«ويكيبيديا» فلسطيني… مشروع إلكتروني للرد على أكاذيب «إسرائيل»

موقع أنصار الله  || علوم وتكنولوجيا || مع استمرار الانتهاكات الصهيونية بحق الفلسطينيين، ومواجهة الصهاينة أيّ رواية فلسطينية حقوقية حول حجم الانتهاكات ومحاولة تكذيبها واستبدالها برواية مزيّفة، انطلق أوّل مشروع إلكتروني فلسطيني على موقع موسوعة “ويكيبيديا” للردّ على الفبركات “الإسرائيلية”.

 

وسوف يسلك المشروع بحسب القائمين عليه، طريق إعادة إحياء كلّ الروايات الفلسطينية وتوثيقها وتوسعتها لرصد الانتهاكات ضدّ الحقوق الفلسطينية التي تعترف بها المنظمات الدولية.

 

وبدأ “المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي” التخطيط للمشروع. وهو مركز مدني فلسطيني متخصص في حملات رفع الوعي ومناصرة قضايا المجموعات المهمّشة، مقرّه الرئيسي في مدينة حيفا المحتلة عام 1948. وبعد الإعلان عن المشروع جاء دور التنسيق مع “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” لتبنّي الجانب الحقوقي وتنظيم ورش عمل حقوقية متخصصة للفئة المستهدفة في التدريب.

 

المركز كان ينشط داخل مدينة رام الله (الضفة الغربية) ويجمع أعضاءه والمشتركين في المشروع من الداخل والضفة الغربية هناك لمباشرة العمل، فلم يتمكّن طاقم المشروع العامل في غزة من الذهاب إلى رام الله نظراً إلى الحصار المفروض وعدم السماح له باجتياز المعابر التي يشرف عليها الاحتلال. بذلك، اقتصر التواصل على الإنترنت.

 

ويشير منسّق “مشروع ويكيبيديا فلسطين” في “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” أنس الجرجاوي إلى أنّ العمل في المشروع يجري بالتنسيق بين المرصد و”المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي” وذلك من خلال تنظيم ورش عمل هدفها زيادة الاهتمام برصد كلّ ما ينشر على “ويكيبيديا”.

 

انطلق العمل في المشروع في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بشكله النظري، للتعريف بطبيعة موقع “ويكيبيديا” العالمي وانتشاره وعدد المقالات باللغات المختلفة فيه والخصائص غير المعروفة للجميع. وقد تلقى التدريبات 45 فرداً من الضفة الغربية والداخل الفلسطيني في رام الله، و25 فرداً في قطاع غزة. يتوزّع هؤلاء بين ناشطين اجتماعيين وصحافيين وخرّيجي وطلاب جامعات ممن لديهم اهتمامات بحثية بقضيتهم الفلسطينية.

 

ويقول الجرجاوي: “تحرير المواد في ويكيبيديا ليس سهلاً. وقد ركّزت الورش التدريبية على الشرح المفصّل لآليات النشر وتفادي الأخطاء التي يقع فيها البعض”. يتابع: “في بداية عملي في الرصد الحقوقي قبل بدء المشروع، كان موقع ويكيبيديا يحذف ما أنشره، لأنّني لم أكن أملك الخبرة الكاملة في الموضوع وعدم كفاية مصادر ما أكتبه”. كان الموقع يُشعر الجرجاوي بعدم حيادتيه في نشر ما وثّقه عبر المرصد الأورومتوسطي بذريعة “عدم مصداقية المصادر”. بذلك، جمع الجرجاوي المعلومات الآيلة إلى عدم حذف أيّ وثيقة ينشرها، وهو ما نقله إلى المتدربين في المشروع.

 

ومن المتوقّع أن يركّز المشروع على رصد أحوال ضحايا الانتهاكات الصهيونية في الضفة الغربية وقطاع غزة، خصوصاً بعد الهبّة الشعبية ضد الاحتلال في نهاية 2015. يقول الجرجاوي: “ننشر في المرصد تقاريرنا عبر وسائل الإعلام وعلى المواقع الإلكترونية، وهي تلقى انتشاراً واسعاً، لكن يبقى لويكيبيديا حضور أكبر في محرّك البحث، وعدد زياراتها يومياً بالملايين. ومن خلال العمل عبرها، نريد تعريف العالم بالصوت الفلسطيني الحاضر بقوّة على موسوعة البحث”.

 

خلال عمله، تبيّن للجرجاوي أنّ “إسرائيل” مهتمة إلى حدّ كبير بـ”ويكيبيديا”. وجد أنّ ثمّة اتفاقية تعاون جرت بين مكتب “ويكيبيديا” في الداخل المحتل ووزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، توجب تدريب المدرّسين على النشر في الموقع بطرق موثقة بالمصادر، وهي اتفاقية سوف تفعّل مطلع عام 2018.

 

بدورها، أشارت الباحثة روان أبو أسد، المسؤولة عن وسائل التواصل الاجتماعي في “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” في قطاع غزة، إلى أنّ أبرز المشاكل التي تواجه طاقم البحث والرصد هو النقص في المحتوى الفلسطيني على “ويكيبيديا”. فهذا المحتوى ضعيف جداً ولا يقارن بالمحتوى الصهيوني النقيض.

 

وتقول لـ”العربي الجديد” إنّ “المشروع يمكن أن يسهّل عملنا كباحثين، إذ نتعامل مع طاقم يدرك الطرق السليمة للنشر والتوثيق على ويكيبيديا، كما يسهّل عمل المؤسسات الحقوقية في ظل وضوح المصادر واعتمادها في كلّ رواية فلسطينية، خصوصاً في مجال الانتهاكات التي ارتكبت في قطاع غزة بعد ثلاث حروب صهيونية عليه”.

 

المصدر: “السبيل” + وكالة القدس للأنباء

قد يعجبك ايضا