الاستجابة الكاملة لله والثبات في الشدائد ثمرتها الانتصار
موقع أنصار الله | من هدي القرآن الكريم |
{الَّذِيْنَ اسْتَجَابُوْا للهِ وَالرَّسُوْلِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِيْنَ أَحْسَنُوْا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيْمٌ} (آل عمران : الآية172) يبدو أن هذه فئة من المؤمنين لحقوا بالمشركين بعد الهزيمة هذه وبعد الجراحات .
{الَّذِيْنَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوْا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيْمَانَاً وَقَالُوْا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيْلُ} (آل عمران : الآية 173) ما تزال تابع لقوله: {وَأَنَّ اللهَ لاَ يُضِيْعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ الَّذِيْنَ اسْتَجَابُوْا..}(آل عمران : من الآية171 ، 172) إلى آخر الآية{الَّذِيْنَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوْا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيْمَانَاً وَقَالُوْا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيْلُ} (آل عمران : الآية 173) تجد هذه لها أثر هام جداً فيما يتعلق بالجانب النفسي وفي جانب الحرب النفسية فيما يتعلق بالعدو بعد الجراحات بعد الهزيمة، يلحقون بالعدو حتى لا يفرح بأنه انتصر.
في نفس الوقت عندما يحصل أي عبارات، عبارات فيها إرجاف فيها تخويف جوابهم جواب الثابتين، هنا سيلمس العدو بأن أمامه أمة ثابتة مؤمنين ثابتين، لا يؤثر فيهم الإرجاف لا يؤثر فيهم التخويف {الَّذِيْنَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوْا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيْمَانَاً} (آل عمران : من الآية 173) ثقة بالله {وَقَالُوْا حَسْبُنَا اللهُ} (آل عمران : من الآية 173) الله كافينا، سنلتجئ إليه ونعتصم به ونسير على هديه ونتولاه {وَنِعْمَ الْوَكِيْلُ} (آل عمران : من الآية 173) ليس هناك أحد يمكن أن يكون كمثله نكل إليه أمورنا، نعم الوكيل الله سبحانه وتعالى نكل إليه أمورنا وسنتحرك وليكن ما كان، هذه عبارة عملية ما معناها [نحن سنجلس والباري سيقوم باللازم]! أي سنتحرك ونواجه معتمدين على الله، والله ذكر في آيات كثيرة حثاً للناس أن يعتمدوا عليه أن يتوكلوا عليه وكفى بالله وكيلاً وكفى بالله حسيباً هنا يقول : {وَنِعْمَ الْوَكِيْلُ} (آل عمران : من الآية 173) .
{فَانْقَلَبُوْا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوْءٌ وَاتَّبَعُوْا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُوْ فَضْلٍ عَظِيْمٍ} (آل عمران : الآية 174) فلاحظ كيف تكون النتائج كلها طيبة بالنسبة للمؤمنين، إن قتل في سبيل الله فتلك الحياة عند الله رزق وفرح واستبشار إلى آخره، أو كانوا لا يزالون في حالة المواجهة فهم ثابتون، لاحظ الثبات يتمثل أيضاً في كلام، يعني: أن يكون الناس دقيقين في منطقهم لا يظهر من جانبهم على الإطلاق أي عبارات جزع، بل كلها عبارات قوة كلها عبارات ثبات، كلها عبارات التجاء إلى الله سبحانه وتعالى وتكون النتائج طيبة{فَانْقَلَبُوْا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوْءٌ وَاتَّبَعُوْا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُوْ فَضْلٍ عَظِيْمٍ} (آل عمران : الآية 174) من أخطر ما يكون على الناس هي تلك الأخطاء، أما كون العدو كبيراً، أو كون العدو قد حشد، أو كونهم قليلا، أو أشياء من هذه لم تقدم هنا بأنها بالشكل الذي يقعد الناس، أو أنها خطيرة بالشكل الذي قد يقعدهم، لا ، الخطورة كلها تتمثل في تصرفات تأتي من عندهم: عصيان، مخالفة، تنازع في الأمر، عبارات يقولونها تنبئ عن ضعف، تشد نفسية العدو، ترفع من معنوية العدو، هذه هي الخطيرة.
{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوْهُمْ وَخَافُوْنِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِيْنَ} (آل عمران : الآية 175) التخويف هو مما يركز الشيطان على محاولة تعميمه وإثارته في أوساط المجتمع لكن عادة الشيطان لا يستطيع أن يكون مؤثراً فيوجد تخويفاً التخويف الذي قد يحصل معه التفكير بالتراجع أو هبوط في المعنويات وضعف في النفسية إنما يكون مَن؟ أولياؤه يتأثرون، أولياؤه، أولياؤه في الأخير يشتغلون مع الآخرين{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ}(آل عمران : من الآية175) لأنه لا يستجيب للشيطان ولا يتأثر بالشيطان إلا أولياؤه، أما المؤمنون فالله قال: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِيْنَ آمَنُوْا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُوْنَ} (النحل : الآية 99) .
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة: الدرس السادس عشر من دروس رمضان
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي ” رضوان الله عليه ”
بتاريخ 9/11/2003 م
اليمن – صعدة