السيد القائد لترامب: أيها الجاهل الأحمق لن يبيعك أهالي غزة الشرفاء وطنهم/ اليد على الزناد في حال نكث العدو في غزة أو لبنان
ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ، اليوم الثلاثاء، كلمة بمناسبة ذكرى خروج المارينز الأمريكي من العاصمة صنعاء في 11 فبراير 2015م، تحدث فيها عن الخروج المذل لأمريكا حينما تحرك الشعب اليمني وكذلك يجب أن تتحرك بقية الشعوب، كما تطرق السيد إلى المشروع الصهيوني والأمريكي وحديث ترمب عن شراء غزة وماذا يجب على الأمة تجاه هذه المخططات وكيف أفشل أهالي غزة المشروع الصهيوني وأنهم سيفشلون مشروع ترامب، مؤكدا في ذات الوقت على الجهوزية الفورية لإسناد غزة أو لبنان في حال تنصل العدو الإسرائيلي على الاتفاق.
أهل غزة سيفشلون مشروع ترمب
وتحدث السيد بسخرية عن حديث ترامب عزمه على شراء غزة قائلا: هل سيشتري ترامب قطاع غزة من أهلها الذين وقفوا وقفة ثابتة وتمسكوا بحقهم على مدى 15 شهرا من إبادة جماعية وعدوان لا نظير له في كل الدنيا؟. وأضاف مخاطبا ترامب: هل تتصور أيها الغبي الأحمق أن أهالي غزة الشرفاء بعد كل صمودهم الذي لا مثيل له والتضحية الكبيرة سيبيعونك وطنهم؟! ممن ستشتري غزة أيها الجاهل الأحمق الأرعن؟! تتعامل كتاجر في كل شيء وتتصور أن الآخرين يساومونك في كل شيء؟!.
وشدد السيد على أن الظروف مواتية لتوحد موقف العرب والمسلمين بعد أن وصل الأمريكي إلى هذا المستوى من الانكشاف والفضيحة وطلب المستحيل والظروف مواتية للعرب وللمسلمين وللفلسطينيين أن يتوحدوا في موقفهم ضد مساعي أمريكا لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة ومن الضفة ومن أي بقعة في فلسطين.
مؤكدا أن على الإسرائيلي أن يدرك أنه مهما كانت رهاناته على الأمريكي فلن يصل إلى تحقيق أهدافه إن اتجه إلى التصعيد. موضحا أن العدو الإسرائيلي يماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق وإن اتجه إلى التصعيد فسيقابله صمودٌ وثبات من الشعب الفلسطيني.
وأكد السيد أننا رأينا ثمرة الصمود والاعتماد على الله في موقف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بالرغم من الظروف الصعبة للغاية فرأس مال الشعب الفلسطيني في قطاع غزة كان الإيمان بالله وبقضيتهم والتمسك بحقوقهم المشروعة، فكانت النتيجة لصالحهم واليوم الثاني في قطاع غزة كان يوما للانتصار الفلسطيني، يوما حماسيا، ظهرت فيه كتائب القسام والفصائل الفلسطينية بكل شموخ وعزة.
التصعيد بالتصعيد
وكشف السيد أن العدو الإسرائيلي إن اتجه إلى التصعيد فسيقف أحرار الأمة مع الشعب الفلسطيني، ونحن مستمرون في موقفنا وأيدينا على الزناد وحاضرون للاتجاه الفوري للتصعيد ضد العدو الإسرائيلي إذا عاد للتصعيد على قطاع غزة
وقال السيد: إذا عاد كيان العدو للتصعيد، سيعودون إلى حالة وظروف وأجواء الحرب ومخاطرها في الوضع الأمني والعسكري وفي الوضع الاقتصادي نفسه مهما كان الدعم الأمريكي وليس من مصلحة المجرم نتنياهو أن يتجه إلى عدوان جديد ويتصور أن الأمور ستكون مريحة.
وجدد السيد القائد التأكيد على موقفنا الثابت المبدئي الإنساني والأخلاقي والديني في نصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه على كل المستويات عسكريا وسياسيا وإعلاميا وحاضرون حتى للتدخل العسكري في أي جولة تصعيد ضد غزة في أي وقت من الأوقات.
وفيما يتعلق بلبنان فأكد السيد القائد رفضنا المستمر لما يجري في لبنان ونؤكد على ثبات موقفنا مع إخوتنا في المقاومة الإسلامية في لبنان والشعب اللبناني. لافتا إلى أن الهدف الإسرائيلي من التمديد ومعه الأمريكي كان واضحا هو مواصلة العدوان في تدمير ما بقي في القرى اللبنانية من مساكن ومنازل وتجريف الأراضي الزراعية وإلا فليس هناك أصلا أي هدف أو عنوان يبرر الاستمرار في الاحتلال بجزء من لبنان.
وبشأن الموقف من العدو الإسرائيلي في لبنان فأكد السيد أننا إلى جانب إخوتنا في حزب الله ومع الشعب اللبناني وحاضرون في أي مرحلة تصعيد أو عدوان شامل على لبنان وسنقف وقفة كاملة على المستوى العسكري وغيره مع الشعب اللبناني وإخوتنا في المقاومة اللبنانية.
وقال السيد: ” من الله على يد حزب الله بالانتصارات الكبيرة في لبنان في مراحل متعددة بعد أن كان العدو الإسرائيلي قد وصل إلى بيروت، ثم هُزم وأُذل وطُرد، في لبنان، أتى تحرير عام 2000 بانتصار تاريخي إلهي عظيم لأن المقاومة وحاضنتها الشعبية حملت الإرادة والإيمان واتجهت بقوة فانهزم العدو الإسرائيلي أمامها فالعدو الإسرائيلي انهزم في 2006 هزيمة مذلة بكل ما تعنيه الكلمة، وكان يريد من خلال تلك المواجهة أن يقضي بشكل كامل على حزب الله ويخضع لبنان له وللأمريكي.
وأضاف: بكل وقاحة، يتحدث الأمريكيون عن اعتراضهم عن تمثيل حزب الله والمقاومة في الحكومة.
وأكد السيد القائد أن التحرك في مناصرة الشعب الفلسطيني لمحور القدس والجهاد والمقاومة كان متميز حيث وقفت جبهات الإسناد بشكل عملي في الوقت الذي انشغل فيه البعض بالإساءة إلى جبهات الإسناد، وساند العدو الإسرائيلي إعلاميا بشكل مكشوف وواضح. مؤكدا أن جبهات الإسناد دعمت الشعب الفلسطيني لأنها قوى متحررة من الهيمنة الأمريكية.
وأوضح أن موقف بلدنا رسميا وشعبيا ما كان ليكون بذلك المستوى الصادق والجاد في إسناده للشعب الفلسطيني لولا التوجه المتحرر من الهيمنة الأمريكية. لافتا إلى ان من جندوا أنفسهم لأدوات أمريكا في بلدنا لم يتخذوا أي موقف لنصرة غزة رغم سيطرة العدوان على ساحل البحر العربي وباب المندب.
وأكد أن أمريكا أتت لتساند العدو الإسرائيلي وأعلنت عدوانها على بلدنا لكن شعبنا بإرادته الإيمانية وتوجهه الإيماني ثبت على موقفه وبقي شعبنا العزيز على مدى 15 شهراً يخرج خروجا مليونيا أسبوعيا متمسكا بموقفه والعمليات مستمرة وحاملة الطائرات الأمريكية استُهدفت وهربت و رغم العدوان الأمريكي على بلدنا بكل الوسائل، بقي شعبنا صامدا ثابتا حاضرا حرا، لأنه يعتمد على الله . وأضاف: “ثابتون على موقفنا مهما كانت التحديات“.
اجماع أمام مشروع ترامب في غزة
وتطرق السيد إلى أن هناك إجماعا من جهة الفلسطينيين والأنظمة العربية وحتى عالمي على استهجان ورفض الموقف الأمريكي من تهجير الشعب الفلسطيني من غزة ، مؤكدا أن الموقف الأمريكي من تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة عدواني بشع مفضوح، ويعتبر فضيحة بكل ما تعنيه الكلمة فالأمريكي تكلم عن تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة ومن ثم يريد أن يحتله، ومن ثم طرح ترامب أنه يريد أن يشتري قطاع غزة وكأنه عقار للمساومة. مؤكدا أن النظرة الأمريكية استهتار بكل شيء، بالقوانين، بالأنظمة، بالمبادئ، بالقيم، بالأخلاق، ليس عنده أي اعتبار لأي شيء والأمريكي يهمه أجندته، مصالحه، وما يحقق أطماعه هو والإسرائيلي معا.
وشدد على أن المهم الآن هو الثبات على الموقف، بالنسبة للأنظمة العربية فموقفها المعلن تجاه مسألة التهجير من قطاع غزة موقف جيد لكن يجب أن تثبت عليه وعلى الأنظمة العربية ألا تساوم في موقفها أبدا وألا تقايض فيه باتجاهات أخرى عدائية ضد الشعب الفلسطيني وتضر بقضية الشعب الفلسطيني. مشيرا إلى أن الأسلوب الأمريكي والإسرائيلي هو أسلوب مخادع يطرح أحيانا سقفا أعلى ثم يدخل أيضا لمقايضات ومساومات على حساب القضية الفلسطينية كما أن الأسلوب الأمريكي يهدف إلى تحقيق مكاسب مرحلية لم ينجح في الوصول إليها.
وأكد وجوب أن يكون هناك حذر من الأساليب الأمريكية وأن يتجه الجميع للوقفة الصحيحة تجاه ما يطرحه الأمريكي وعندما تطلب أمريكا من الأنظمة التي تتعاون معها طلبا لا يستطاع فهذه فرصة لأن تتعلم أن تقول للأمريكي لا، وأن تخرج من بيت الطاعة الأمريكي وعلى كل أمتنا بمختلف بلدانها وأنظمتها وقواها أن تتعاون لتتفاهم في إطار الموقف الذي يرفض التوجه الأمريكي بمسألة تهجير الشعب الفلسطيني. كما يجب أن يمثل الموقف من الأمريكي فرصة لتعزيز التعاون وتقوية الالتقاء لأن يتحول إلى تعاون وتفاهم والتفاف جاد حول الموقف من الأمريكي فليس من مصلحة أحد أن يقبل بالموقف الأمريكي من مسألة تهجير الشعب الفلسطيني.
وقال السيد: الموقف الأمريكي يمثل فرصة للوعي بأن كل الخيارات الأخرى التي تطرحها الأنظمة العربية والزعماء العرب هي خيارات غير مجدية.
ولفت إلى أن إصرار العرب على أن يطرحوا دائما خيار حل الدولتين فهذا الخيار هو خيار القبول بأن يكون للفلسطينيين جزء ضئيل جدا من فلسطين وأن تصادر بقية فلسطين لصالح العدو الإسرائيلي. مؤكدا أن خيار “حل الدولتين” خيارا لا ينجح وليس مجديا، ولذلك ينبغي أن يغير العرب سياساتهم أولا تجاه المقاومة الفلسطينية والمجاهدين في فلسطين كما يجب أن تغير الأنظمة العربية سياستها السلبية تجاه المقاومة الفلسطينية وأن تحتضن المجاهدين في فلسطين ماديا وإعلاميا وسياسيا
وقال السيد: ليس في احتضان الأنظمة العربية للمجاهدين في فلسطين أي حرج، فهم يستندون إلى موقف شرعي وإسلامي وديني وإنساني وفق القانون الدولي. لافتا إلى خطورة الموقف الأمريكي الآن على الضفة فالعدو الإسرائيلي يرتكب الجرائم فيها ويعتدي في جنين وطولكرم وأماكن أخرى
وأكد وجوب أن يكون هناك موقف عربي وإسلامي ضاغط مما يفعله العدو الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة معا
وأضاف: يجب أن يكون هناك موقف قوي من السفير الأمريكي لدى العدو الإسرائيلي الذي يقول بأنه ستتحقق “نبوءات توراتية” في عهد إدارة ترامب فما صرح به السفير الأمريكي لدى الكيان يقصد به المشروع الصهيوني الذي يبشر الإسرائيليين بالسيطرة على الضفة ومصادرتها.
وتطرق السيد إلى موقف السلطة الفلسطينية وجهازها القمعي التي تتعاون للأسف مع العدو الإسرائيلي حتى في هذه الأيام وتواكبه في جنين وطولكرم وغيرها من اعتقالات وخطف وقتل وقال السيد: عندما تتعاون السلطة الفلسطينية بشكل مباشر مع العدو الإسرائيلي هل هناك أفق سياسي تأمل فيه؟ في ظل التوجه الأمريكي المعلن والمتنكر لكل الحقوق الفلسطينية؟. مؤكدا أن المفروض أن تغير السلطة الفلسطينية من توجهاتها السلبية، فالمرحلة هي مرحلة التوحد والتعاون من الجميع مهما كانت التباينات سابقا.
يجب توحد المسلمين
وأكد السيد أننا وأمام الغطرسة الأمريكية والعدوان الأمريكي والتنكر البشع والمستهجن من كل العالم يجب أن يكون هناك توحّد على المستوى الفلسطيني والعربي والإسلامي فالدول الأخرى على المستوى العالمي لن يرقى استهجانها للطرح الأمريكي إلى موقف عملي لأن هذه المهمة هي مهمة المسلمين وإذا كنا ننتظر من الصين أو من الأوروبيين أو من روسيا أن يقاتل ضد الإسرائيلي وضد الأمريكي من أجل فلسطيني فهذا وهم وسراب. لافتا إلى أن موقف الدول غير العربية والإسلامية قد يصل إلى مستوى متقدم لكن الموقف القوي هو في عهدة المسلمين والعرب ولذلك يجب أن يتوحد الجميع على المستوى الفلسطيني والعربي والإسلامي، وأن يكون لهم موقف حاسم تجاه التوجهات الأمريكية وبإمكان الجميع إذا استعانوا بالله ووحدوا موقفهم أن يُفشلوا التوجه الأمريكي.
ولفت إلى أن البعض يتصور أن أمريكا إذا أرادت شيئا فإنما تقول له كن فيكون ولا يمكن للأمريكي أن يفشل.
وشدد السيد على أننا في هذه المرحلة، وفي ظل الجنون الأمريكي والترامبي، يجب على المسلمين أن يتفاهموا ويتعاونوا ويلتقوا وتجتمع كلمتهم وأن يلتفوا جميعا حول موقف موحد ضد مساعي أمريكا و”إسرائيل” ومن يتصور أنه سيكسب الأمريكي فهو واهم . وأضاف مخاطبا المسلمين: الأمريكي يعتبر من لديه المال منكم ويقدم له المال يعتبره بقرة حلوبا، ومن لا مال له يريد أن يضحي بنفسه بروحه وبحياته وأن يقاتل مع الأمريكي كما أن الأمريكي يريد من بعض الأنظمة العربية أن تقاتل في سبيله بالنفس والمال من أجل خدمته هو والإسرائيلي.
وأضاف: على شعوبنا أن تكون واثقة بالله تعالى وأن تتجه الاتجاه الصحيح الذي يكفل لها حريتها وكرامتها الإنسانية ويحفظ لها حقوقها المشروعة وعلى شعوبنا أن تنظر النظرة الصحيحة تجاه الأمريكي، من هو؟ ما هي أهدافه؟ ما هي توجهاته؟ أنه عدو حقيقي لهذه الشعوب بأطماعه وبتبنيه للمشروع الصهيوني. ونقول لمن ينظرون إلى أمريكا أنها إذا أرادت للشيء أن يكون، نقول جربوا في الحد الأدنى أن تكفوا عن التورط معها اتركوا أمريكا لوحدها وانظروا كيف ستكون، فقد ظهرت ذليلة وهربت من اليمن في ثورة الـ 21 من سبتمبر
ولفت إلى أن ما يجب أن يستحضره جميع أبناء أمتنا هو أن تثق بوعد الله الحق بزوال الكيان الإسرائيلي المؤقت، كما أن علينا أن نكون مطمئنين في خياراتنا ومواقفنا الصحيحة تجاه العاقبة المحتومة للمتقين والوعد الإلهي بزوال الكيان المجرم وأن الخسارة في نهاية المطاف هي لليهود الصهاينة، وعاقبة من يواليهم الخسران والندم.
المشروع الصهيوني
وقال السيد: المشروع الصهيوني واضح في كل أدبياته، كتابات، كتب، مؤلفات، خطط، تصريحات، حقائق واضحة وليست مسألة ادعاء أو اتهامات والصهاينة يصرحون بسعيهم للسيطرة المباشرة والاحتلال المباشر على رقعة جغرافية كبيرة من هذه الأمة تحت عنوان “إسرائيل الكبرى”، و المشروع الصهيوني في أهدافه هو مشروع كبير وخطير جدا وصعب التنفيذ لأنه تدميري جدا ويستهدف أمة بأكملها، ولكن هم يعملون على تنفيذه من خلال مراحل.
وأضاف أن المشروع الصهيوني يريد من بقية البلدان أن تبعثر وتُجزأ وتكون خاضعة للسيطرة الأمريكية وفي وضعية من الضعف والبعثرة والشتات والغرق في الأزمات والتناحر تحت كل العناوين. لافتا إلى أن المواقع الجغرافية الأكثر مناسبة للقواعد العسكرية تكون لصالح الأمريكي والإسرائيلي وحتى الثروة البشرية بالشكل الذي تفيد الأمريكي والإسرائيلي فالعدو يسعى لسلب الأمة من كل ما هو معنوي من مبادئ وقيم، من كل الهدى الإلهي الذي يمكن أن يبنيها لتكون بمستوى المواجهة. مؤكدا أن الأعداء يستهدفون كل ما يمكن أن يبني هذه الأمة لتحظى برعاية من الله ونصره ولتكون في مستوى إعاقة المشروع الصهيوني وجزء كبير من نشاط الأعداء يستهدف الأمة على المستوى الثقافي والفكري على مستوى الإضلال والإفساد والتمييع الأخلاقي. مشددا على أن الأعداء يستهدفون أمتنا وخاصة الشباب بالحرب الناعمة ومن خلال نشر الفواحش والرذائل والمخدرات والخمور.
ولفت إلى أن الأمريكي يستخدم التعليم للإضلال ويخترق الإعلام للتأثير على الرأي العام لكي يحمل التصورات التي تخدمه.
وجدد التأكيد على أن التوجه الأمريكي يشكل خطورة على كل أمتنا بدون استثناء، وإن كانت الخطورة تستهدف بلدانا معينة بشكل أكبر، لكنه يؤجل استهداف البقية لمراحل قادمة. مضيفا أن المشروع الصهيوني تدميري وعدواني لا يمكن التأقلم معه، وسيخسر أي شعب يريد أن يتأقلم معه في دنياه وآخرته. ومن يريد أن يتأقلم مع المشروع الصهيوني سيخسر كرامته الإنسانية وعزته الإيمانية وستطمس هويته.
الأمريكي ينفذ المشروع الصهيوني
وأضاف: ” الكثير من أبناء أمتنا ينظرون إلى الأمريكي على أنه مختلف عن الإسرائيلي، والحقيقة أنهما وجهان لعملة واحدة في التوجه العدواني والمطامع.
ولفت إلى أن الأمريكيين يؤمنون بالمشروع الصهيوني، وفي الوقت نفسه هو يتأقلم مع أطماعهم وأهوائهم ورغباتهم الاستعمارية. مؤكدا أن كل السياسات التي تُبنى على نظرة غبية غير واقعية عن الأمريكي هي سياسات تخدم الأمريكي وتلك السياسات تفيد الأمريكي من جهتين، في استغلاله لبعض من الأنظمة والمكونات والقوى التي تحمل هذه النظرة الغبية، ثم تتجه لتتأقلم مع الأمريكي وتتعاون معه . لافتا إلى أن الأمريكي في تصوره أن من يتبنى سياسة الاسترضاء أنه يمكن أن يقفوا مع الأمريكي ويوالوه ويتحالفوا معه ويتجهوا بالعداء الشديد تجاه أبناء أمتهم.
وأضاف: “الأمريكي يستغل من يسترضونه ويعتبرهم سذجا وأغبياء، ويستغلهم إلى حين الاستغناء عنهم، وفي تلك المرحلة لن يرعى لهم أي جميل أبدا“. مؤكدا أن الأمريكي يستغل البعض من أبناء أمتنا وصولا إلى مرحلة الاستغناء عنهم.
وأكد أن هناك من أبناء أمتنا من راهنوا على الأمريكي وقبله البريطاني وخسروا في نهاية المطاف وهناك من الزعماء العرب من تعامل مع الأمريكي، وحين كانت المصلحة الأمريكية بالتخلص منهم فعلوا ذلك بكل سهولة فالأمريكيين يتخلون عمن يقف معهم والشواهد على ذلك كثيرة. مضيفا أن البعض من أبناء أمتنا يتجهون بسبب النظرة الغبية إلى أن يفتحوا للأمريكي كل الأبواب وأن يتوغل في كل المجالات.
وبيّن أن البعض من أبناء أمتنا يُمكِّنون الأمريكي من بلدانهم حتى يصل بهم في نهاية المطاف إلى الضياع بعد أن يسلبهم كل مقومات المناعة والتماسك والثبات ومن الإشكالية الكبيرة في واقع أمتنا أنها تفتح الباب أمام الاختراق الأمريكي لبلدانها وشعوبها ليعمل على تحويل بوصلة العداء عنه ويصل إلى أهدافه بسهولة.
التخاذل الإسلامي تجاه غزة
وشدد على أن فتح الأبواب أمام الأمريكي هي التي تعطي له إمكانية التأثير في داخل الأمة بشكل كبير.
كما أكد أن الأمريكي عندما يتخذ قرارا عدوانيا بالحظر الاقتصادي ضد أي بلد، نرى العرب يلتزمون به أشد من التزامهم بالقرآن مع الأسف فأي توجه أمريكي عدائي ضد بلد ما تتحرك وسائل الإعلام في العالم العربي ومعظم العالم الإسلامي معه، ولذلك تعطي فاعلية للتوجه الأمريكي.
وأكد أن الموقف في العالم العربي والإسلامي الذي تجلى من معركة طوفان الأقصى ما بين متواطئ ومتخاذل في معظمه ففي الوقت الذي اتجهت أمريكا بكل إمكاناتها إلى درجة المشاركة مع الإسرائيلي في الاستهداف للشعب الفلسطيني في غزة، المحيط العربي ظل يتفرج بدون أي موقف عملي جاد.
وأشار إلى أن النظام السعودي الذي استضاف قمما عدة لإصدار بيانات، انتهى الأمر ولم يتخذ إجراء بحظر أجوائه ومطاراته على الطيران الإسرائيلي، وهي خطوة كان بإمكانها أن يعملها فالنظام السعودي لم يتخذ أي اجراء بحظر اجوائه ومطاراته على الطيران الإسرائيلي وهي خطوة كان بإمكانه أن يعملها وسلطنة عمان عملت على ذلك ولكن النظام السعودي لم يتخذ حتى هذا الموقف ولم يمنع تدفق الصهاينة إلى بلاد الحرمين الشريفين ففي ذروة العدوان على غزة كانت المشاهد تظهر الصهاينة يرقصون في مواقع متفرقة من المملكة ، كما أن الرياض لم تلغي تصنيف حركات المقاومة الفلسطينية من قائمة “الإرهاب”، وأضاف: المعتقلون من حماس في السعودية ليس لهم أي ذنب، ولم يفعلوا بالنظام السعودي أي شيء، وإنما لموقفهم ضد العدو الإسرائيلي السعودية لم تتخذ حتى الخطوات البسيطة، لأن الأنظمة العربية لم تملك الإرادة لأن تتخذ أي موقف عملي وليس مجرد بيانات.
وأكد أن الأنظمة العربية لم تجرؤ أن تجتمع في موقف موحد، وتفرض إيصال الغذاء إلى الشعب الفلسطيني الذي يتضور جوعا في قطاع غزة فالأنظمة المطبعة الخائنة لأمتها لم تتراجع عن التطبيع، وهذا يعني أنها في موقع المتواطئ وآخرون من أبناء الأمة في موقع المتخاذل. مضيفا أن مواقف الأنظمة العربية تجاه فلسطين هي نتيجة للخضوع والتبعية، ومحاول الاسترضاء للسياسة الأمريكية.
الثورة الإسلامية في إيران مكسب للمسلمين
وتوجه السيد بالتهاني والمباركة لإخوتنا في الجمهورية الإسلامية في إيران قيادة وشعبا في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية. موضحا أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران كان مكسبا عظيما لشعبها المسلم ومكسبا كبيرا للقضية الفلسطينية فنظام الشاه في إيران كان عميلا واضحا لأمريكا و”إسرائيل”، وهذا تغير تماما بانتصار الثورة الإسلامية، حيث تحولت إيران إلى أكبر سند لفلسطين على مستوى الأمة.
وأوضح أن الثورة الإسلامية في إيران مكسب للعرب لأن أكبر تهديد على العرب هو العدو الإسرائيلي فالجمهورية الإسلامية في إيران لم تغير موقفها الداعم لفلسطين وسعت باستمرار إلى علاقات ودية وأخوية مع الدول العربية.
وأوضح أن أمريكا تسعى إلى أن يكون المنطق السائد في العالم العربي، هو اعتبار “إسرائيل” الصديق وإيران الخطر والعدو، وهذا منطق مخادع للعرب وعندما يستجيب البعض للمنطق الإسرائيلي والأمريكي باعتبار إيران هي العدو فهذا هو عين الغباء والسذاجة والضلال فإذا وصل الإنسان إلى أن يلتبس عليه الحال فلا يميز بين العدو والصديق، فهو أدنى من مستوى الحيوانات، لأن الحيوانات تميز بين أعدائها وأصدقائها.
وأشار إلى أن “إسرائيل” بقيت تتحدث عن إيران لفترة طويلة، ثم انتقل منطقها إلى آخرين من العرب، وهذا غباء رهيب جدا والبعض من منطلق العمالة. مؤكدا أن “إسرائيل” هي عدو هذه الأمة عدو العرب أولا، لأن خطرها على العرب يصل أولا وتريد احتلال بلدانهم، وعدو لإيران وعدو لكل المسلمين.
وأوضح أن الثورة الإسلامية في إيران انتصرت لأن الشعب الإيراني المسلم تحرك ويحمل إرادة الخلاص من الهيمنة الأمريكية من خلال الشاه الذي كان عمليا لأمريكا و”إسرائيل”.
ثورة 11 فبراير
ولفت السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى ذكرى ثورة الـ 11 من فبراير 2011 التي كانت ثورة شعبية خرج فيها الشعب اليمني لكن القوى الخارجية على رأسها أمريكا اتجهت لمحاولة السيطرة على الثورة والمصادرة لإرادة شعبنا اليمني. موضحا أن ما تعرضت الثورة لاختراق بركوب الموجة من أدوات الخارج إلا أن ثورة الـ 21 من سبتمبر صححت المسار.