المحافظات الجنوبية تحت الاحتلال: سياسة التجويع ومقاومة شعب يرفض الانكسار
سمير حُميد
المحافظات الجنوبية في اليمن، التي تعاني تحت وطأة الاحتلال السعودي الإماراتي، تشهد اليوم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في تاريخها. سياسة التجويع الممنهجة التي يمارسها المحتل، إلى جانب الانتهاكات الاقتصادية المتواصلة، جعلت حياة المواطنين جحيماً لا يُطاق. انقطاع الكهرباء، شح المياه، ارتفاع الأسعار، وانهيار العملة المحلية، كلها أدوات تُستخدم لتركيع الشعب وإخضاعه.
سياسة التجويع: أداة قمع جديدة
الاحتلال السعودي الإماراتي، مع ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي ومجلس العمالة وحكومة المنافقين ، يعتمد على سياسة التجويع كأداة للسيطرة على المحافظات الجنوبية. هذه السياسة تتجلى في:
- 1. نهب الثروات : عائدات النفط والغاز تُصرف بعيداً عن الشفافية، بينما يعاني المواطنون من انعدام الخدمات الأساسية.
- 2. انهيار العملة : التلاعب بسعر صرف الريال اليمني أدى إلى تدهور القوة الشرائية، مما جعل حتى السلع الأساسية بعيدة عن متناول المواطنين.
- 3. إهمال الخدمات : انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وشح المياه، وانهيار النظام الصحي، كلها أدوات لزيادة معاناة الناس.
المظاهرات: صرخة شعب مُغتصَب
في مواجهة هذه السياسات القمعية، خرجت المظاهرات في عدن، لحج، أبين، والضالع، رافعة شعارات مثل #لا_تحالف_بعد_اليوم المتظاهرون يقطعون الطرق ويشعلون النيران في الإطارات، تعبيراً عن غضبهم من الفساد والإهمال. هذه الاحتجاجات ليست فقط مطالب بتحسين الخدمات، بل هي مقاومة شعبية ضد الاحتلال وسياساته القمعية.
الاحتلال: نهب الثروات وتدمير المستقبل
الاحتلال السعودي الإماراتي، بالتعاون مع ادواته، يعمل على تعزيز نفوذه من خلال نهب ثروات الجنوب. رئيس الحكومة اشترى قصراً في أمريكا، ووزراؤها مشغولون بزيادة أرصدتهم الخارجية، بينما الشعب يعاني من الفقر والجوع. هذه الممارسات تؤكد أن الاحتلال لا يهدف إلا إلى استنزاف ثروات الجنوب وإبقاء أبنائه تحت خط الفقر.
الخيار الوحيد: طرد المحتل
في ظل هذه الأوضاع، يبقى طرد المحتل الخيار الوحيد لإنقاذ المحافظات الجنوبية من الانهيار التام. الشعب اليمني في الجنوب أثبت مراراً أنه لن يركع للفساد والاحتلال، وأنه قادر على النضال حتى استعادة حقوقه المسلوبة.
خاتمة
المحافظات الجنوبية تعيش اليوم تحت وطأة احتلال مزدوج: عسكري واقتصادي. سياسة التجويع التي يمارسها المحتل ليست إلا أداة لإخضاع الشعب، لكن إرادة المقاومة تبقى أقوى من كل محاولات القمع. طرد المحتل واستعادة الثروات هو الطريق الوحيد لإنهاء معاناة أبناء المحافظات المحتلة.