المشروع الصهيوني وتحديات الأمة العربية: رؤية السيد الحوثي للخلاص

 

 

كامل المعمري

في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر في المنطقة، يتناول السيد عبدالملك الحوثي في خطابه العدوان الإسرائيلي على سوريا، مُحللا أهدافه واستراتيجيته، ويكشف عن رؤية استراتيجية شاملة للصراع في “الشرق الأوسط”.

يتجاوز الحوثي في تحليله حدود الشجب والتنديد، ليركز على المخططات الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، مبرزا دور القوى الكبرى في تعزيز هذا العدوان وتحقيق أهداف صهيونية طويلة الأمد.

في تناوله للعدوان الإسرائيلي على سوريا والأهداف وراء هذا العدوان. من خلال تحليله، يمكننا أن نرى كيف ينظر السيد الحوثي إلى هذا الصراع، ويعرض خطابا يعكس موقفا لا يقف فقط عند حدود الشجب أو التنديد، بل يتجاوز ذلك ليكشف عن وجهة نظر استراتيجية حول التحركات الإسرائيلية في المنطقة، فضلاً عن دور القوى الكبرى، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، في دعم هذا العدوان.

من خلال الخطاب، يظهر أن السيد الحوثي يركز على أن” إسرائيل” لا تتحرك بشكل عشوائي أو تصادفي في سوريا، بل تحركها مخططات استراتيجية واضحة.

أبرز هذه المخططات هو مشروع “ممر داوود”، الذي يعتبره الحوثي محاولة لربط الأراضي المحتلة في سوريا بالعراق، عبر السيطرة على مناطق غنية بالموارد الطبيعية، مثل منطقة “مملكة باشان” المزعومة.

مثل هذا المشروع، الذي يهدف إلى إنشاء ممر مباشر بين الأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي في جنوب سوريا، والمناطق التي يسيطر عليها الأمريكيون، يعكس في نظر الحوثي طموحًا توسعيًا غير محدود. السيد الحوثي يشير إلى أن “إسرائيل” لا تكتفي بالهيمنة الجغرافية فحسب، بل تسعى أيضا إلى تدمير البنية العسكرية السورية.

ووفقا لتحليله، فإن هذه القدرات العسكرية تشكل جزءا من هوية الدولة السورية وقدرتها على حماية نفسها من أي عدوان خارجي. لكنه يصف الموقف السوري بأنه تقاعس، حيث لم يتم اتخاذ أي خطوات جادة لحماية هذه القدرات، تاركةً إياها مكشوفة للاستهداف الإسرائيلي. هذه الحماية المفقودة، في نظره، ليست فقط نتيجة لضعف إداري أو استراتيجي، بل قد تكون تعبيرًا عن تواطؤ أو انعدام الإرادة السياسية لمواجهة هذا العدوان.

على الصعيد الإقليمي والدولي، يرى الحوثي أن ما يعزز هذا العدوان هو الدعم الغربي، ولا سيما الأمريكي. من خلال خطابه، يظهر أن الدعم الأمريكي لإسرائيل ليس مجرد مساندة عسكرية أو دبلوماسية، بل هو مشاركة فعلية في المشروع الصهيوني.

يركز السيد الحوثي على أن هذه الشراكة بين “إسرائيل” والولايات المتحدة تندرج ضمن منظور استراتيجي واحد يقوم على تحقيق الهيمنة على المنطقة العربية عبر إضعاف الدول العربية وتقسيمها، وهو ما يراه الحوثي بمثابة استجابة لمخطط صهيوني طويل الأمد.

خطاب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يعكس رؤية استراتيجية شاملة وموقفا ثابتا ينبع من عمق إيمانه بعدالة القضية التي يدافع عنها، وتحديدا في مواجهة المشروع الصهيوني-الأمريكي الذي يستهدف الأمة الإسلامية بأسرها ويعكس قراءة عميقة للتحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية في ظل ما يصفه بالمشروع الصهيوني الأمريكي الرامي إلى السيطرة على المنطقة.

السيد الحوثي في خطابه يؤكد أن المشروع الصهيوني ليس مجرد خطة استعمارية عابرة، بل هو استراتيجية متكاملة تهدف إلى إعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي، ويسعى إلى تفكيك الدول العربية والإسلامية وتحويلها إلى كيانات ضعيفة متناحرة. يتجلى في حديثه وعي عميق بمراحل هذا المشروع وأدواته المختلفة، سواء من خلال الاحتلال العسكري المباشر، أو عبر الهيمنة الاقتصادية والثقافية، أو عن طريق التلاعب بالأنظمة السياسية والتعليمية لتزييف وعي الأجيال القادمة

السيد الحوثي، يتناول بوضوح التهديدات التي تحيط بالجيش المصري، موجهًا تحذيرا عميقا للأمة العربية بشكل عام، وللأنظمة العربية بشكل خاص.

يشير السيد إلى أن الجيش المصري مهدد بأن يتعرض لما تعرض له الجيش السوري، وهو تهديد مرتبط بتدمير القدرات العسكرية للدولة من خلال إثارة الفوضى داخلها.

هذه التحذيرات تتضمن استشرافا دقيقا للتطورات في المنطقة التي قد تؤدي إلى زعزعة استقرار مصر عبر محاولات زعزعة تماسك جيشها، مثلما حدث في سوريا من خلال التدخلات الخارجية والفوضى الداخلية. ولان الجيش المصري يعد ركيزة أساسية للأمن القومي العربي، ومصر نفسها تعد أكبر قوة عسكرية في المنطقة ووجود هذا الجيش يشكل حاجزا أمام أي محاولات تقسيم أو تفتيت للمنطقة.

السيد الحوثي في هذا السياق يضع النظام المصري في عين العاصفة، محذرا من أنه إذا ما نجح الأعداء (إسرائيل وأمريكا) في إثارة الفوضى داخل مصر، فإن ذلك سيؤدي إلى تدمير منظومتها العسكرية. وهذا التحليل لا يقتصر على مجرد توقعات، بل هو انعكاس للواقع الميداني في المنطقة

يمكن الاستنتاج أن مصر تواجه تحديات داخلية وخارجية قد تعرض استقرارها العسكري والسياسي للخطر وفي هذا السياق، يتوجه السيد الحوثي إلى مصر لتحمل مسؤوليتها في حماية المنطقة، بما يشمل دعم المقاومة في فلسطين وتعزيز قدرتها العسكرية. كما يشير إلى أن هذا التحدي لا يمكن تجاوزه إلا من خلال التمسك بالقيم الإسلامية والعودة إلى القوة العسكرية والشعبية التي تُعزز الموقف المقاوم ضد المشروع الصهيوني الأمريكي.

إحدى أبرز النقاط التي يكررها السيد الحوثي في خطابه هي إيمانه بأن الخلاص للأمة يتطلب زوال “الكيان المؤقت” الإسرائيلي، وهو ما يعكس رؤية استراتيجية طويلة الأمد مفادها أن الصراع مع الاحتلال ليس معركة قصيرة الأمد بل هو صراع تاريخي مستمر يتطلب الإيمان بالقدرة على زوال الظلم. في هذا السياق، يرى الحوثي أن مصر التي تمتلك مكانة استراتيجية في المنطقة يجب أن تكون في قلب هذا الصراع، وألا تترك المجال أمام الانحرافات السياسية التي قد تؤدي إلى تآكل موقفها الوطني والعربي.

ان خطاب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يعكس رؤية استراتيجية شاملة وموقفا ثابتا ينبع من عمق إيمانه بعدالة القضية التي يدافع عنها، وتحديدا في مواجهة المشروع الصهيوني-الأمريكي الذي يستهدف الأمة الإسلامية بأسرها ويعكس قراءة عميقة للتحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية في ظل ما يصفه بالمشروع الصهيوني الأمريكي الرامي إلى السيطرة على المنطقة.

السيد الحوثي في خطابه يؤكد أن المشروع الصهيوني ليس مجرد خطة استعمارية عابرة، بل هو استراتيجية متكاملة تهدف إلى إعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي، ويسعى إلى تفكيك الدول العربية والإسلامية وتحويلها إلى كيانات ضعيفة متناحرة. يتجلى في حديثه وعي عميق بمراحل هذا المشروع وأدواته المختلفة، سواء من خلال الاحتلال العسكري المباشر، أو عبر الهيمنة الاقتصادية والثقافية، أو عن طريق التلاعب بالأنظمة السياسية والتعليمية لتزييف وعي الأجيال القادمة.

من خلال نقده الصريح لتخاذل الأنظمة العربية، يبرز السيد الحوثي ازدواجية المعايير التي تتبعها هذه الأنظمة، حيث يصف موقفها بالتسامح العجيب مع الجرائم الإسرائيلية والأمريكية، في مقابل ردة الفعل الشديدة تجاه أي موقف يعارض هذا التوجه. ومثل هذا النقد لا يهدف فقط إلى كشف الحقيقة، بل يدعو الشعوب إلى إدراك الدور السلبي الذي تلعبه هذه الأنظمة في دعم المشروع الصهيوني، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

لمواجهة هذا المشروع يؤكد السيد الحوثي أهمية المقاومة كخط دفاع أول  مشيدا بدور المجاهدين في فلسطين ولبنان الذين شكلوا عائقا حقيقيا أمام تمدد الاحتلال الإسرائيلي .

ومن خلال الربط بين الواقع الراهن والأحداث التاريخية، يوضح السيد الحوثي أن ما يحدث اليوم في فلسطين وسوريا ليس إلا استمرارا لمخططات بدأت منذ عقود طويلة كما ويبرز من خلال هذا الربط رؤية استراتيجية متماسكة تؤكد أن العدو يتحرك بخطط واضحة ومدروسة، بينما تعاني الأمة من غياب التخطيط والتنسيق. ومع ذلك، يحمل الخطاب نبرة أمل كبيرة، إذ يؤكد أن المشروع الصهيوني مهما بدا قوياً فهو مؤقت وزائل لا محالة، وأن وعد الله بزوال الظلم والعدوان هو وعد حتمي.

يجدد السيد الحوثي التأكيد على أهمية العودة إلى القرآن الكريم كمرجع أساسي في مواجهة التحديات، معتبرًا أن التمسك بالقرآن يمثل الحصن المنيع للأمة، ليس فقط في مواجهة الأعداء، بل أيضًا في استعادة كرامتها وهويتها. هذا الخطاب، بما يحمله من وضوح وثبات، هو دعوة صادقة إلى التحرك الجاد على كافة المستويات، من الجهاد العسكري إلى المقاطعة الاقتصادية، ومن التوعية الإعلامية إلى الإصلاح الثقافي، من أجل مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي وإفشاله.

وحول جبهة الاسناد اليمنية حمل خطاب السيد عبدالملك الحوثي  رسالة واضحة بأن اليمن اصبح لاعبا رئيسيا في محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني.

السيد  الحوثي يقدم اليمن كنموذج للأمة الإسلامية في الصمود والمقاومة ضد التحديات الكبرى التي تواجهها. يبرز السيد الحوثي اليمن كمثال حقيقي لما يجب أن تكون عليه الأمة في مواجهة الأعداء، سواء من خلال الجهاد والمقاومة، أو من خلال التمسك بالقيم والمبادئ التي يفرضها الإسلام.

والعمليات النوعية التي أعلن عنها، سواء بالصواريخ الباليستية فرط صوتية أو الطائرات المسيّرة، تؤكد على قدرة اليمن على استخدام التكنولوجيا العسكرية المتقدمة لضرب أهداف حساسة في عمق الأراضي المحتلة كما ان اختيار الأهداف، مثل وزارة الدفاع الإسرائيلية ومناطق استراتيجية أخرى، يعكس تفوقا استخباراتيا وقدرة على إرباك العدو في لحظات حاسمة.

كذلك فان إطلاق الصواريخ بالتزامن مع الغارات الإسرائيلية على الأراضي اليمنية يعكس استراتيجية مزدوجة تقوم على التصعيد المتوازن والردع المتبادل وهذه الخطوة تُبرز أن اليمن ليس في موقف الدفاع فقط، بل يمتلك القدرة على تحويل أي عدوان إلى فرصة لتعزيز موقفه والهجوم المضاد.

هذه الرسالة تؤكد أن التصعيد الإسرائيلي لن ينجح في التأثير على إرادة الشعب اليمني أو تغيير مواقفه الداعمة لفلسطين.

الخطاب يُبرز تصميم اليمن على الاستمرار في هذا النهج، بغض النظر عن حجم العدوان أو التصعيد الذي قد يواجهه والتمسك بالموقف الجهادي والإنساني يعكس ثقة القيادة والشعب اليمني في عدالة قضيتهما وقدرتهما على تحمل التحديات مهما كانت كبيرة.

قد يعجبك ايضا