إذا قيل لك بأن عملك هذا خطير فهو شهادة أنك على النهج الصحيح

موقع أنصار الله | من هدي القرآن الكريم |

 

إذا قيل لك بأن هذا عمل خطير عليكم، ماذا يعني هذا؟ أليس ذلك يعني: أن عملك له قيمته وله أثره البالغ على أعداء الله؟ إذاً هو ما تريده. أو أننا نريد أن نبحث عن أعمال لا تضر بالآخرين!. هل هذا معقول؟ كيف بإمكانك أن تقف في مواجهة أعداء الله وبأعمال لا تكون خطيرة ولا تضر بآخرين! ما هو العمل هذا؟ ربما النوم، النوم هو لن يضر بالآخرين لكن سيضر بك.. أليس كذلك؟
إذا ما انطلقنا في عمل معين، فقيل لنا: هذا عمل خطير، فجلسنا، انطلقنا في عمل آخر، فقيل: هذا خطير، جلسنا، أي أننا نريد أن نبحث عن عمل نقف معه ضد أعداء الله لكن لا نريد أن يكون خطيرا علينا، فإذا لم يكن خطيرا علينا يعني أنه ليس شديد النكاية بأعداء الله.. أليس كذلك؟
فهذا يسمى جهاد ماذا يمكن أن نسميه؟ جهاد من نوع لين، أو جهاد انتساب كطلاب الجامعة، يدرس في الجامعة عن بعد، متى ما قيل لك: عملك هذا خطير فإنه شهادة أن عملك هذا مؤثر ضد أعداء الله.

فإذا كنت مجاهداً ويهمك أن تبحث عن الأعمال التي ترضي الله، والتي تكون مؤثرة ضد أعداء الله فإنه متى ما قيل لك: إن عملك هذا خطير، فهو شهادة أنك على النهج الصحيح في مواجهة أعداء الله، وهو شاهد أيضاً على أن عليك أن تبحث أكثر وأكثر عـن ما يشكل أكثر خطورة عليهم، وإن كـان أيضاً أكثر خطورة عليك؛ لأنه أحياناً ـ وهذا هو ما نجهله جميعاً ـ ننظر إلى الخطورة التي تحدث من وراء ذلك العمل من جانب الآخرين، ولكننا لا ننظر إلى خطورة القعود وما توعد الله على القعود وعلى السكوت من عقوبات أقلها الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة، لا نخاف من ذلك أليست هذه هي الخطورة البالغة التي يجب أن نخافها؟ أليس هذا هو الخطر الحقيقي الذي يجب أن نخافه؟ فحينئذ قارن بين سكوتك وبين عملك أيهما سيكون أخطر عليك من جانب من؟ الخطورة من جانبه أشد والعقوبة من جانبه أعظم وهو الله. هل سكوتي أو انطلاقي في العمل أيهما أخطر علي؟ من جانب الله سبحانه وتعالى؟ ستجد أن السكوت هو الذي يشكل خطرا عظيما عليك.

نظرة خاطئة، نظرة لا تلتفت إلى جانب الوعيد لا في الدنيا ولا في الآخرة، متى ما انطلق الناس في عمل فقيل لهم: هذا خطير، اتجهت أذهانهم وأنظارهم إلى ذلك الخطر المحتمل من جانب جهة داخلية، أو خارجية وجعلوه كل شيء وارتعدت فرائصهم، واضطربت قلوبهم.
إذا كان الناس على هذا النحو فسيكونون هم ممن قال الله عنهم:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ}(العنكبوت: من الآية10) {آمنا} لكن إذا الدنيا سلامات {فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ}(العنكبوت: من الآية10) وجعلها نكالا لما بين يديها وما خلفها، ثم لا يعد يرفع له رأساً، ولا يعد يرفع له يداً ولا تنطلق من فمه كلمة. [ألم نقل لكم أن هذا عمل خطير, ألم نقل لكم اتركوا هذا العمل.. ما رضيتم؟] أليس هكذا يقول الناس؟.

أنت قل للآخرين قل لهم ما قال الله في كتابه من وعيد لمن يقعدون لمن يتخاذلون، لمن يسكتون وما وعدهم به من أجر عظيم، ومن جزاء حسن في الدنيا وفي الآخرة، إذا ما انطلقوا يعملون ذلك الجزاء العظيم الذي يجعل كل خطر من جانب الآخرين لا شيء، كلم الناس بهذا، ذكر الناس بهذا، الذي يقول لك: عملك هذا خطير، قل له: لكن أنت سكوتك أيضاً هو خطير، وتعال نجلس معا أنا وأنت، نعرض سكوتك ونعرض عملي على كتاب اللهن، فننظر أيهما أشد خطراً، وحينها سنسلِّم أنا وأنت، ونحن مستعدون إلى أن نقف، إلى أن نمتنع، إذا كان عملي هو أكثر خطرا عليّ من جانب الله سألتزم بكلامك، وإن كان سكوتك هو الأكثر خطرا فإنه يجب عليك أن تتحرك بحركتي، لماذا لا تقول للآخرين هكذا؟ من يقولون: (اسكتوا كلامكم خطير، عملكم هذا خطير). لماذا لا تقول لهم هذا؟ نحن ننسى.

ألم أقل قبل يومين في شرح كلام زين العابدين: ((وبلغ بإيماني أكمل الإيمان)) أننا بحاجة إلى أن نكون جنودا لله، نعي كيف نتحدث مع الآخرين، نعي كيف نخاطب الآخرين. من هو ذلك الذي قد يقول مثل هذا الكلام إذا ما انطلق شخص آخر ليثبطه عن عمل ـ قد يكون القليل منا ـ ونحن ما تزال أعمالنا بسيطة، فإذا ما انطلق أحد يثبطه عن عمل تاه بفكره وسكت، من سيقول لك عملك هذا خطير قل له: سكوتك أنت أيضا خطير عليك أمام الله.
الخطورة البالغة هي في سكوتك؛ خطورة عليك وخطورة على الأمة وخطورة على الدين. لكن عملي قد يكون فيه خطورة على شخصي فقط وهو بناء للأمة وهو نصر للدين. فأيهما أشد خطورة ذلك الذي هو ضرب للدين وللأمة وللإنسان نفسه، أم هذا الذي قد يكون لشخصك لكنه نصر للأمة، ونصر للدين، وفوز لك في الدنيا والآخرة؟.
يجب أن نصل نحن في وعينا إلى أن نعرف كيف نتحدث مع الآخرين عندما ينطلقون ليثبطونا عن أي عمل، وما زالت أعمال الناس بسيطة، لنكون جنداً من جنود الله لا يستطيع أحد أن يوقفنا أبداً لا بتضليله، ولا بإرجافه، ولا بأي أسلوب كان.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من ملزمة معرفة الله وعده ووعيده الدرس الرابع عشر

‏ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ 6/2/2002 م

اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا