الشيخ نعيم قاسم: المقاومة مستمرة واستعادت عافيتها

أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، ان الاعتداء الذي حصل على جنوب لبنان هو اعتداء على الدولة والمجتمع الدولي، مضيفا ان الفرصة الآن للدولة اللبنانية لتثبت نفسها.

وفي كلمة له خلال المؤتمر الدولي الرابع لتكريم العلامة محمد تقي مصباح يزدي في طهران، قال الشيخ قاسم، “هناك مرحلة ثانية مررنا بها في لبنان، ‫وهي مرحلة العدوان الإسرائيلي الغاشم ‫والواسع على لبنان ‫والذي بدأ في 24 أيلول سنة 2024، ‫بدأ قبله بأيام بتفجيرات البيجر واللاسلكي، ‫ثم بعد يومين بـ 27 أيلول تم اغتيال سيد ‫شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله ‫تعالى عليه. ‫وكذلك شن الإسرائيلي حملة على قتل قيادات ‫وضرب قدرات والاعتداء على المدنيين وقتل ‫الأطفال والنساء وتجريف البيوت والقيام ‫بأعمال جبانة وعدوانية واسعة على مستوى كل ‫لبنان.”

واضاف الشيخ قاسم “لقد دفعنا في هذه المرحلة تضحيات كبيرة وعلى ‫رأسها سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله ‫رضوان الله تعالى عليه والسيد هاشم صفي ‫الدين رضوان الله تعالى عليه والآخرين. ‫لكن مقاومتنا صمدت ومقاومون كأن قلوبهم زبر ‫الحديد أعاروا جماجمهم لله تعالى وشعبنا يحيط ‫بهم ويقدم الغالي والنفيس”.

وتابع “الحمد لله أن هذا الالتفاف الشعبي الذي حصل ‫حول المقاومة كان مؤثرا، وكذلك اجتمع المواطنون في لبنان حول ‫المقاومة، ‫وكانت الحكومة والجيش كلهم حول المقاومة. ‫وهذا ما ساعد على تحقيق هذا الإنجاز بوقف ‫إطلاق النار في 27 تشرين الثاني”.

واكمل “هنا بدأت مرحلة ثالثة، ‫اسميتها مرحلة ما بعد اتفاق ‫وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان. ‫في هذه المرحلة وصلنا إلى اتفاق يمنع العدو ‫من استمرار عدوانه ويلزمه بأن يخرج من ‫الأراضي اللبنانية المحتلة. ‫وبالتالي يلتزم حزب الله أيضا بوقف الدفاع، ‫وينسحب من جنوب نهر الليطاني كأسلحة ‫ومقاومين”.

واردف “نحن بدأنا بتنفيذ هذا الاتفاق، ‫والدولة اللبنانية هي التي عقدت هذا ‫الاتفاق، ‫وهي مسؤولة بشكل مباشر عن متابعته ومواكبته. ‫هذه المرحلة في الحقيقة هي مرحلة ثالثة ‫وجديدة، ‫اسمها مرحلة ما بعد الاتفاق. ‫والمسؤولية تقع على عاتق الدولة اللبنانية ‫والدول الراعية ‫ولجنة متابعة تنفيذ الاتفاق بطريقة سياسية ‫حتى تخرج إسرائيل من لبنان”.

واكد ان “إسرائيل ترتكب الخروقات والاعتداءات ‫المختلفة التي وصلت إلى مئات الاعتداءات جوا ‫وبرا وبتجريف البيوت، ‫وبالدخول إلى بعض المناطق التي لم تتمكن من ‫أن تدخلها سابقا.”

وقال “‫حزب الله قرر أن يعطي فرصة، ‫وقرر أن تتحمل الدولة مسؤوليتها. ‫هذه مرحلة سياسية تصدت الدولة لها، ‫وهناك أصوات ‫ونحن نوافق معهم أن تكون الدولة هي المسؤولة ‫عن تطبيق هذا الاتفاق”، وأضاف “لذا نحن نعتبر أن الاعتداء الذي يحصل الآن ‫يحصل على الدولة. ‫يحصل على المجتمع الدولي. ‫يحصل على كل الذين رعوا هذا الاتفاق. ‫هذه مسؤوليتهم، ‫وهم عليهم أن يتحملوها بشكل مباشر”.

واكمل “‫لعل البعض يقول وأنتم ماذا تفعلون؟ نحن نصبر ‫في هذه المرحلة، ونعتبر أن المسؤولية على الدولة. لا نريد أن ‫نقوم بعمل يعيدنا إلى أن نتحمل مسؤولية ‫مباشرة عن أمر يجب أن يتحمل مسؤوليته ‫الجميع”.

واوضح انه “‫صحيح الآن هناك خدشة معنوية حقيقية بما ‫تفعله إسرائيل، ‫لكن يجب أن تتضافر جهودنا وأن يتم الضغط ‫السياسي إلى أعلى مراتبه. ‫وهذه فرصة.” وشدد على أنه “أثبتنا بالمقاومة أننا لم نمكن العدو من ‫أن يتقدم في المنطقة الحدودية إلى الأمام. و‫أيضا ستكون الآن فرصة للدولة اللبنانية ‫لتثبت نفسها بالعمل السياسي”.

الشيخ قاسم: المقاومة مستمرة وستصبح أقوى وسنعمل مع شركائنا في الوطن لانتخاب رئيس ‫للجمهورية

كما أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، ان المقاومة مستمرة وستصبح أكثر قوة، مضيفا انه “سنعمل مع شركائنا في الوطن لانتخاب رئيس ‫للجمهورية ‫وإعمار ما تهدم”.

وقال الشيخ قاسم، ان “المقاومة مستمرة وقد استعادت عافيتها، ‫ولديها من الإيمان المتجذر والثل المؤمنة ‫الاستشهادية، ‫ما يمكنها أن تتقدم وتتألق وتصبح أقوى في ‫المستقبل إن شاء الله.” ‫واعتبر الشيخ قاسم ان “الكيان الإسرائيلي الذي قتل الحجر والبشر ‫ودمر وارتكب الإبادة في غزة، ‫انكشف أمام الأمة والعالم بأنه كيان وحشي ‫مجرم، ‫بدعم أمريكي مجرم وهو عدو للإنسانية.”

واضاف “انه لا بد لنا أن نقيم ما جرى من أحداث في هذه ‫الحرب العدوانية، ‫وأن نستفيد من نتائجها، ‫وأن نطور أعمالنا بالدروس والعبر”.

واكد ان “‫رصيدنا في الداخل اللبناني كبير ومؤثر بحمد ‫الله تعالى، وسنعمل مع شركائنا في الوطن لانتخاب رئيس ‫للجمهورية ‫وإعمار ما تهدم، ‫وإطلاق عجلة الدولة وفق قوانينها، ‫والبدء بورشة إصلاح وتعافي للاقتصاد والوقوف ‫مع الناس في أوضاعهم الاجتماعية والصعبة.”

الصمود كان أسطورياً في غزة ولبنان ودماء كل الشهداء حققت انجازا لاستمرار المقاومة

وشدد الشيخ نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، انه حصل صمود أسطوري في مواجهة العدو ‫الإسرائيلي في غزة ولبنان، مضيفا ان دماء كل الشهداء في محور المقاومة حققت انجازا لاستمرار المقاومة. وقال الشيخ قاسم ان “حزب الله ‫انطلق كمقاومة إسلامية جهادية في ‫مواجهة إسرائيل المحتلة لفلسطين وعدد من ‫أراضي المنطقة، ولها أطماع توسعية.”

واضاف الشيخ قاسم “‫نحن نعتبر أنه يوجد تماهي حقيقي بين الجهاد ‫من منظور إسلامي وبين تحرير الأرض من منظور ‫وطني وقومي وموقفنا هو موقع التصدي للعدوان ‫والمقاومة له”.

واكد انه “‫لا يوجد تعارض بين روحيتنا الجهادية التي ‫ننطلق من خلالها والروحية الوطنية التي ‫ينطلق منها آخرون لتحرير الأرض، ‫يوجد تماهي فيما بينهما. “

وتابع “من الطبيعي بل من الواجب أن يتعاون أبناء الخط ‫الواحد على امتداد العالم الإسلامي لأنهم ‫يحملون النظر الإسلامي الواحد والجهاد ‫الواحد. ومن الطبيعي أن يتعاون أبناء الجغرافية ‫الواحدة وطنيا من ‫أجل التحرير. ‫وهنا عندما يكون هناك امتداد في العقيدة ‫ويكون هناك امتداد في الجغرافيا ويتعاون ‫الطرفان فيما بينهما، ينتج قوة حقيقية في ‫مواجهة العدوان”.

واردف “‫من هنا نحن نعتبر أن التعاون الذي حصل مع ‫إيران الإسلام من أجل مواجهة التحديات ‫الموجودة في المنطقة، ‫وكذلك مساندة حزب الله لغزة ومساندة اليمن ‫لغزة ومساندة العراق لغزة”.

واكمل “‫هذه الأعمال كلها إنما تأتي من ضمن رؤية ‫واحدة لها علاقة بمواجهة العدو المشترك حتى ‫ولو كان في جغرافيا محددة، من وجهة نظر إيمانية واعتقادية، ‫وكذلك على كل من هم في الجغرافيا المباشرة ‫أن يتصدوا لهذا العدو”.

وقال “نحن اعتبرنا أننا مررنا في هذه ‫المواجهة مع العدو الإسرائيلي بثلاث مراحل. ‫المرحلة الأولى مرحلة مساندة غزة. ‫وهذه المرحلة جزء من إيماننا واعتقادنا وجزء ‫من وطنيتنا وجزء من ضرورة تعاون أصحاب الخط ‫الواحد لمواجهة العدو المشترك الذي تدعمه ‫أمريكا الشيطان الأكبر بكل إمكاناتها من أجل ‫أن يخرب المنطقة ومن أجل أن يسيطر عليها”.

وتساءل “‫علينا أن نسأل الأمة ونسأل العالم لماذا ‫لم يساند فلسطين وغزة في مواجهة العدو؟ ‫ونحن نفضح هنا بهذه المساندة وبهذا العمل ‫تكالب شياطين العالم مع الغاصب المحتل ‫الكيان الإسرائيلي”.

وشدد على انه “‫حقيقة حصل صمود أسطوري في مواجهة العدو ‫الإسرائيلي في غزة ولبنان. ‫والتعاون بين الأشقاء ساعد في دعم هذا ‫الصمود الأسطوري.”

وأكد أن “‫دماء الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد سيد ‫شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله ‫تعالى عليه، ‫والسيد هاشم صفي الدين ويحيى السنوار والسيد ‫إسماعيل هنية ودعم الحوثي وأنصار الله، ‫وشهادة أبو مهدي المهندس ودعم الحشد الشعبي، ‫وكذلك المرجعيات الدينية في النجف الأشرف ‫وقم المقدسة، ‫وأحرار العالم الذين قدموا بحسب قدراتهم ‫وإمكاناتهم. ‫كل هذا التعاون جعلنا في موقع نستطيع فيه أن ‫نفضح هذا العدو وأن نحقق إنجازا في استمرار ‫المقاومة ووقوف هذه المقاومة صامدة من أجل ‫المستقبل ومن أجل تحقيق الإنجازات”.

المصدر: موقع المنار

قد يعجبك ايضا