الله هو من يهدي إلى الجنة والدعاء متى ما عملت سيستجاب
موقع أنصار الله | من هدي القرآن الكريم |
فإذا كان آدم شقي عندما خرج من الجنة بموقف واحد, ونحن تراكم لدينا الشقاء بشكل رهيب جداً, تراكم الضلال بشكل رهيب جداً.
إذا كان الله سبحانه وتعالى مشَّى النتيجة على وفق ما عمل آدم أنه سيشقى, سيشقى, وفعلاً أشقاه, خرج من الجنة بدون ملابس هو وزوجته {فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّة}(الأعراف22) نحن في نفس الوقت نرجو من الله بأنه لا يحصل شقاء, لا يحصل مدري أيش.. ومدري.. أو ننتظر منه هو, لكن.. لا, المسألة هي هكذا:{فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}(طه123).
ألم يحسم الموضوع من أول ما نزل آدم؟ من أول ما أهبط آدم؟ {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي} ذكره الذي هو هداه, وتذكره هو سبحانه وتعالى {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً} وأيضاً ماذا؟ وسيعيش ضالاً تائهاً في فكره وثقافته فيحشر يوم القيامة أعمى {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}(طه124).
لم نفهم المسألة بالشكل الصحيح، مثلما تحدثنا في العصر كيف أننا أصبحنا في واقعنا نفترض ما لم يحصل للأنبياء, نتبنى مواقف معينة بطريقة سلبية ونريد من ورائها ما لم يحصل للأنبياء, نحن كيف نريد أن نرسم لنا طريقاً إلى الجنة سهلة غير طريق الأنبياء! والجنة من هم دعاتها؟ الأنبياء؟. لو كانت المسألة فيها سهولة بشكل كبير لما كان دعاة الجنة هم أنفسهم يحتاجون إلى أن يتعبوا ويصارعوا في الحياة. هذا بالنسبة للجنة.
فالله هو الذي يهدي إلى الجنة، وليس نحن من نرسم طريق الجنة ونفصّلها، الله يقول: {وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ}(البقرة221) هو الذي يهدي إليها, ما معنى يهدي إليها؟ بالحظ! يرسم طريقها, صراط مستقيم أيضاً ليس طريقا غامضاً, صراط مستقيم, طريق واضح مستقيم, بيِّن.
في ميادين الصراع أيضاً ننطلق انطلاقة لم يكن عليها الأنبياء أنفسهم نريد أن ندعو: اللهم.. اللهم.. اهلك, ودمر, واعمل كذا بالأعداء! الدعاء جيد كإعراب عن موقف, كإعراب عن موقف, لكن لا تنتظر من ورائه شيئاً إذا لم تعمل, إذا لم تعمل, خاصة ولديك القدرة على أن تعمل شيئاً, وأن تعمل ما تستطيع ولديك القدرة, اعمل متى ما عملت سيستجاب الدعاء.
رسمنا طريق للجنة خاصة, ورسمنا منهجية في الصراع مع الآخرين خاصة, لم تتوفر للأنبياء لا هذه ولا هذه بالشكل الذي نريد أن تكون لنا، وكأننا أعلى مقاما من أنبياء الله ومن سيد المرسلين محمد (صلوات الله عليه وعلى آله).
فأصبحت المسألة من الضلال إلى درجة أننا لم نعرف من نحن، ولم نعرف أعداءنا, ولم نعرف طريق جنته, ولم نعرف كيف كان عليه أنبياؤنا, ولم نعرف كتابنا, ولم نعرف شيئاً, أصبحنا صفر, لا نعرف شيئاً, ونتعامل أيضاً مع الله سبحانه وتعالى ناسين!.
وهذا مما جعلنا لا نثق بالله كثيراً هو: أننا ناسين أنه رحمن رحيم بنا, أي أنه ينبغي أن يكون محط ثقتنا حتى آياته [احسب ما هو سابر إما نمشي عليها, احسب أننا سنتورط, أو احسب أن المسألة ليست …..] صدق الله العظيم, صحيح لكن.. ما هناك ثقة بالله بأنه عندما يشرِّع, عندما يهدي, عندما يرسم طرق معينة, طريق إلى الجنة, طريق كيف نواجه الحياة, كيف نواجه الآخرين, أنها حقائق ثابتة, وأنه هدانا إليها من منطلق رحمته بنا, من منطلق رحمته بنا, فهو من يجب أن نثق به وثوقا كبيراً.
يعني حتى هذه لم تحصل هي, لأسباب كثيرة تراكمت, أسباب كثيرة تراكمت, من ثقافتنا مثلاً وعن طريق أن نثقف سواء بالكلمة, أو بالكتاب, من هنا أو من هناك, فيحصل من داخله أشياء تجعلنا على هذا النحو, فلا أحداث فيما بعد استطاعت أن تكشف لنا واقع, متى ما كشفت لنا واقع لم نهتد إلى طريق الخروج منه, هذا التيه الرهيب جداً جداً لا يمكن أن يكون المخرج منه إلا عن طريق القرآن والثقة بالله سبحانه وتعالى.
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة من نحن ومن هم
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ شهر شوال 1422ه
اليمن – صعدة