في ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام ..السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي : إنقاذ الوطن مسئولية كل اليمنيين
لم يكن مستغربا الاطلالة الوطنية والهامة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي للحديث عن الأوضاع في اليمن… ولكن المصادفة الحسنة ان تأتي تلك المواقف الواضحة في ذكرى استشهاد أبي الأحرار الامام زيد بن علي عليه السلام، ولم يكن السيد عبد الملك واضحا في تحديد مكامن الخلل ومصوبا على أطراف الفشل والتواطؤ ضد مصالح الشعب اليمني كما كان عليه في خطابه في ذكرى الإمام زيد .
انها مرحلة جديدة يعيشها اليمنيون بما للكلمة من معنى، تدشنها قوى الفساد والاقطاع والظلام عن طريق ركوب مشروع الفتنة والحروب الأهلية والمذهبية . ويقابلها في الطرف الآخر مشروع مقاومة الظلم والاستبداد ومشروع بناء اليمن وجعله وطنا يتسع لجيمع ابناءه وفي طليعة هذا المشروع يقف انصار الله وزعيمهم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي .
ومن المهم الإشارة الى ان كلمة السيد في مناسبة الامام زيد والتي تناول فيها لأول مرة تفاصيل المشهد المؤلم لحياة اليمنيين في ظل حكومة التحاصص والمقاسمة ،تأتي وقد بدأت مشاريع الفتنة ومراكز الإقطاع والفساد في محاولاتها اليائسة لإطفاء نور الله بأفواههم ناسين ان الله متم نوره ولو كره الكافرون .
لقد كان السيد في كلمته بحجم وطن ويحمل هموم أمة يحلق عاليا في فضاء الدعوات الوطنية والدينية الصادقة الى تحمل المسؤولية من اجل مستقبل الجميع فيما كان ولا يزال اقزام الفتنة يحاولون التطاول والنيل من مسييرة انصار الله التي تشق طريقها نحو تحمل مسؤولية تخليص البلاد والعباد من شرور الفئات القاتلة والمهزومة التي تنساق الى حتوفها اليوم في بعض جبهات التحريض الطائفي والمذهبي .. لكأن قدر انصار الله وحدهم ان ينتصروا لليمنيين وتضحياتهم في الثورة الشبابية الشعبية واستعادتها من اللصوص الذين سرقوها بتواطؤ الأطراف الدولية والاقليمية .. ولعل قدر انصار الله وشرف لهم ان يهزموا الصندوق الأسود لنظام الشر والفساد .
ومن لا يتابع ما يجري اليوم من تفجير للحروب في بعض مناطق صعدة وعمران وحجة ربما لا يدرك حجم الاحباط والفشل الذي تعيشه طفيليات الحرب والهزائم المفصلية التي تنساق اليها مختارة مراكز الفساد والاقطاع في دنان وكتاف وغيرها.. الأمر الذي اصابها بخبال وفقدان للتوازن يجعلها تلوذ بمزيد من الهروب نحو خطاب الفتنة وعمليات الاغتيال وفتاوى التحريض اليائس والبائس والذي تمكن دم الشهيد الدكتور عبد الكريم جدبان من هزيمته ودحره واعادته الى اوكاره مهزوما ومضرجا بالفضيحة والعار.
تجمع الإصلاح كما ورد في كلمة السيد يتحمل مسؤولية مباشرة عن سياساته الخاطئة التي تمعن في إشعال الحرائق في البلد على حساب التنازلات التي يقدمها قادته لمشروع الهيمنية والاستعمار الامريكي للبلاد، وليس اداء وزارة الداخلية سوى نموذج واحد لما عليه سياسات تجمع الإخوان ممن لا ينظرون الا الى مصالحهم الضيقة ويريدون البلد اقطاعية خاصة بهم .. لقد اهدروا دماء الشعب ومنحوا الأمريكان حق قتل من يريد اين يريد دون ادانة او استنكار من احد، بمقابل الهمة على التحريض ودعوات القتل والثار بين اليمنيين .. يمنحون التصاريخ للقتلة ومرتكبي الاغتيالات ويتولون ملاحقة الضحايا والتضييق عليهم وتجريدهم من مقومات الدفاع عن النفس، يقومون عن طريق اذرعتهم العسكرية بتسليم سلاح الجيش والدولة الى قطاع الطرق وغض الطرف عن جرائمهم بحق المسافرين الامنين ويعطونهم الضوء الأخضر لمحاصرة محافظة بأكملها بالاضافة الى مديريات واسعة في محافظات اخرى.
ينفخون في رماد التحريض المذهبي ويسخرون الاعلام لنشر فتاوى تدعو الى الحرب المتخلفة بين أبناء البلد الواحد تحت شعار السنة ضد الشيعة وغيرها من العناوين التي استخدمتها امريكا في مخططاتها القذرة لتدمير سوريا والعراق وغيرها ..
حزب فئوي، طائفي، أناني، يريد كل شيئ له .. لم يسبق للسيد ان كان بمثل هذه المباشرة والوضوح .. وما كان له ان يكون كذلك لولا أن المسؤولية الوطنية والدينية تحتم عليه ذلك بعد فشل كل الرهانات التي عولت على عقلاء تجمع الاصلاح للجم سياسات التدمير والاقصاء والفساد .
البلد ليس ملكا لحزب ولن تتمكن اي فئة من اختزاله وابتلاعه هذه هي الرسالة التي اراد السيد إيصالها الى الحكام الجدد ممن لم يتعظوا من تجارب من كان قبلهم وعادوا الى ذات الممارسات القمعية والدموية والاقصائية .
يظن امراء الحرب والفتنة ان ما يمارسوه في كتاف ودماج وحرض وحاشد كفيل بالنيل من انصار الله وحشرهم في زاوية ضيقة غير ان اطلالة السيد عبد الملك اليوم في ذكرى استشاهد الامام زيد كشفت من هم انصار الله وما هي تطلعاتهم وسقفهم ومشاريعهم، قافلتهم ماضية مهما نبحت الكلاب واستعرت الأصوات النشاز ، وشحن التكفيريون الى مصارعهم على عتبات محافظة الصمود والثبات.
ومجددا يرمي السيد عبد الملك بدر الحوثي الكرة في مرمى كل الشرفاء والاحرار والقوى الوطنية في الداخل فالمرحلة لا تحتمل المداهنة والانتظار والهروب من تحمل المسؤولية، وأنصار الله كانوا وما يزالون في طليعة القوى الوطنية الجاهزة لتحمل مسؤولياتها مهما كانت التبعات والتضحيات .. لن تعول على احد ولن تنتظر احدا ،كما لا يرهبها او يخيفها في مقام تحمل المسؤولية احد .. وكما جرع النظام الفاسد نفسه ست هزائم مدوية في حروبه الماضية ضد ابناء محافظة صعدة، فإن ذات القوى التي تعيش حالة سكر بحب السلطة والخوف عليها، تسوق نفسها مجددا الى هزيمة تاريخية مرتقبة على ايدي الشرفاء والأحرار ذاتهم ..
وبما أن الحوار الوطني كان المؤمل فيه توفير الحد الأدنى من المخرجات التي تؤسس لمرحلة جديدة من التنافس السياسي بعيدا عن عقلية الالغاء والاجتثاث التي مارسها نظام الفساد سابقا، فقد اعاد السيد عبد الملك موقف انصار الله الذي ما يزال يعول على مؤتمر الحوار للخروج ولو بالحد الأدنى من متطلبات الشراكة الوطنية التي تجنب اليمنيين ويلات الصراعات الدموية على السلطة من خلال الذهاب نحو مرحلة تأسيسيية تعمل على تطبيق مخرجات الحوار الوطني .
إذا هي اليد ذاتها ما تزال ممدودة.. ومن حق البعض ان يتساءل عن مخرجات الحوار ويشكك في قدرة نزلاء الموفنبيك عل لجم قوى الفساد والقتل والاقطاع مبديا استغرابه من تعويل انصار الله على نتائج الحوار ..
وباعتقادي أن المسالة بالنسبة لأنصار الله تتعلق بنوايا التعايش وممارسة الشراكة الوطنية مع الاطراف الوطنية الممثلة في الحوار أو خارجه .. كما هي إعلان إضافي على الإصرار على ممارسة العمل السياسي والنضال السلمي مهما كان العراقيل والمؤامرات .. وفي حال فشل الحوار فمن الأفضل ان تترك عملية افشاله للقوى والاطراف التي تقوم بذلك فيما تحاول اظهار نفسها بأنها صاحبة مشاريع الدولة وصاحبة منهج الحوار للتتضح على حقيقتها امام الشعب اليمني دون اعطائها فرصة القاء اللوم على الآخرين لتحقيق اهدافها الشيطانية ..
وعندما يصل مؤتمر الحوار الى مرحلة الوفاة النهائية وهذا ما تعمل عليه قوى الاقطاع والفساد، ساعتها لكل حادث حديث، والمسؤولية ايضا على طاولة كل اليمنيين ..