بسبب تحديات معركة البحر الأحمر.. تحديثات واسعة ومكلفة لأنظمة السفن الحربية الأمريكية
بدأت البحرية الأمريكية بإجراء تحديثات لأنظمة السفن الحربية والمدمرات التابعة لها من أجل معالجة نقاط الضعف الخطيرة التي كشفتها معركة البحر الأحمر، والتحديات الكبيرة وغير المسبوقة التي فرضتها العمليات البحرية للجيش اليمني ، والتي فشلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في تجاوزها على مدى عام كامل، سواء على المستوى العملياتي أو على مستوى التكاليف.
ووفقاً لبيان نشره موقع “قيادة الأنظمة البحرية” التابع للبحرية الأمريكية، قبل أيام، فقد قام مكتب برنامج وحدات مهام سفن القتال السطحية بالبحرية، بتحديث نظام (سي- يو إيه إس) لمكافحة الطائرات بدون طيار على متن السفينة الحربية (يو إس إس إنديانابوليس) من فئة (فريدوم)”. ونقل البيان عن مدير البرنامج، الكابتن ماثيو ليمان قوله: “إن الأحداث الأخيرة في منطقة مسؤولية الأسطول الخامس للولايات المتحدة تؤكد أهمية تجهيز سفننا الحربية بأنظمة (سي- يو إيه إس) الحديثة لإبقاء التهديدات الناشئة تحت السيطرة”.
ووفقاً للبيان فإن التحديث يتضمن إطلاق صواريخ (هيلفاير) الموجهة بالرادار لمواجهة التهديدات.
ووفقاً لتقرير نشره موقع “تاسك آند بوربس” الأمريكي المختص بشؤون البحرية فإن “السفينة الحربية (يو إس إس إنديانابوليس) كانت في البحر الأحمر خلال الخريف الماضي في مهمة استمرت عدة أشهر، وفي سبتمبر 2024 تعرضت هي ومدمرتان لهجوم بذخائر حوثية في البحر الأحمر”.
وأشار الموقع إلى أن هذا التحديث يأتي بدافع البحث عن بدائل أرخص من الذخائر المكلفة التي كانت البحرية الأمريكية تستخدمها في البحر الأحمر لمواجهة هجمات الجيش اليمني ، لأن صاروخ (هيلفاير) يكلف حوالي 200 ألف دولار، وهي أرخص من صواريخ (آر آي إم) الموجودة على السفينة والتي تكلف أكثر من مليون دولار للصاروخ الواحد، وكذلك أرخص من صواريخ (إس إم -2، و3، و6) ذات التكاليف الأكبر بكثير، والتي تم استخدام المئات منها في البحر الأحمر.
وكان موقع “ذا وور زون” العسكري الأمريكي قد نشر قبل أيام أيضاً تقريراً جاء فيه أن البحرية الأمريكية “نفذت العام الماضي برنامجاً تدريبياً مكثفاً لتمكين سفن القتال الساحلية من فئة (فريدوم) المسلحة بصواريخ (هيلفاير) الموجهة بالرادار من إطلاق تلك الأسلحة ضد الأنظمة الجوية غير المأهولة، أو بعبارة أخرى، الطائرات بدون طيار، وقد جاء هذا في استجابة مباشرة للمخاوف بشأن تهديدات الطائرات بدون طيار الحوثية على السفن الحربية الأمريكية العاملة في البحر الأحمر وحوله”.
ووفقاً للموقع فإن السفينة (إنديانابوليس) هي أول سفينة تحصل على هذا التحديث، مشيراً إلى أن “من غير الواضح عدد السفن من فئة (فريدوم) التي تنتظر الحصول على ترقيات جديدة لمكافحة الطائرات بدون طيار، وما إذا كانت هذه القدرة قد تنتقل إلى أنواع فئات أخرى”.
ونقل الموقع عن الكابتن البحري مارك هاني قوله خلال فعالية البحرية السطحية مؤخراً إن ” السفينة (يو إس إس مينيابوليس-سانت بول) من فئة (فريدوم) من المقرر أن تتلقى نفس التعديلات المضادة للطائرات بدون طيار، والتي توجد الآن على (يو إس إس إنديانابوليس)”.
وذكر الموقع أن “شركة (لوكهيد مارتن) عرضت في وقت سابق هذا الأسبوع نموذجاً لمدمرة من فئة (آرلي بيرك) مجهزة بمجموعتين من القاذفات التي يمكن استخدامها لإطلاق صواريخ (هيلفاير)”، في إشارة إلى احتمالية حصول المدمرات الحربية على هذا التحديث أيضاً.
وذكر الموقع أن “الغرض الرئيسي من هذا النظام في البداية كان إعطاء هذه السفن قدرة إضافية لمواجهة أسراب القوارب الصغيرة، المأهولة وغير المأهولة، وهو الأمر الذي لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً، حيث كان المسلحون في اليمن رواداً بشكل خاص في استخدام زوارق انتحارية غير مأهولة محملة بالمتفجرات”.
وفي سياق متصل، ذكر تقرير نشره موقع المعهد البحري الأمريكي أن البحرية الأمريكية بدأت بتحديث أنظمة بعض المدمرات، مشيراً إلى أن “المدمرة (يو إس إس ستيريت) ستكون أول مدمرة تتلقى جميع ترقيات الحرب الإلكترونية والرادار ونظام القتال في إطار برنامج تحديث المدمرات 2.0”.
وذكر الموقع أن هناك أربع مدمرات من فئة (آرلي بيرك) من المقرر تحديثها، وهي كل من (يو إس إس بينكني) و(يو إس إس جيمس إي ويليامز) و (يو إس إس تشونغ هون)، و (يو إس إس هالسي) والتي ستخضع للمشروع في مرحلتين.
وأشر إلى أن تكلفة برنامج التحديث لهذه المدمرات تبلغ 17 مليار دولار.
ونقل الموقع عن الكابتن البحري تيم مور، قوله: “هذه السفن، تم بناؤها خصيصاً برادار (سباي-1) ونظام القتال (ايجيس) والآن أنا مكلف بإزالة هذا الرادار القديم واستبداله بنظام (سباي-6) الجديد ونظام القتال المحدث، إلى جانب ترقيات أخرى كبيرة”.