سياسة الإرتهان الإخوانية للأجندة الأمريكية لم تمنعهم من السقوط
لقد كان إرتماء الإخوان بأحضان القائمين على المشروع الصهيوامريكي مبتذلا ويثير الغثيان والإشمئزاز فلقد ضحوا بالمبادئ والقيم الإسلامية وأصابوها في مقتل وقدموها قرباناً في معبد الولاء للعم سام , وتحت تخدير وعد باعطائهم الملك وشهوة جامحة بحب المنصب .
إنهم يدعون أنهم يمثلون الإسلام وأنهم يعملون على تطبيقه على أرض الواقع , وبما أن الإسلام مبني على تعاليم إلهية ممثلة في القرآن الكريم ,أي أنه يتوجب عليهم أن يجسدوا تعاليم القرآن على أرض الواقع {شهداء لله} غير أننا إذا نظرنا إلى سلوكهم نجد أن القرآن يحرمه إن سلوكهم يشوه الإسلام ويصيبه في مقتل إننا نراهم يكذبون ويفترون ويمكرون ويزيفون ويقتلون حتى من يختلف معهم في الرأي , إنهم يضحون بالمبادئ والقيم والتي غرسها القرآن وأعتبرها من أساسيات الدين إذا أقتضت الضرورة , وحتى وصل الأمر إلى خذلانهم لرسول الله حينما تعرض للإساءة من الأمريكيين واليهود فإنه بنظرهم لا يجب التضحية بعلاقة الود والولاء للمشروع الصهيوأمريكي , وحينما تتعرض الأمة لخطر الفتن المذهبية التي خطط لها اليهود والنصارى لتفتيت قوتها ليسهل للمستعمر فرصة سرقة مقدرات الأمة فإن الإخوان يكونون في الصفوف الأولى لتنفيذ هذا المخطط ضد محور المقاومة يبذلون الدم والمال وينطلقون ومن كل منابرهم الإعلامية سيئة الصيت للنفخ في نار تلك الفتن الطائفية والمذهبية وينطلقون بكل قوتهم في تكفير وتفسيق وتخوين أتباع أهل البيت (ع) الذين يتصدون للمشروع الصهيوأمريكي فيفترون على الشيعة أنهم مجوس وروافض وزنادقة ومحرفين للقرآن …الخ , كل ذلك لحرف العداء والسخط عن اليهود والنصارى ليواجه محور المقاومة كما تريد أمريكا وإسرائيل , كل ذلك يعبر عن سياسة الإرتماء الكامل بأحضان المستعمر عدو الأمة الأول .
ويدل ذلك السلوك على إفتقادهم الحكمة في كل قراراتهم . لأن البدائل الكثيرة لسياسة الإرتهان والخضوع والتبعية الكاملة للمستعمر موجودة ولن تكلف شيئا , بل بالعكس كانت ستعود بالفائدة عليهم وعلى الشعب والأمة لو فعلوها , فلوجعلوا المبادئ والقيم التي أسس لها القرآن الكريم هي خط أحمر لايجب التضحية به ولا يسمح للمستعمر بتجاوزه لعاد ذلك بالإحترام لهم ولكانوا أكثر مصداقية في إدعائهم أنهم يمثلون خط الإسلام المتمثل بالقرآن الكريم وتعاليمه وأيضا لوجعلوا مصالح الشعب هي المنطلق الذي يسعون إلى تحقيقه لأورثهم هذا إحترام وإلتفاف شعوبهم حولهم ولو أصروا على أن تكون مصالح الشعوب وكرامتها وعزتها وإستقلالها شئ مقدس لا يمكن التفريط بشئ منها وأن من يريد التطاول أو المساس بشئ من تلك الأشياء , فإنه عدو للشعب يجب إيقافه عند حده وتلقينه الدروس الرادعة .
كل ذلك كان سيعود عليهم أكثر نفعاً من سياسات رهن الشعوب للمستعمر لكن عكس ذلك هو ما يحدث فهم أي الإخوان يرون أنه يجب التضحية بكل شئ ليصلوا إلى الحكم وبما أن أمريكا هي التي تتحكم بمصير العالم فانهم يرون أنها وحدها من تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء لذلك فهم يقدمون لسياساتها الطاعة والإنقياد الكاملين , لقد رأينا كيف سقطت مصر في جميع المجالات مع حكم الإخوان الذين رهنوها للقرار الأمريكي حتى تبقيهم أمريكا على رأس حكم مصر وحتى وصل الأمر بمخاطبة مرسي لبيريز أخي في رسائله الساقطة وإغلاق سفارة سوريا بالقاهرة بدلا من سفارة إسرائيل , وإغلاق الإنفاق وهدمها بدلا من فك الحصار عن غزة والإنطلاق لقتل وسحل حسن شحاته بجريمة التشيع التي لا تغتفر , والجهاد والوقوف ضد محور المقاومة بدلا من الجهادلتحرير للقدس كل ذلك لم يدم لهم ملك الكنانة ,ولم يؤتهم الأمريكان والصهائنة نقيرا!.
وعلى ذلك المنوال يسير إخوان اليمن الإصلاحيون فهم يصوبون كل فعل تعمله أمريكا والسعودية بالبلد ويكونون وإعلامهم في الكتائب الأولى والأمامية المسارعة لتأجيج الصراع داخل البلد وبعث الفتن المذهبية والإغتيالات لتفتيت قوة البلد وإضعافه ليكون أكثر خضوعا وإرتهانا للمستعمر الدولي والإقليمي ويحاربون كل من يقف ضد أمريكا في اليمن .
الثوار في مصرعلى مرسي كانوا أكثر حكمة فقد عرفوا أن سياسة الغرب الكافر تبنى على المصلحة فقاموا بقراءة الواقع وتناقضاته فعزفوا على أوتاره فلوحوا باقامة العلاقلات مع روسيا وأبرموا معها العديد من الإتفاقيات العسكرية وغيرها , وهذا سيدفع بالغرب وعملائه وأمام إصرار المصريين على الإستقلال عن الغرب وسياسته الإستعمارية إلى إنتهاج سياسة أخرى مع مصر وتجعل أمريكا وفي ظل منافسة روسية وسعي مصري إلى التحرر, إلى تقديم التنازلات لصالح الشعب المصري . فبعد ذلك بفترة وجيزة أطل كيري وعلناً ليقول إن الإخوان قد سرقوا الثورة المصرية .
ولتأتي بعدها التنازلات الأمريكية لصالح العسكر صحيح أن أمريكا ستستمر بسياسة المكر بالعسكر ولكن في ظل سياسة عدم الإستسلام فلا خوف أمريكا مصلحية وليس لديها مبادئ ولا تؤمن بالمثالية هي تستخدم أي طرف يرتمي بأحضانها وحين تستفني عنه ترميه وإذا قدم خدماته تبرعا وتطوعاً كما يفعل العملاء باليمن فإنها لا تستخدم حتى مبدئ المصلحة بل تستخدم أسلوب السيد للعبد الآمر الناهي وبلا شكر أو مكافأة .
سؤالنا لماذا لا يستخدم هؤلاء الإصلاحيون والعملاء أسلوب العسكر بمصر ولديهم بدائل كثيرة ليجبروا أمريكا والسعودية ولو بالكف عن ايذا والإضرار بالمصلحة الوطنية للشعب , فأمام هؤلاء التلويح بالورقة الصينية ,والروسية , والتلويح بعلاقات مع إيران حتى , وكل ذلك تهديدا لاعداء اليمن حتى يقدموا لليمن الخير أو حتى يكفوا عن الأذى .
لماذا هذا الإرتهان المخزي والبائس والحقير , لماذا كل هذه العمالة لأمريكا والسعودية والعمل دائما ضد مصلحة الشعب ووفقا للرؤية الضيقة لعائلة الأحمر التي يربطها الولاء العر يق لأسرة آل سعود ولرؤية التبعية الإصلاحية الدائرة في فلك الولاء لعائلة الأحمر وعلماء بلاط السعودية لماذا التصرف بعيداً عن الحكمة {إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} غير أن أكبر سبب يجعلهم يتمادون في غيهم والإساءة لهذا الشعب هو إنهم يرون أن هذا الشعب لا يحاسب من يسيء إليه وأنه شعب صبور , ومن هنا فالكرة الآن بملعب الشعب فقد آن له أن يستيقظ وأن يحاسب وأن يدفع الأذى والضرر عن نفسه وقبل فوات الآوان {إن الله لايغيرما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} .