السيد القائد .. قامةٌ تسكن السماء، وقلبٌ يهبط كالغيث على الأمة
عدنان الشامي
في عالمٍ تضيق فيه الخطوات بأحلام التحرر، ويجثم فيه الباطل كصخرةٍ على صدور المستضعفين، ينهض السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي كضوءٍ يخترق عتمة الزمان. هو قائدٌ لا يشبه إلا نفسه، مجدٌ يمشي على الأرض، وساريةٌ تعلو فوق رياح الذل والاستكبار، يحمل بين جوانحه إرث الأنبياء وصرخة الأحرار.
هو كالسحاب، متعالٍ لكنه قريب، يروي عطش الأمة بكلماتٍ تقطر حكمةً وإيماناً. صوته، حين يتردد في أرجاء القلوب، يشبه وقع المطر على الأرض الجافة؛ يحيي بها ما ظنّ الناس أنه قد مات، ويغرس في النفوس شجرة العزة التي لا تقبل الانحناء.
عبد الملك الحوثي يحفظه الله كالجبل؛ لا تهزه العواصف، بل يقف شاهداً على مرورها، ثابتاً بثقةٍ تستمد قوتها من الله. هو نهرٌ جارٍ، تغرف منه الأمة حاجتها من العزم، فلا ينضب ولا يضعف. عزيمته نارٌ تتقد لا لتحرق، بل لتنير دروب الحرية والكرامة في زمنٍ بات فيه الحق أسيراً.
في خطبه، تلمس بلاغةً كأنها السيف يقطع الزيف، وعُمقاً كأنما الكلمات تنبض بحياةٍ من نور القرآن. يقود الأمة وكأنه ربان سفينةٍ وسط أعاصير الطغيان، يقرأ النجوم لينقذها من الغرق، ويقاوم أمواج الفتن بيدٍ لا تعرف التردد، وإرادةٍ كأنها جزءٌ من صلابة الأرض.
هو فارس الموقف الذي لا يترجل، ينظر إلى الموت كأنه بداية الحياة، ويبث في مقاتليه روحاً تتجاوز حدود الممكن. هو الشعلة التي لا تنطفئ، واليد التي تمسك بجمر القضية، لتسير بها على صراطٍ مستقيمٍ نحو النصر.
السيد القائد ليس قائداً فحسب، بل هو أفقٌ واسعٌ ترى فيه الأمة صورتها المنشودة، وسفينةٌ تحمل آمال المستضعفين عبر بحرٍ تتلاطم فيه أمواج المؤامرات. في وجه أعدائه، هو عاصفةٌ تهز عروشهم، وفي قلب شعبه، هو البلسم الذي يشفي جراحهم.
في شخصه، تتجسد معاني الثبات والصبر، كأنه الأفق الذي يتسع لكل الأحلام. هو عنوانٌ لمرحلةٍ صنعتها الدماء الطاهرة، وحملتها الأرواح المؤمنة. سيبقى اسمه شاهداً على عصرٍ أعاد للأمة هويتها، وسطر فيه اليمنيون ملحمةً لن تمحى من ذاكرة الزمن.