الخاشعون لله هم من يتأثرون بالتذكير بآيات الله
موقع أنصار الله | من هدي القرآن الكريم |
هكذا الأحداث كلها تنبئنا، وآيات القرآن أيضا تنبئنا بأنه لا تطمع في الكبار بالشكل الذي تضحي بعملك من أجل أن ينضموا إلى صفك، أو يقبلوا أن يكونوا من يتحركون ضمن هذا العمل. رأينا آخرين ممن يعملون مع [مشائخ]، تجد ذلك الشيخ في واقعه لم يتغير ولم يتبدل إلى الأفضل هو هو، ولديه مركز في بيته مركز أو قريبا منه مركز يدعمه من المراكز الأخرى، أو لديه داعية من أولئك الدعاة، ما يزال هو هو الأول، لم يتغير فيه شيء، أولئك يفرحون بأنهم كسبوه وهو يرى نفسه أنه كسبهم هو، وأنه يريد من خلالهم أن يلمع وجهه أمام الآخرين، ليقولوا أصبح من أولياء الله.
تراه هو ما يزال في مكره وخداعه، وإثارة المشاكل بين الناس، وظلم هذا وظلم هذا، تراه لا يصبغ نفسه بصبغة المتقين ولا يتأثر حتى بأولئك الذين يفتح لهم مجلساً في بيته لا يتأثر بهم، لكن عندما تقول لهم: ما بالكم؟ يقولون: نريد أن نكسب هذا، ونكسب هؤلاء.
ويرون أنفسهم في الأخير أنهم أصبحوا أصحاب عمل مهم؛ لأنهم كسبوا هذا وهذا وهذا، وهم لا يدرون أنهم في الواقع إنما كسبهم أولئك الأشرار، هم الذين كسبوهم، وأن هؤلاء المساكين الذين ينطلقون – وقد يكون بحسن نية – هم من ضحوا بالدين وقدموه بالشكل الذي يخدم أولئك الأشرار، يلمعون أنفسهم أمام الآخرين فيحصلون على ما يحافظ على مصالحهم ومكانتهم الاجتماعية.
إذاً فلنأخذ العبرة من قوله تعالى: {وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ}(السجدة: من الآية15) لأن صفة الخشوع لله هي الصفة الرئيسية لديهم {خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}(السجدة: من الآية15) وهم من ينطلقون في العبادة أيضا، هم أنفسهم من قد يكون التذكير لمرة واحدة يكفي أن ينطلقوا، ليسوا ممن يحتاج دائما إلى تذكير مستمر، تذكير مستمر، وإلا فيريد أن يرجع إلى طريقته التي قد ألفها، هؤلاء يقول عنهم: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} (السجدة:16).
هؤلاء من يكون لآيات الله إذا ذكروا بها الأثر الكبير في نفوسهم، هم ليسوا مسارعين إلى النوم تبتعد جنوبهم، وعندما تبتعد جنوبهم عن النوم ليس في مجال متابعة حلقات التلفزيون المفسدة، ولا في مجال متابعة القنوات الفضائية. {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} وهم في عبادة الله يتعبدون لله {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً} وهم عندما ينطلقون في هذه العبادة – التي قد يراها الكثير سهلة لأنها لا تكلفه شيئا – هم ممن ينطلقون حتى في المجالات الأخرى التي تشق على الكثير {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}.
مؤمنون بمعنى الكلمة ليسوا ممن يضع لنفسه خِطة معينة يسير عليها يجمع منها حسنات – كما يظن – حسنات بالمجان كما قال أحد الناس: [أصلي ركعتين يحصل لي ثواب، ولا أحتاج أعطي لذلك قرش فرانصي]. قلنا: هل دعمت فلان؟ قال: [أصلي ركعتين يأتي لي ثواب ولا أحتاج أعطي له قرش فرانصي] يظنه ثواب من هنا وهنا يجمع الثواب من حيث لا يحتاج أن يدفع شيئا من ماله.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة معرفة الله وعده ووعيده الدرس الثالث عشر
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 5/2/2002 م
اليمن – صعدة