كيف أسقطت اليمن الغطرسة الأمريكية الصهيونية؟
الخبير في الشؤون العسكرية: اليمن فرضت إرادتها وما على الأمريكي والبريطاني والكيان الصهيوني إلا الاستجابة لما تطرحه صنعاء من شروط تتمثل في وقف العدوان وفك الحصار على غزه
الخبير في الشؤون العسكرية اللواء الجفري: اليمن أثبتت قدرتها العالية في ضرب العدو الصهيوني والتغلب على المنظمات الاعتراضية.
موقع أنصار الله- محمد المطري
في مرحلة التصعيد الخامسة من العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني وحلفائه من الأمريكان والبريطانيين تنهال الصواريخ البالستية والفرط صوتية والطائرات المسيرة اليمنية على الكيان الصهيوني بشكل شبه يومي متجاوزة منظمات الدفاع الصهيونية بمختلف أنواعها.
وتعتبر مدينة يافا المحتلة وهي مركز ثقل الكيان الصهيوني السياسي والعسكري أحد الأهداف الرئيسية للعمليات العسكرية اليمنية، فلا تمر ساعات إلا ويتم استهدافها بالصواريخ فرط صوتية أو بالطائرات المسيرة.
وعلى أثر ذلك تدوي صفير الإنذارات بشكل يومي الأمر الذي يدفع ملايين الصهاينة للتدافع بشكل عشوائي صوب الملاجئ خوفا من الاستهداف ما يؤدي إلى إصابة العشرات وفق ما تصرح به وسائل الإعلام العبرية.
وتؤثر دوي صافرات الإنذار نفسيا على المستوطنين الصهاينة الذين يعيشون في مأزق نفسي منذ بدء معركة طوفان الأقصى ولا يقتصر تداعيات الاستهداف المستمر والمتواصل لعاصمة الكيان على الجانب النفسي للمستوطنين وحسب بل لها تداعيت كبرى على الكيان الصهيوني بشكل كامل.
والأهم من ذلك دور العمليات العسكرية اليمنية في إسقاط كل الدعايات الغربية عن جدوى الأسلحة والمنظومات الاعتراضية التي يروجون لها منذ عقود.
ووفق خبراء عسكريين وسياسيين فإن القوات المسلحة اليمنية نجحت بجدارة في تثبيت إسقاط “الردع الصهيوني والأمريكي” وذلك من خلال تنفيذ الضربات الاستباقية فالتكتيك الهجومي والاستراتيجي المتنوع يسهم بشكل كبير قي إرباك حسابات العدو.
سقوط معادلة الردع
وفي هذا الشأن يقول الخبير في الشؤون العسكرية العميد مجيب شمسان في تصريح لموقع أنصار الله إن: “تزايد وتصاعد العمليات العسكرية اليمنية بدأت تظهر مفاعلها التراكمية على الكيان الصهيوني وهذا يذكرنا تماماً بما حدث مع العدو السعودي الإماراتي الذين حاولوا ممارسة نوع من التظليل والتعتيم الكبير على فاعليه وتأثير العمليات اليمنية إلا أن تراكم العمليات اليمنية أجبرهم على الوصول إلى مرحلة ضاقت فيها مساحة القدرة على ممارسة التكتم والتظليل؛ نظراً لحجم التأثير والمفاعيل التي أحدثتها تلك العمليات العسكرية و تصاعد وتيرتها تلك جعلت العدو يعترف بخطورتها وتأثيرها”.
ويؤكد شمسان أن القدرات العسكرية المتطورة والمتنامية تسعى إلى فرض معادلة توازن الردع وذلك لقدرتها الفائقة في الوصول إلى مختلف الأماكن الحساسة والحيوية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مبيننا أن تكرار العمليات العسكرية في العمق الصهيوني أحدثت شرخاً كبيراً بين المستوطنين و”حكومة” الكيان الصهيوني وذلك بفقدانهم الثقة بقدرة “حكومتهم” في توفير الأمن للمستوطنين الصهاينة.
ويذكر أن الاستهداف المتكرر والمتواصل لعاصمة الكيان الصهيوني والتي على إثرها تدوي صفارات الإنذار بشكل كبير، يخلق هلعا وجزعا وخوفا كبيرا في أوساط المستوطنين الأمر الذي يدخلهم في أزمة نفسية تؤثر على حياتهم، مبينا أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في إسقاط نظرية الردع الصهيوني.
ويشير إلى أن تصاعد وتيرة العمليات العسكرية اليمنية لها تداعيات على مستوى السلطة السياسية داخل الكيان الصهيوني وتعزز الانقسامات، ناهيك عن التأثير على المستوى العسكري كون الكيان الصهيوني اليوم بدأ يصرخ ويبحث عن من يسانده في مواجهه اليمن”.
ويلفت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بادرتا في محاولة منهما للاستجابة لذلك النداء الصهيوني في محاولة إحداث ضربة استباقية كبرى على اليمن، لكن ما كان مفاجئا للعدوان الصهيوني الأمريكي والبريطاني أن اليمن استبق العملية الأمريكية بضربة استباقية أكبر من عملية “فرانكلين” حاملة الطائرات “إبراهام لينكولن”.
مردفا القول ” وكان من نتائج هذه العملية إجبار حاملات الطائرات ترومان على المغادرة وأيضا المدمرات الأسطول الحربي المرافق لها وأيضا من أبرز نتائجها إسقاط طائره أف 18 وهذا يعد نقطة تحول أو تعد نقطة تحول في مسار المواجهة.
ويضيف ” إذا استنفذ العدو الأمريكي كل وسائله في محاوله إخضاع صنعاء وربما تكون هذه هي النقطة الفاصلة في قراءة المشهد اليمني كون ترومان التي جاء بها أمريكا لتحل بديلا عن “أيزنهاور” و”روزفلت” و”إبراهام لينكولن” قد أجبرت على المغادرة بعمليات متتالية من القوات المسلحة اليمنية أربكت معها كل الحسابات بل وأجبرتها على مغادرة المنطقة ناهيك عن إسقاط أحدث طائراتها وعلى رموزها المسمى بطائرة إف 18 وهي من فخر الصناعات الأمريكية”.
ويتطرق إلى أنه سيحسب لليمن ألف حساب ولم يعد أمامهم خيارات أخرى للتصعيد، لا على الجبهة الداخلية ، ولا على مستوى استخدام القوة العسكرية المباشرة على اليمن”.
ويختتم شمسان حديثه بالقول “وهنا تكون اليمن قد فرضت إرادتها ومعادلتها وما على الأمريكي والبريطاني والكيان الصهيوني إلا الاستجابة لما تطرحه صنعاء من شروط تتمثل في وقف العدوان وفك الحصار على غزه”.
ويضيف” ما لم فانه سيكون الخاسر الأكبر هو الأمريكي و البريطاني والكيان الصهيوني الذي لا يمكن أن يكون استثناء على السنن الإلهية في مواجهة كل من طغى وتجبر على هذه الأرض بأن يكسره الله على أيدي اليمنيين، فلم تكن تسميتهم من فراغ بأنهم مقبرة الغزاة، بل لأن الإرادة الآلية نافذة من خلالهم في اخضاع الطغاة وإركاعهم.
رد طبيعي لجرائم العدوان الصهيوني
أما الخبير في الشؤون العسكرية اللواء عبد الله الجفري فيؤكد أن العمليات العسكرية النوعية داخل العمق الصهيوني وبالتحديد في مدينة يافا المحتلة تأتي كرد طبيعي على جرائم الكيان الصهيوني في قطاع غزة.
ويوضح في تصريح خاص لموقع أنصار الله أن الموقف اليمني التاريخي المساند لغزة مازال حاضرا بقوة في مواجهة الطغيان الصهيوني. مؤكدا أن الجيش اليمني يمتلك قدرات عالية وكبيرة في ضرب الأهداف الحساسة والحيوية لدى العدو الصهيوني في كافة الأراضي المحتلة.
ويشير إلى أن قيام القوات المسلحة اليمنية بتنفيذ عمليات شبه يومية في العمق الصهيوني دليل على امتلاك الجيش اليمني بنك أهداف كثيرة، وكذا قدرته المتطورة في تحقيق توازن الردع، مبيننا أن العدو الصهيوني وحليفه الأمريكي حينما اعتدوا على مقر وزارة الدفاع بالعاصمة صنعاء، أسرعت القوات المسلحة اليمنية في الرد مستهدفة “وزارة الدفاع” داخل الكيان الصهيوني.
ويلفت إلى الجيش اليمني أفشل المخططات العدائية الصهيونية التي لطالما تتخذها استراتيجية في المواجهة والتي تتمثل في عنصر القوة والباغتة أي تنفيذ ضربة مفاجأة تفقد العدو اتزانه وتجعله مرتبكا مرعوبا، فيما اليمن قام بضربة استباقية أحدثت ارتباكا كبيرا في صفوف العدو الصهيوني.
ويضيف أن القوات المسلحة اليمنية في مواجهة العدو الصهيوني والعدو الأمريكي والبريطاني أثبتت كفاءة عالية في مواجهة التحديات والصعاب، كما أنها أثبتت قدرتها الفائقة في المناورة وجمع المعلومات الاستخباراتية لتشكل العمليات العسكرية اليمنية التحدي الأبرز لدول الغرب الحامي للكيان اللقيط.
تقنيات يمنية متقدمة
ويذكر الخبير في الشؤون العسكرية اللواء عبد الله الجفري أن نجاح العمليات العسكرية اليمنية في تجاوز منظومات الدفاع الجوية الصهيونية ذات الوظائف المتعددة بات جلياً وواضحا في وسائل الإعلام العبرية التي ذكرت في العديد من التقارير والحلقات والبرامج عن نجاح الصواريخ والطائرات المسيرة في تجاوز المنظومات الدفاعية وتحقيق أهدافها في العمق الصهيوني، مؤكدا أن مراكز البحوث والتحقيقات الإسرائيلية أقرت بأن الصواريخ البالستية والمجنحة والفرط صوتية وكذا الطائرات المسيرة اليمنية ذات تقنيات متقدمة ومعاصرة مما يجعل اعتراضها أمرا معقدا للغاية.
وينوه إلى أن إقرار” سلاح الجو” الإسرائيلي – وهو أبرز الأسلحة التي تفاخر بها العدو الإسرائيلي وحلفائه- بإخفاق الدفاعات الجوية في التصدي للصواريخ والطائرات المسيرة دليل على الطفرة النوعية التي حدثت للقوات المسلحة اليمنية.
ويتطرق إلى أن الصواريخ الفر ط صوتية أعجزت الدفاعات الجوية الغربية ومثلّت الرعب الأكبر لجيش الكيان الصهيوني وذلك لقدرتها الفائقة في الوصول إلى الهدف خلال دقائق معدودة ولقدرتها الفائقة أيضا في إحداث دمار هائل ، مستدلا بما أحدثه صاروخ فلسطين 2 من دمار كبير أفضى بحسب وسائل إعلام العدو إلى إصابة 30مجندا صهيونيا.
ويشدد بأن امتلاك القوات اليمنية للصواريخ الفرط صوتية جعل اليمن في مصاف الدول العظمى، مشيرا إلى أن اليمن أنهت حقبة زمنية طويلة من الغطرسة الغربية والأمريكية في المنطقة، كما أنها أسهمت بشكل فعال في إفشال المخططات الصهيونية الرامية لإنهاء المقاومة الفلسطينية والقضاء على القضية المركزية للأمة “فلسطين”.