لماذا انقلاب؟
كما هو معروف في الانقلابات العسكرية دائما تكون البداية من السيطرة على الجيش فاستهداف وزارة سيادية داخل العاصمة صنعاء تمثل الجيش وهي وزارة الدفاع إضافة إلى التواطؤ الذي حصل من الداخل من قبل قيادات وعناصر يقال أنه تم تجنيدهم مؤخرا ومحاولة السيطرة على مبانٍ مهمة مثل مبنى الدائرة المالية ومبنى فرع المعلومات إلى التكتيك المتبع في الاقتحام والترتيبات التي جرت حول محيط الوزارة في البيوت المجاورة يثبت بلا شك انه انقلاب عسكري
ولذلك تنبه الرئيس هادي لهذه المحاولة وذهابه فوراً ( مع أن العادة أن أي رئيس لا يدخل منطقة متوترة أو فيها حرب حفاظا على سلامته ) إلا أن ذهابه وقيادته للمعركة بنفسه كان إنقاذا له من الانقلاب عليه
ولو لا حظتم اجتماعه بالقيادات العسكرية وخلف كل قائد مرافق مسلح من مرافقي هادي بلباس مدني
لكن ما يثير التساؤل عدم تواجد على محسن في هذا الانتشار ؟
من ناحية أخرى فقد كان لهذا الانقلاب سيناريوهين الأول : نجاحه وبالتالي إسقاط هادي وصدور بيان ممن قام بالانقلاب
والثاني : الفشل ولذلك فتهمة القاعدة جاهزة لتبرير هذا الفشل وهذا ما حصل من تأخر بيان القاعدة بتبني الهجوم بعد يوم من الاشتباكات المستمرة
لقاء بن عمر بهادي وتضامن الرئيس السابق مع هادي هو دعم لهادي على محاولة الانقلاب بل إن الرئيس السابق يحاول من خلال هذا الحادثة استرجاع هادي إلى صفه وإعادة المياه بينهما إلى مجاريهما
أما موقف حزب الإصلاح فالملاحظ لوسائل إعلامه قبل فشل الانقلاب ظل يشن حملة إعلامية ضد أنصار الله تمهيداً لإلقاء التهمة عليهم وهذا ما حدث بعد فشل الانقلاب بإشاعة أن أنصار الله هم من قاموا بذلك بالتواطؤ مع النظام السابق إلا أن بيان القاعدة أتى ليثبت تخبطهم وارتباكهم بعد فشل الانقلاب
أما الموقف الأمريكي فهو المستفيد الأول في كلتا الحالتين سواءً نجح الانقلاب أو فشل فمن قام بالانقلاب إذا انتصر سيقدم خدمات مجانية للأمريكان والمجتمع الدولي للاعتراف به وفي حالة الفشل فسيكون مبرر للتدخل بحجة مساعدة الحكومة في ضبط الوضع الأمني ومكافحة الإرهاب وهذا ما لمسناه بعد الحادثة بساعات وقبل بيان القاعدة بتصريح مسئول أمريكي كبير لوكالة رويترز رفع حالة التأهب الإقليمي في صفوف الجيش الأمريكي
ومعنى ذلك أن اليمن ستشهد خطوات متقدمة من الاحتلال الأمريكي ستكشف عنها الأيام القادمة
وتبقى الحادثة تحمل ألغازا كثيرة بحاجة إلى فك شفراتها .