التي يكون مقابلها التنازل عن المبادئ والقيم والثوابت الإسلامية وأن التصميم على مواجهة العدو يعقبه العزة والشرف والفلاح والنجاح إن على الإيرانيين أن يتعاملوا مع أهل الكتاب (أمريكا وإسرائيل ) من منطلق تعاليم القرآن الكريم والثوابت الخمينية وأن يتوحدوا على خطى قائد الثورة الإمام علي الخامنئي فببصيرته وحكمته ستنجو إيران من مكائد اليهود والنصارى (أمريكا وإسرائيل) فهو رجل حكيم أستخلفه إمام عظيم وهوالإمام الخميني (رض) والذي أختاره لقيادة إيران بعده.

قد يعجبك ايضا