القرآن علّمنا مصالحنا ولا يمكن لمن يسارع باتجاه اليهود والنصارى أن يبرر ذلك بالحفاظ على المصلحة

موقع أنصار الله | من هدي القرآن الكريم |

 

نحن نقول: إن القرآن الكريم هو الذي علمنا مصالحنا، إن الله سبحانه وتعالى هو الذي قال لنا أن من يسارع إلى اليهود والنصارى لا يمكن أن يبرر مسارعته بأنه من منطلق الحفاظ على المصلحة, وأنه فيما لو قال ذلك وكان في واقع نفسه معتقداً لذلك فإنه مخطئ، فإنه مخطئ؛ لأنها ليست مصلحة، أنت تريد أن تحافظ على مصلحة شعبك دع شعبك أن يصرخ كله، وأن يخرج في مسيرات كبيرة.. إذا ما قال الأمريكيون: أن هناك إرهابيين في اليمن، وهم من سيكفون أيديهم، وسينسلون، ويكممون أفواههم حينئذ ستحافظ على مصلحة شعبك.

ولا تتوقع أنهم سيحاصرونك اقتصادياً، هم جربوا عندما حاصروا إيران اقتصادياً أنهم هم من خسروا، أن الشركات الأمريكية هي من صرخت في وجه الحكومة الأمريكية جرّاء الخسارات الكبيرة التي فقدتها، بينما شركات أخرى فرنسية، وألمانية، وصينية، وغيرها هي التي كانت هي المستفيدة، من الذي خسر في الحصار ضد إيران؟ إنهم الأمريكيون أنفسهم، من الذي خسر من الخروج من إيران؟ إنهم اليهود, إسرائيل هي التي خسرت.
وما الذي يحصل أيضاً مع الأمر بالسكوت؟ من يتأمل – وحاولوا أن تتأملوا وتسمعوا كثيراً – هناك منطق يتكرر كثيراً، منطق يقوم على أساس أن يرسخ في نفوسنا أنه لا شرعية لأحد أن يتحرك ضد أمريكا اللهم إلا إذا كان قد أصبح يُعاني ويُضرَب كما هو الحال في فلسطين، حينئذ يمكن أن يقال: أن المقاومة مشروعة، ولكن بمنطق بارد، وقليلٌ من يؤيد هذا.

ألسنا نسمع الآن بأنه نحن نمنع أن تكون حماس إرهابية؟ أو أن يصنف الفلسطينيون بأنهم إرهابيون؟ أو أن يصنف حزب الله بأنه إرهابي؟ لأنهم ماذا؟ لأنهم يقاومون احتلالاً.. لكن آخرون ينطلق منهم مواقف ضد أمريكا في أي بلد عربي إسلامي سيقول الجميع: أنتم إرهابيون! لماذا؟ لأنه لا مبرر لكم أن تتحركوا، أليس هذا هو ما يحصل؟ يفهموننا نحن أنه لاشرعية لأحد أن يتحرك ضد أمريكا اللهم إلا متى ما أصبحت وضعيته كوضعية الفلسطينيين.
أي لا شرعية لك أن تقاوم وأن تتحرك وأن تواجه إلا بعد أن يصل بك اليهود والنصارى إلى وضعية لا يكون لتحركك أي جدوى، فحينئذ سيتفضل عليك هؤلاء الزعماء ويقولون: لا بأس أنت لن نسمح بأن تصنف إرهابي. لكن لن يقدموا لك شيئاً، ولن يدفعوا عنك شيئاً، أليس هذا هو ما يحصل مع الفلسطينيين أنفسهم؟.

يتمنن زعيم من هنا أو هناك أن يقول: لا، الفلسطينيون ليسوا إرهابيين، هم يقاومون الاحتلال.. ويرى هذه كلمة كبيرة، ويراها منّة على شعبه، ويراها منّة على الفلسطينيين، لكن هل عمل هؤلاء للفلسطينيين شيئاً؟ ألسنا نرى الفلسطينيين يذبحون كل يوم، وتدمر مساكنهم، ومزارعهم تقلع وتدمر؟ ما الذي عمل هؤلاء للفلسطينيين؟ ماذا عمل هؤلاء لحزب الله؟ ماذا عمل هؤلاء لحماس؟.

لماذا أما الغربيون: دول، وشعوب، وأفراد وهو ما حصل بعد حادث [الحادي عشر من سبتمبر] بشكل صريح.. ألم ينطلق المواطنون في فرنسا، وفي بريطانيا، وفي أمريكا، وفي استراليا، وفي ألمانيا، وفي مختلف المناطق ضد المسلمين في تلك البلدان؟ ألم تنطلق الصحف؟ ألم تنطلق وسائل الإعلام كلها لتهاجم الإسلام والمسلمين؟ هم انتظروا أحداً يمنحهم شرعية؟ أم أنهم يرون أن لهم شرعية؟ لأنهم يعتبرون الإسلام والمسلمين أعداء ولك حق في أن تقف في مواجهة عدوك.
لكننا نحن المسلمين نُثقف هكذا: ليس لليمنيين حق أن يقفوا في مواجهة أمريكا وإسرائيل، وليس للسعوديين حق، وليس للإيرانيين حق، وليس لأي مواطن في أي بلد عربي حق أن يقف ضد أمريكا، سيقولون ماذا تعني؟ ماذا تريد؟ ماذا تريد عندما تقول هكذا؟ أنت الآن إرهابي، هل ضربتك أمريكا الآن أو عملوا بك شيئاً؟.
نقول: أنت تريد أن أنتظر حتى يدوسوني بأقدامهم، ثم فقط يكون كل ما أريده وأنا منتظر منك، كل ما أريده منك أن تقول لي في الأخير: أنني لست إرهابياً, وأنت في الأخير لا يمكن أن تعمل لي شيئاً!.
الزعماء أنفسهم هم من سيقعون فيما وقع فيه عرفات.. وهل أحد من زعماء العرب عمل لعرفات شيئاً؟ بل يقول بعض الكتاب في الصحف: أنه فعلاً حتى الاتصالات، الاتصال من زعماء العرب أنفسهم بعرفات كلهم أقفلوا الاتصالات معه, ولا كلمة يسمعها، ويسجن داخل بيته ولا أحد يقدم له شيئاً، ولا أحد يتصل حتى يواسيه بكلمة!. هذه ما يجب أن نقاومها.. هذا ما يجب أن نرفضه.

 

دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة لتحذن حذو بني إسرائيل
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 7/2/2002م
اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا