الخامنئي: ما حدث في سوريا تم التخطيط له في غرفة العمليات الأمريكية والإسرائيلية
موقع أنصار الله – طهران – 10 جمادى الآخرة 1446هـ
استقبل قائد الثورة الإسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي، اليوم الأربعاء، في حسينية الامام الخميني (رض)، الآلاف من أبناء الشعب الإيراني.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن قائد الثورة الإسلامية، أكد خلال اللقاء، أنه لا ينبغي الشك في أن ما جرى في سوريا هو نتيجة مخطط مشترك بين أمريكا والكيان الصهيوني.
وأضاف: إحدى الدول المجاورة لسوريا لعبت دوراً واضحتً في هذا المجال، ولا تزال تلعبه – وهذا أمر يراه الجميع – ولكن المتآمر الرئيسي والمخطط الأساسي وغرفة العمليات الرئيسية هي في أمريكا والكيان الصهيوني. لدينا دلائل على ذلك، وهذه الدلائل لا تترك مجالاً للشك لدى الإنسان.
وتابع، المقاومة هي المقاومة: كلما زاد الضغط عليها، أصبحت أقوى، وكلما ارتكبتم جرائم ضدها، ازدادت عزيمتها، وكلما حاربتموها، ازدادت اتساعًا. وأقول لكم إنه بعون الله وقدرته، ستنتشر رقعة المقاومة أكثر من أي وقت مضى لتشمل المنطقة بأسرها.
وأضاف، ذلك المحلل الجاهل الذي لا يدرك معنى المقاومة يتصور أنه إذا ضعفت المقاومة، فإن إيران الإسلامية ستضعف أيضًا. ولكنني أقول لكم بعون الله تعالى، وبإذنه، إن إيران قوية ومقتدرة، وستصبح أقوى وأشد اقتدارا.
وأضاف: بالطبع، هؤلاء المهاجمون الذين تحدثت عنهم لكل منهم غاية مختلفة. أهدافهم ليست واحدة؛ بعضهم يسعى من شمال سوريا أو جنوبها إلى احتلال الأرض، بينما تسعى أمريكا إلى ترسيخ وجودها في المنطقة. هذه هي أهدافهم، ولكن الزمن سيظهر، إن شاء الله، أن أياً منهم لن يحقق أهدافه. المناطق المحتلة في سوريا سيتم تحريرها على يد الشباب السوري الغيور، ولا شك في أن هذا سيحدث.
أما موطئ قدم أمريكا فلن يثبت، وبعون الله، وبتوفيق من الله، سيتم طرد أمريكا من المنطقة على يد جبهة المقاومة.
وقال: في قضية فتنة داعش، كان داعش بمثابة قنبلة لزعزعة الأمن. كان هدفه الأول زعزعة استقرار العراق، ثم سوريا، وبعدها تعميم حالة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة بأكملها، وصولاً إلى الهدف الرئيسي والأخير، وهو الجمهورية الإسلامية في إيران، لإثارة الفوضى داخلها وزعزعة أمنها واستقرارها. هذا هو المغزى الحقيقي لوجود داعش.. وفي مواجهة هذا الخطر، تدخلنا وحضرنا في العراق وسوريا، وقامت قواتنا بالمشاركة هناك لسببين أساسيين ، الأول كان من أجل الحفاظ على حرمة الأماكن المقدسة. لقد كان هؤلاء الأفراد الذين لا يملكون أدنى صلة بالقيم الروحية والدينية معادين للأماكن المقدسة، وكان هدفهم تخريبها. وقد شاهدنا ذلك في سامراء، حيث قاموا، بمساعدة الأمريكيين، بتدمير القبة الطاهرة فيها. ولم يتوقفوا عند هذا الحد، بل كانوا ينوون ارتكاب نفس الأفعال في النجف وكربلاء والكاظمية ودمشق. كان هذا هدف داعش. ومن الطبيعي أن الشباب المؤمن، المحب لأهل البيت، الغيور على مقدساته، لا يمكن أن يقبل بمثل هذه الأفعال تحت أي ظرف، ولن يسمح بحدوثها أبداً.
أما السبب الثاني فكان مرتبطاً بمسألة الأمن. فقد أدرك المسؤولون في وقت مبكر وبسرعة أن هذا الخطر إذا لم يُوقف في مكانه، فسيمتد ليصل إلى داخل إيران، مما سيعرض هذا البلد الكبير بأسره لحالة من الفوضى وعدم الاستقرار. ولم تكن فتنة داعش مجرد حالة عدم استقرار عادية.
وقد عبّر أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عن هذا المبدأ بقوله: “إن الأمة التي تواجه عدوها داخل بيتها ستصبح ذليلة. فلا تسمحوا للعدو أن يصل إلى بيوتكم.”
وأضاف السيد الخامنئي: بناءً على هذا المبدأ، توجهت قواتنا، بما في ذلك القادة البارزون، مثل الشهيد العزيز قاسم سليماني ورفاقه، إلى العراق وسوريا. قاموا بتنظيم الشباب هناك، بدايةً في العراق ثم في سوريا. عملوا على تسليحهم وتدريبهم، وتمكنوا من الوقوف في وجه داعش، وكسر قوته، وتحقيق النصر عليه.
مبيناً أن طبيعة الحضور العسكري في سوريا والعراق، لم تكن أبداً تعني نقل القوات الإيرانية لتحل محل جيوش تلك الدول. بل كان دور القوات دوراً استشارياً تضمن تشكيل مراكز قيادة استراتيجية ومهمة، وتحديد الاستراتيجيات والتكتيكات المناسبة. كما كان هناك تدخل ميداني في ساحات القتال عند الضرورة. لكن العنصر الأكثر أهمية كان تعبئة الشباب المحليين في تلك المناطق. ومع ذلك، لم يكن هذا الأمر كافياً بالنسبة لشبابنا، فقد كانوا متحمسين للمشاركة. وذهب العديد منهم، بإصرار كبير ورغبة شديدة، للمساهمة في هذه المعركة.