ضربتان .. بألف

موقع أنصار الله ||مقالات || علي أحمد جاحز
 
* كنت قد تحدثت في اليوميات السابقة عن الوعي وابجديات المعركة ، وهو موضوع مهم عن أهمية التعاطي مع المعركة بوعي وبفهم وعمق وبعيدا عن الانفعالات والعواطف التي بقدر ما ترفع المعنويات وقت الانجازات فانها تتسبب في انهيار المعنويات حين تخفت الانجازات او يتقدم العدو .
وها نحن اليوم نشهد بفضل الله انجازات مهمة واستراتيجية عير مسبوقة في تاريخ الحروب في المنطقة هو استهداف بارجة جديدة تابعة للسعودية وقصف معسكر اماراتي في جزيرة زقر بصاروخ باليستي ، الحدثان الاستراتيجيان طغيا على احداث استراتيجة كبيرة تزامنت أو سبقت الحدثين مثل كسر زحوفات ضخمة للغزو ومرتزقته على شمال ذباب وضربات موجعة في العمق السعودي وفي ميدي و انتصارات في الجوف وغيرها.
صحيح أنهما حدثان كبيران ومن حقهما أن يطغيا على مزاج الشارع ، ويحتفي بهما الجميع ، غير أن ذلك يأتي من تعاط انفعالي سرعان ما يخفت ويخبو، لماذا ؟ لان الحدث الكبير يجري التعاطي معه بشكل وقتي ولا يأخذ حقه من التحليلات والكتابات والقراءات السياسية في وسائل الاعلام والتواصل وفي القنوات ايضا .
يفترض أن يظل الحدث الكبير الذي جسده قصف البارجة واستهداف معسكر الاماراتيين بجزيرة زقر المحتلة مطروحين على طاولة التعاطي السياسي والاعلامي والتحليلي لأسابيع باعتبارهما حدثين نوعيين نجحا في هز كيان التحالف وتسببا في ارباك شديد داخل صفوفه ، ولابد ان نستدعي كل ما يتعلق بالأمر من أحداث مشابهة او موازية له .
اصابة البارجة ليست الحدث الاول من نوعه ، لكن العدو الذي لم يتعلم الدرس من خطورة الاقتراب من الساحل ، تعلم درسا في التعاطي معه، بعد أن كان خبر إحراق السفينة العسكرية الاماراتية في شهر اكتوبر الماضي فضيحة مجلجلة تركت تداعيات كبيرة في المنطقة وتناقضت التناولات داخل التحالف حياله، وكان من ضمن تداعياته الانفعال الامريكي الواضح الذي جاء ليتحدث عن محاولات لاصابة بوارجه من داخل الاراضي اليمنية وقصف مقرات البحرية وهدد بالتدخل المباشر الخ.
كل تلك الارهاصات كانت بمثابة علامات فاضحة على الإرباك والتوتر الذي أحدثه إحراق السفينة الاماراتية سويفت ، ولذلك تجدهم اليوم يتعاطون مع الخبر بتقليل شان وبكتمان مواقف وانفعالات ، والغرض من ذلك إماتة الحدث داخل وعي الناس وإن كانت الخسائر كبيرة والوجع قويا جدا .
وأجزم واثقا انه لولا ان قناة المسيرة نشرت مشاهد حية للحظات قصف البارجة وإحراقها وانتشار المشاهد في قنوات غربية وعربية ، لما اعترفت السعودية وبتوجيهات امريكية طبعا ، لأنهم يحسبون حساب الانعكاس النفسي داخل صفوف التحالف من جهة وداخل صفوف مرتزقته من جهة اخرى، فالضربتان المسددتان خلال ساعات تعدلان ألف ضربة ، وتعوضان في نفوسنا الف حسرة والف وجع .
وفي المقابل كان الاحتفاء اليمني كبيرا وعند مستوى الحدث واكبر رغم الامكانات القليلة والمتواضعة إلا أن التفاعل الشعبي كان كبيرا وكبيرا للغاية ، من منطلق القناعة الشعبية بان الدور الاعلامي بات مسؤولية الفرد نفسه فالفرد يرى نفسه إعلاميا قبل أن يكون متلقيا ، وهو نابع من شعور بفارق الامكانات الاعلامية بيننا وبين العدو .
ولهذا اتمنى أن يبقى التفاعل مع الحدث حيا لفترة كفيلة بقتل العدو وقيادته يوميا وإيصال الرسائل التي يحملها الحدث سواء كانت رسائل عسكرية أو استخباراتية ، فنحن نشهد ضربات قوية وقاصمة لقوى الغزو ومرتزقتهم، أسهمت بشكل جلي وواضح في رفع معنويات الشعب اليمني بكله وخلقت اجواء من التفاعل مع الجبهات ورفدها ، وهذا الأمر يجب أن يستمر وبروحية عالية .
نسأل الله أن ينصر اليمن واليمنيين وأن يثبت أقدام أبطالنا في الجيش واللجان الشعبية في كل جبهات الشرف والبطولة ،، وسننتصر أو ننتصر .
قد يعجبك ايضا