الرهان فقط على الميدان.. هل يستمر الغطاء الأميركي المفتوح لـ”نتانياهو”؟

||صحافة||

لما يزيد عن السنة والعدو الاسرائيلي يواصل عدوانه الإجرامي وحرب الابادة بحق الشعب الفلسطيني على قطاع غزة، وبالتوازي يشن عدوانا على لبنان توسع منذ ما يقارب منتصف شهر سبتمبر/ايلول 2024، وكل ذلك يتم بغطاء أميركي سياسي واضح وبدعم عسكري وأمني لا محدود، وقد استخدمت الادارة الاميركية دبلوماسيها وحلفائها للكذب والخداع وتمرير الوقت وإعطاء رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتانياهو وجيشه المزيد من الفرص لتحقيق ما أعلنوه من اهداف بدون جدوى حتى الساعة.

وانطلاقا مما سبق هل سيستمر الضوء الأخضر الاميركي لنتانياهو الى ما لانهاية؟؟ هل سيبقى الغطاء الاميركي وتغطية هذه الحرب بدون قيود للعدو الاسرائيلي مع التأكد يوما بعد يوم أنها حرب عبثية بدون أي جدوى؟ فهل ستواصل الادارة الاميركية دعمها للعدوان خاصة بعد انتخاب مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب ورحيل جو بايدن وسقوط خليفته مرشحة الحزب الديمقراطي كاميلا هاريس؟ والى أي مدى ستبقى واشنطن تدعم هذه الحرب بدون ان تحقيق لمنافع مباشرة وسريعة؟ بل بالعكس هي حرب فاشلة للصهاينة وباتت مكلفة اكثر للاميركيين خاصة انها تقدم السلاح مرتفع الأثمان لـ”إسرائيل” بدون ان تحصل على مقابل في ميدان المعركة وما يوازيها في السياسة سواء في لبنان او غزة وبقية المنطقة.

العدوان على غزة - طوفان الأقصى

علما انه كان باستطاعة الولايات المتحدة وقف هذه المجزرة المفتوحة منذ 7 اكتوبر/تشرين الثاني 2023 لو فعلا كانت واشنطن صادقة بما تعلنه، وذلك لا يتعارض مع الحماية والدعم المتواصلين لـ”إسرائيل” من قبلها، إلا ان هناك مخططات تسعى الادارة الاميركية لتنفيذها عبر استخدام العدو الاسرائيلي وبالتحديد نتانياهو لعله يحقق لأسياده الاميركيين بعض الارباح، ولكن عندما تأكد فشله وخسارة كل الفرص التي مُنحت له خاصة بعد سقوطه المدوي مع فشل الاجتياح البرّي لجنوب لبنان وضمنا فشله في القضاء على حزب الله وحماس وفصائل المقاومة قي غزة، قد تصل قريبا كلمة السر الاميركية وإبلاغ نتانياهو بضرورة وقف الحرب، خاصة مع تغيير ساكن البيت الابيض الذي كان مضطرا لمسايرة اللوبيات الصهيونية بدعم “اسرائيل” في حربها الوجودية ضد المقاومة في غزة ولبنان، ولكن مع كل الفشل الذي تراكم لم يعد من مفر إلا التوقف ومحاولة الادارة الاميركية تحقيق بعض النقاط والمكاسب من وراء ذلك سواء باتجاه الانظمة العربية او باتجاه الشعوب وغيرها من دول المنطقة، والزعم ان ترامب “حقق” وعوده بوقف الحرب، ومع ذلك يعلنون ان العدو الاسرائيلي استطاع تحقيق التقدم واختراع الأكاذيب للضحك على الصهاينة في الكيان الغاصب وعلى الشعب الاميركي وكل من يدعم “إسرائيل”.

وبالإطار، علّق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في حديث صحافي له على فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، بعد سؤاله عن أسباب نيل ترامب حصة وازنة من اصوات اللبنانيين والعرب في ميشيغان، حيث قال “بسبب سياسة جو بايدن الذي تفرّج على قتل الاطفال في غزة ولبنان”، وحول سؤال آخر عن “وعود ترامب” قال الرئيس بري “هو وقّع على تعهد خطي على وقف اطلاق النار في لبنان فور فوزه في مطعم حسن عباس”.

ترامب

ومع كل ذلك لا يمكن الوثوق بكل الوعود الاميركية وبالتحليلات السياسية والاعلامية الراصدة والمتابعة بها، لان الادارة الاميركية طالما سلكت المناورات الاحتيالية لخداع الدول والشعوب والبحث دائما عن مصالحها مصالها ربيبتها “إسرائيل”، وبالتالي يجب ان يبقى الرهان بعد الله، على سواعد المجاهدين في الميدان كما يحصل منذ ما يزيد عن الشهر على الحدود الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة، حيث يتكبد العدو الاسرائيلي الكثير من الخسائر البشرية بما يزيد عن 1000 ضابط وجندي بين قتيل وجريح، وتدمير وحرق وإعطاب دبابات الميركافا والآليات والجرافات العسكرية، ناهيك عن استهداف مواقع وتجمعات وتحشدات العدو في محيط القرى الجنوبية او في مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، وصولا لاستهداف العمق الصهيوني باستهداف مقرات ومواقع عسكرية واستراتيجية للجيش الاسرائيلي بما يؤدي ذلك الى مزيد من الاضرار البشرية واللوجستية.

وبالسياق، قالت غرفة عمليّات المُقاومة الإسلاميّة في بيان لها حول التطورات الميدانيّة لمعركة “أولي البأس” إنه “بفعل ضربات المُقاومة القاسية والمُتكررة، وعدم إتاحة الفرصة أمام قوّات جيش العدو الاسرائيلي للتثبيت والاستقرار داخل قرى الحافّة، عمد جيش العدو إلى الانسحاب من عددٍ من البلدات إلى ما وراء الحدود…”، وتابعت “بالرغم من الإطباق الإستعلامي والنشاط الدائم لسلاح الجو الإسرائيلي، رفعت المُقاومة وتيرة عمليّاتها النوعيّة التي تندرج ضمن إطار سلسلة عمليّات خيبر، عبر توجيه ضربات مُركّزة ومدروسة للمراكز والمنشآت والقواعد الإسرائيلية الاستراتيجيّة والأمنيّة، بعمق وصل إلى 145 كلم داخل فلسطين المُحتلة، باستعمال الصواريخ والمسيّرات النوعيّة”.

المقاومة الاسلامية

واوضحت غرفة علميات المقاومة ان “هذه الإستهدافات المحددة والدقيقة والمدروسة تتم وفق برنامج واضح وإدارة وسيطرة تامة على مجريات الأمور الميدانية والتقدير المتأني لمجريات الأمور ومسار الجبهة وتدرجاتها… وعدا عن تحقيق العمليّات لأهدافها العسكريّة، فإن أكثر من 2 مليون مُستوطن على مساحة أكثر من 5,000 كلم2، وبعمق وصل إلى 145 كلم داخل فلسطين المُحتلة، أُجبروا على الدخول إلى الملاجئ وإيقاف الدراسة والأعمال وحركة الملاحة الجويّة بشكل مُتكرر مع كل عمليّة تم تنفيذها”، وشددت على ان “سلسلة عمليّات خيبر تتصاعد وفق رؤية وبرنامج واضح، وإدارة وسيطرة عالية، تضمن القدرة على الوصول الفعّال إلى كافة الأهداف التي تُحددها قيادة المُقاومة“.

وهنا من المفيد الاشارة لما قاله الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمته يم 6-11-2024 حيث أكد ان “توقف الحرب الاسرائيلية على لبنان مرتبطة بأمرين وهما الميدان والجبهة الداخلية الاسرائيلية”، وشدد على انه “لا يوجد مكان في الكيان الإسرائيلي ممنوع على طائرات أو صواريخ حزب ا، واعلن ان “الأيام آتية، والأيام الماضية كانت نموذج”.

 

موقع المنار: ذوالفقار ضاهر

 

قد يعجبك ايضا