اليمن بين إرباكات الداخل وتدخلات الخارج
أولا يجب أن يعرف الجميع إن ما يسمى بتنظيم القاعدة الإرهابي هُو ذراعُ فاعل بيد أمريكا (وهي التي صنعتهُ) وتُحركهُ المُخابراتُ المركزية الأمريكية بكفاءةٍ عاليةٍ لتنفيذ مُخططات السياسة الأمريكية في المنطقة وفي العالم حالياً ومستقبلاً وما استخدامُ السلاح الكيماوي في سُورية إلا فصل جديد من فُصُول مسرحية بُرجي التجارة الأمريكية في 11 سبتمبر 2001 من قبل ما يسمى بتنظيم القاعدة فبماذا يفكر من يفجّر جسده بأشخاص يعتبرهم أعداء؟ ما هو المشهد الأخير أمام عينيه، وما هي آخر فكرة طرأت على عقله وما طبيعة الإحساس في قلبه؟ أسئلة كثيرة والإجابات قليلة. يسأل المقتول لماذا "أنا" الضحية؟ ويُسأل القاتل لأي هدف يُضحي بأغلى وأثمن ما يملك، أشلاء روحه وشظايا جسده فاليمن تمر بمرحلة خطرة جدا، إذ انتشرت فيها العمليات الإنتحارية، واتسعت رقعة الفوضى وتعاظم نفوذ تنظيم ما يسمى «القاعدة». هي لعبة أصبح الموت فيها أسهل الطرق إلى الغاية بوسائل كلُّ يراها مناسبة. إلا أن الهدف في هذه اللعبة المكشوفة ليس طرد المستعمر كما بدأ في الثمانينات في أفغانستان مع المقاتلين العرب، وقد يكون الهدف كما تدعي هذه العناصر استهداف المصالح الأجنبية كما بدأ الأمر في اليمن إبان التسعينات من تفجير للمدمرة كول عام 2000 وتفجير ناقلة فرنسية عام 2002 إضافة إلى استهداف سياح بريطانيين وأستراليين في أبين عام 1998، إلى غير ذالك من العمليات التي شهدتها اليمن في العام 2013م، وقد يكون الهدف هو السيطرة على بعض المناطق، لإيجاد قاعدة للانطلاق وأماكن للتدريب والتجنيد، كما هي الحال في أفغانستان مع طالبان والقاعديين العرب. هذا من جهة الشيء الثاني:الدور السعودي إذ يمثل نظام آل سعود كارثة حقيقية لليمن الأرض والإنسان عبر تدخلاته السافرة وإصراره على إبقاء اليمن في مربع الضعف والتسول والاستجداء والحيلولة دون نهوض تنموي حقيقي لليمن ودون تحرر اليمن من التبعية والارتهان للرياض بينما يواصل نظام " آل سعود" الانهماك بالشأن اليمني بطريقة لم تعد قابلة للاحتمال من كل مواطن يمني يحمل بقايا من مشاعر وطنية وكرامة وقدر من الاعتزاز بسيادته الوطنية بل كانت ولا تزل أسرة آل سعود تقدم دعمها للأفراد وليس للدولة اليمنية وتنفق الرياض مليارات الريالات سنويا لشراء ذمم ومواقف أتباعها في اليمن لدرجة أنها لم تبقى شريحة اجتماعية نظيفة وغير ملوثة بأموال " آل سعود" الذين استطاعوا إدارة النخب والفعاليات السياسية والنخبوية والوجاهية اليمنية ناهيكم عن اعتمادها على ترويكا
المشائخ القبليين والرموز السيادية تحت ذرائع شتى تبدأ من مكافحة " الشيوعيين" ولا تنتهي في مكافحة " الشيعة" وهي ذرائع ومزاعم ألقت بظلالها على أمن واستقرار اليمن في الوقت الذي يمر فيه اليمن بظروف جدا خطيرة ومع هذا تظل أسرة " آل سعود" موغلة في تمزيق شتات اليمن واليمنيين من خلال فرض خيارات قاسية ومدمرة مستغلتا في هذا الظروف الإقتصادية التي تمر بها اليمن. كما عملت أسرة " آل سعود" على استقطاب الرموز والشخصيات السياسية والقبلية والعسكرية والوجاهية اليمنية كل على انفراد واستطاعت إغرائهم بالدعم "المالي" وشراء المواقف وبالتالي وجد اليمن نفسه في مهب المصالح السعودية بعيدا عن مصالحه الوطنية والاستراتيجية وأصبح اليمن مسرحا للجماعات التكفيرية القادمة من نجد والحجاز .كل ما حصل وما يحصل الآن على الساحة اليمنية عموما ومحافظة صعدة خصوصا من افتعال للازمات وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية من قبل التكفيريون الأجانب وما يعمله مشائخ وتجار الحروب لا تخلوا من التدخلات الأمريكية التي ظهرت إلى العلن كما أن حجم الأحداث كشفت أن رأس المال السعودي والخليجي هو كتلة نقدية هائلة موضوعة تحت تصرف الإدارة الأمريكية لتفعل بها ما تشاء مقابل دعم أمريكا لحكام الخليج .ومن المؤكد أن تفكك الموقف العربي أتاح فرصة ذهبية أمام الهيمنة الأمريكية والصهيونية لفرض إرادتها السياسية في المنطقة .إلا أن هذا لا يقبله الإنسان اليمني الحر وعلى الجميع أن يعلم أن عملية التغيير تحتاج إلى أكثر من الذهب والنفط رافضين مكافئة الأجنبي على حساب الشعب اليمني فهذا شيء لا يقبله العقل؛ لأننا قد ذقنا كل مرارات من استخدمتهم السعودية. فقد دمروا البلاد وأفقروها وحولوها إلى دولة متسولة ونحن لسنا فقراء وإنما الفساد والظلم وخدمة الأجنبي هو الذي أوصل البلاد إلى هذه الحالة. أسئلة جدية نضعها بشكل أساسي برسم من يحرضون أو يشجعون على العنف الداخلي أو يصرون على استدعاء الأجنبي ‘ أو يكفرون كل من يخالفهم الرأي فيما حصل أو يحصل منذ الثورة تحت أي عنوان أو اسم تحركوا ! أن بعض ما حصل خلال السنة الماضية على الأقل ‘ أي من تحريض على العنف والاقتتال الداخلي وتكفير الآخر وصل إلى حد التفاخر بنحر هذا الآخر وسحله في الشوارع، واستدعاء صريح للأجنبي لحل مسألة داخلية، وإعلان حرب على جزء من أبناء اليمن في المناطق الشمالية، هي وبكل بساطة بسبب أطماع بشرية سياسية واجتماعية واقتصادية صنعها السياسيون وأججتها الأيدولوجيات والمذاهب والشعارات وضرورات اللحظة والولاء المطلق، وألبسوها لباس الدين ليتعاشوا عليها وليكسبوا باسمها ود ضعاف النفوس وأصحاب العقول الفارغة التي تسمع وتطيع وتستجيب وتنفذ ولا تناقش ولا تعترض. فأساس وجذور كل الحركات والتنظيمات والأحزاب الدينية في مختلف أصقاع الأرض حتى وإن رفعت شعار الدين وأعلامه وأطروحاته فهي كلها ذات طابع سياسي أو طائفي أما خطابها الديني فهو لإقناع الجماهير والعزف على أوتار نزعتها الدينية وعصبياتها من اجل حشدها وتأجيج حماسها وتهيئتها للدفاع والقتال ومواجهة المخاطر وأتون النار والتضحية بالنفس والنفيس، ليقتسم قادة تلك الأحزاب والمنظمات السلطة والثروات والنعيم الدنيوي فالمشكلة توجد بالأساس في تلك المجموعات الصغيرة من المتزمتين المتعصبين الذين تضعف نفوسهم أمام بحور المال وتندفع أهواءهم نحو مغريات الحياة، وتستسلم لملذات السلطة، من الشيوخ الأدعياء والكهنة التجار منتجي عصابات الإرهاب والموت المجاني، الذين يبثون سموم الكراهية والحقد والعداوة بين المتدينين، والتي تجد لها الأرضية الخصبة في عالم مليء ببشاعة النزاعات والخلافات التي يستغلها الأعداء الحقيقيين للأمة الإسلامية