هل كانت لجنة الوساطة في دماج متواطئة ؟
هل كانت لجنة الوساطة في دماج متواطئة ؟
ببساطة ، لجنة الوساطة طلبت إخلاء المواقع ليحل الجيش محلها فوافق طرف ورفض آخر ، لماذا رفض ؟ هل كان يشك في اللجنة ؟ إذن لماذا لم يعلن عدم رضاه أو عدم قبوله عن سيرها ومقرراتها إذا كان يرى أنه في خطر في كل الأحوال ؟ أيشك في الدولة ، أم في الرئيس أم الحكومة أم الأحزاب أم ….؟ هل الجميع متواطئون مع أنصار الله ؟ ألم يكن الأولى به أن يحرج الجميع بموافقته ؟ لو أن الطرف الآخر اعتدى عليه بعد إخلائه المواقع لكانت حجة له أمام العالم أقوى وأنفع من الصراخ .
هل راهن على آل الأحمر والوعود بفتح جبهات هنا وهناك ؟ أم أغراه الخارج فرأى في خصومة أنصار الله فرصته الكبرى لتحقيق أكبر المكاسب المادية والمعنوية ؟ لماذا الغموض؟ لماذا جعل اللجنة تتحير في أمرها ؟ هل يخشى أن ينساه العالم وينشغل عنه بعد تطور الأمور في سوريا ففضل بقاء الصراع على وأد الفتنة ؟ هل يتوقع أن يجر بقية السلفيين المخالفين له إلى المواجهة ؟ هل يحلم بانخراط ميليشيات الإصلاح في الجبهات ؟
أنصار الله يقدمون التنازلات ويتعاونون مع اللجان والنداءات بينما الآخرون يرفضون مقابلة الوساطة أكثر من مرة ،ويصدرون الفتاوى التي تبيح القتل والخطف لكل "حوثي" أينما وجد ، بينما لم يصدر هؤلاء أي فتوى أو تحريض أو نداء ! هل هذا مسلك المظلوم أم الظالم ؟ لماذا لم يوضحوا للعالم ما يجري دون عويل إبلاغا للحجة وحقنا لدماء أصحابهم على الأقل ؟
لماذا لم توضح اللجان الطرف المتعنت ؟ هل هي متواطئة مع أنصار الله ؟ إذن فليفضحوها ؟ أم هي معهم ؟ إذن فليتجاوبوا معها ..أسئلة كثيرة ووضع محير وحالة مثيرة للدهشة !.. إن هناك إرادة قوية لإغراق المنطقة في صراع أدواته هم آخر من يدرك خطورته .
إن هناك الكثير من القوى التي لا يروق لها ما تراه من التنامي للقوة الجديدة التي ترفض الدوران في فلكها والانخراط في برامجها التي وضعتها للمنطقة وفق مصالحها ومصالح الكيان الغاصب ..إنها لا يمكن أن تقبل بجماعة وطنية استطاعت في فترة وجيزة أن تجعل من منطقتها بالتعاون مع الجميع نموذجا للتعايش ومثلا في إرساء والأمن والاستقرار ، وقدوة في العمل والإنتاج والبذل العطاء وخدمة المجتمع وحمايته من المخاطر وغير ذلك مما عجز عنه الآخرون بما يمتلكونه من السلطة والثروة
إن حرص أنصار الله على السلم نابع إيمانهم ووطنيتهم وتجربتهم القاسية مع الظلم وإدراكهم حجم المؤامرة على الوطن وأهله بل على الأمة بأسرها .إنهم يشفقون على البلد وأبنائه جميعا دون فرق بين هذا أو ذاك ومهما كان مذاهبهم أو انتماءاتهم ، لأن نظرتهم تتجاوز ضيق الطوائف والمذاهب والفئات إلى سعة الرسالة المحمدية والجامعة الإنسانية .
فلا معنى للرهان بعد اليوم على الدعوات النتنة الدخيلة على شعبنا والغريبة على ثقافته وتاريخه الذي تشكل بحمد الله بعيدا عن هذا الوباء ..