أليس قمة الجهل أن لا نعرف من هم أعداؤنا ؟!
موقع أنصار الله | من هدي القرآن الكريم |
لولا أن [اليهود] واثقون بأن التعليم الذي تتقبله [المرأة] من هنا وهناك, من داخل المناهج, ومن وسائل الإعلام, ومن الثقافة العامة, من هنا وهناك, لولا أنه بالشكل الذي يجعل المرأة كما يريدون هم لما انطلقوا, ولما بذلوا أموالهم, ولما ألحوا علينا أن نعلمها.
إذاً هم واثقون بأن ما بين أيدينا مما يعطي العلم والمعرفة من مختلف القنوات هو بالشكل الذي يجعلنا نحن ونساءنا كما يريدون, وما معنى كما يريدون؟ هل أنهم يريدون لنا أن نكون أمة عظيمة, أمة قوية, أمة مهتدية, أمة تبني نفسها؟ لا, هم يريدون أن نكون أمة ضائعة, أمة مدجّنة لهم, أن تكون المرأة نفسها وهي تتعلم, وتتعلم من التلفزيون, ومن المنهج, ومن الندوات الثقافية, من مختلف الوسائل, من المجلات, من الصحف, تتعلم كيف تصبح في الأخير امرأة بعيدة عن أن تنجب عربياً مسلماً, بعيدة عن أن تنجب وتربي أبطالاً مسلمين, بل ستربي جنوداً صهاينة, وتنجب مجتمعاً وأجيالاً يتحولون إلى خدام لهم.
عندما يذكر الله سبحانه في القرآن الكريم عن أهل الكتاب وخاصة اليهود وهم من يحركون العالم أنهم أعداء أنهم حسّاد لنا, أنهم يحقدون علينا, أنهم يكرهوننا {هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ}(آل عمران119) فهل من يحمل روح الحقد والحسد والعداء والكراهية سيعمل لمن يكرهه ويحسده ويبغضه ويحقد عليه أعمالاً صالحة؟ يحرص على بنائه ليكون كما ينبغي؟ أم أنه سيعمل لهدمه؟.
خصلة واحدة من هذه تدفع بالمسلم أن يهدم المسلم نفسه, حسد يحصل أو عداوة, أو كراهية, أو حقد, واحدة منها تكفي أن يتحول المسلم, المسلم نفسه إلى حرب لأخيه المسلم, فيعمل على هدمه وهدم كيانه وممتلكاته, فكيف باليهودي وهو من تجتمع في قلبه كل هذه الخصال التي واحدة منها تكفي لإحراق أمة!.
لكن هم قد أتقنوا المسألة, وهيّأوا الأجواء بالشكل الذي يجعلهم يبرزون أمامنا وكأنهم حريصون جداً على الإهتمام بنا, وكأنهم ينادونا لما فيه رفعتنا من مستنقع الجهل, فيقولون: تعلموا, المرأة لها حق أن تتعلم, يجب أن تتعلم, ويبذلون الأموال الكثيرة في بناء المدارس من أجل أن تتعلم المرأة, ومن أجل أن يتعلم الجميع؛ لأنهم قد أصبحوا فعلاً واثقين بأننا سنتعلم رجالاً ونساء ونصبح في الأخير كما يريدون, ولنصبح في الأخير لا نعلم شيئاً, لا نعلم حتى من هم! أليس هذا قمة الجهل؟.
القرآن يتحدث معنا ويبين لنا من هم أولئك, ومسألة من هم هي قضية مهمة؛ لذلك يجب أن نعرفها قبل أن نصغي لنداءاتهم – : تعلموا, تعلموا, تعلموا, عندما نتعلم على أيديهم وهم من يهتفون – يجب أن نعرف من أنتم؛ لأن هذا غريباً, أليس غريباً؟ أصبحنا فعلا لا نعلم شيئاً, كبارنا, من يقومون على تثقيفنا, من يقومون على تعليمنا, من يقومون على صناعة مناهجنا التربوية, هم فعلاً أصبحوا لا يعلمون من هم هؤلاء.
الإمام الخميني كان في وعيه للمسألة هذه, مسألة من أنت, من هو, فيعتبرها مقياساً مهماً, قال: (يكفينا فخراً أن تكون عدوتنا هي أمريكا وإسرائيل) لنعرف أننا على خطى ثابتة, وأننا على موقف حق, يصبح فخراً لنا أن تكون عدوتنا هي أمريكا, وأن تكون عدوتنا هي إسرائيل, من خلالها سنكتشف من نحن, متى ما عرفنا من هم, سنكتشف من نحن, وكيف يجب أن نتعامل معهم, وكيف يجب أن تكون نظرتنا نحوهم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة من نحن ومن هم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي ( رضوان الله عليه )
بتاريخ: شهر شوال 1422هـ
اليمن – صعدة