أحزاب سياسية أم عصابات مجهولة؟
لقد أثبتت الأيام والوقائع أن احداث الاغتيالات اليومية والتفجيرات واستهداف الخدمات العامة, ومحاولة إيجاد بيئة للصراع الطائفي الذي لم يكن يعرفه اليمن ما هو إلا انعكاس للصراع السياسي بين نخب النظام السابق الجديد في محاولة للسيطرة والإستحواذ على السلطة والثروة وإيجاد نظام جديد شبيه بالنظام السابق وبنفس الأدوات التي أعتمد عليها في الإنفراد بالسلطة واللعب بالثروة ومقايضة السيادة مقابل البقاء في السلطة وشخصنتها فالأحداث تؤكد انه لم تعد هناك دولة بالمعنى الحقيقي بل مجموعة من العصابات تقود اليمن الى الهاوية عصابات, إغتيالات , وعصابات فساد, وعصابات اقتحام وتفجير السيارات المفخخة في مؤسسات الدولة, وعصابات قطع الطرقات, وعصابات تفجير ابراج الكهرباء وانابيب النفط, عصابات اختطاف حتى للنساء في الشوارع والطرقات, عصابات تستهدف الطلاب في المدارس والجامعات , عصابات من خارج الوطن تقدم لها اسلحة الجيش اليمني لتقاتل ابناء الوطن كما يحدث في دماج وفي كتاف وعمران وحرض وغيرها من المناطق, لقد حولوا هذا الوطن اشبه بشاه شاردة بين مخالب قطيع من الذئاب فلم يعد هناك ما يمكن ان يشعرنا بالأمان على مستقبلنا ومستقبل وطننا فالأحزاب السياسية تتصارع على كراسي السلطة وتوظف إمكانات الدولة لتحقيق مصالح حزبية ضيقة على حساب 21 مليون نسمة وكوادرنا العسكرية والاكاديمية والحقوقية والصحفية والسياسية التي تنشد الخير والحرية لهذا الوطن تغتال يوميا بدم بارد وكالعادة يأتي من يغطي على هذه الجرائم ويتستر على القتلة المتمركزين على قمة الهرم السلطوي في حكومة الوفاق.
لقد صار هاجس الموت في أي لحظة هو المسيطر على عقلية الانسان اليمني ولم يعد يشعر بالأمان حتى في سرير نومه, فأخبار الاغتيالات صارت هي من تدق مسامع اليمنيين في كل صباح وفي كل مساء وبشكل يومي لم يعد هناك متسع لسماع اخبار انجازات حكومة باسندوه من مشاريع التنمية الاقتصادية والصناعية والتعليمية وسير التحول الى دولة المساوة التي تقوم على المبادئ وأسس الدولة المدنية التي دغدغت احلامنا حيناً من الثورة حتى مات جرحانا على أرصفة جمهورية الهند بدون دواء أو علاج.
من أوصلنا الى هذا المستوى المهين من الانحطاط الأمني والاقتصادي ومن جعلنا عبرة الشعوب واضحوكة السخرة في هذا العالم؟؟ كيف سرقوا ثورتنا وسددوا اليها طلقات الكاتم للصوت القادم من بلاد الاتراك الذين لا زالت مقابر اليمن تشهد على وحشيتهم وعدوانيتهم؟ من سلم زمام امورنا لحزب لا يملك هدف ولا غاية سوى الكسب والفيد والاستحواذ على السلطة وكيف رضيت الأحزاب المنضوية تحت مسمى اللقاء المشترك ان تكون له المطية ويتربع على اكتافهم حزب ديني وقبلي قادم من رحم التطرف والأنانية, هل هي المصالح السياسية؟ وهل يجوز التضحية بمبادئ وأهداف لأحزاب عريقة كانت قطب المعارضة وطالما تفاخروا بها وبأنها هي جدار الحماية لهذا الوطن.
إن لم يكن هناك تفسير فالاحتمالات قابلة لان تكون صحيحة فبقاء المشترك مع حزب تؤكد الكثير من المعطيات على أرض الواقع ان قادته متورطون في الكثير من المشاكل التي يعاني منها الوطن سوى الأمنية أو الاقتصادية أو السياسية لم تعد شراكة سياسية بل تبعية سياسية رخصيه واستجداء مقيت.
منذ بداية عام 2013 وقعت الكثير من حوادث الإغتيالات وأُدخِلت الكثير من شحنات الأسلحة القادمة من تركيا رافق معها اختراق الطيران الامريكي لسيادة اليمن وقتل المئات من ابناء الوطن بدون أي وجه حق وإدخال المارينز الامريكي الى العاصمة اليمنية والسيطرة على قاعدة العند العسكرية ولم يكن لأحزاب المشترك أي دور يذكر اما حكومة الوفاق فقد كانت تسخر إمكانياتها في تذليل الصعوبات أمام العدو الأمريكي تحت شعار مخادع إسمه " الشراكة" بينما إعلامها غارق في انتقاد إيران مسهباً في الحديث عن اسلحة إيرانية لم يستطع ان يقدم اثباتات وانما هي نفس اسطوانة النظام السابق المشروخة التي يستخدمها منذ عشر سنوات وكانت بينما تكتفي بعض الاحزاب بتنديد باهت حتى في حوادث محاولات الاغتيال التي تعرض لها قادة في المشترك وظلت تعمل كظل لحزب الاصلاح الذي نشط بأخونة مؤسسات الدولة حتى أوصل البلاد الى هذا المستوى من الانفلات الأمني والانهيار الاقتصادي والاقتتال الطائفي وتبني عصابات قطع الطرقات والاغتيالات التي يقودها أعضاء منتمون الى هذا الحزب سوى من الجناح القبلي او العسكري او الديني.
إن على أحزاب اللقاء المشترك المنضوية مع حزب الاصلاح ان تفكر جيداً في الكثير من الخيارات فما بعد اقتحام وزارة الدفاع بتلك الطريقة وارتفاع مؤشر حوادث الاغتيالات الى مستوى قياسي أي مبرر للسكوت او الجمود أو الانتظار ويجب ان يقرروا مع من يكونوا اما مع الشعب وخياراته او مع الاصلاح وخياراته فان لم يكن لكم كلمة اليوم في وجه قادة العصابات الذين تعرفونهم جيداً فلن يكن لكم لا كلمة ولا مكان يوم غد بل قد صار من الواضح ان قادة احزاب المشترك من غير حزب الاصلاح هم المستهدفون في الأيام القادمة وما تعرض له الأمين العام للحزب الأشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان من محاولات اغتيالات اخرها قبل يومين الا دليل على انكم ليس سوى اطارات في قطار الاصلاح الذي سيرمي بكم في اقرب سلة مهملات عندما لم يعد بحاجتكم, لقد أثبتت شراكتكم العقيمة مع حزب الإصلاح أن الخيار الأمثل هو البقاء مع الشعب في الساحات وعدم الانجرار وراء مسميات فاشلة كالمبادرة الخليجية التي كنتم طرف فيها والتي فتحت اليمن على مصراعيه أمام التدخل الامريكي جواً وبحراً وبراً حتى ملئ اليمن بجنوده والاستيلاء على قاعدة العند العسكرية ومحاولة بناء معتقل شبيه بغوانتانامو على ارض اليمن وما ترافق مع وجودهم من أعمال إجرامية تقف ورائها مخابراتهم التي صارت تسيطر على كل صغيرة وكبيرة من القرار السياسي في اليمن وهاهم يمارسون نفس سيناريوا العراق وان لم يصل بعد الى الدرجة التي وصل اليها الوضع العراقي ولكن من خلال التقييم والمشاهدة فان اليمن مرشح لان يكون اسوء من العراق فعلى احزاب المشترك إن لم تكن طرفاً في إنقاذ الشعب اليمني من ويلات التطرف والمتطرفين فلا تبقى طرفاً بأيدي العابثين بهذا الوطن وبأرواح ابناءه.