اليمن.. وتستمر الحكاية
بين كل عشية وضحاها تتجدد حكايات اليمن التعيس ولكنها حكايات ترسم بألوان بشعة , ألوان قلما استخدمها الملوّن وروى عنها الراوي وسردها المحدثون قديماً لم تعد هي تلك الحكايات التي يسردها أجدادنا القدماء عن اليمن السعيد والتي على إثرها يغص الجميع بالنوم ويبقى الجد متحدثاً إلى مالا نهاية .
هذا كان قديماً اليوم تتجدد الحكايات ولكن بأسلوب أختلف تماماً عم كان عليه قديماً فلا الجد يستطيع نظم القافية وإضافة الجوانب العاطفية لتحريك مشاعر العاطفة لدى أبنائه وأحفاده ولا الأحفاد ولا الأبناء غصوا بنومهم فالحكاية كلها مفاجآت وباللون الأحمر القاني .
نعم حكايات الجد عن رحلات قديمة وطول اليمن وعرضة كانت هي عنصر مؤثر في إسكان الأحفاد باعتباره ينقل صورة بيضاء ويرسم لوحة مليئة بالأمان في حالهم وترحالهم في جميع مناطق اليمن ولكنه اليوم وفي كل حكاياته إنما يعطي مقارنة ويمزجها بالعناصرالتي تميز كلا الموضوعين مستهلاً حديثه بالماضي لينفذ بعدها للحاضر في ضل تحفظ منه لكثير من مصطلحات والمواقف ومن زاوية ضيقة يذكر صفات الحاضر مع إيراد بعض العوامل التي كانت سبباً في ظهور هذا الواقع , وتبيين بعض الشخصيات والقبائل التي اختلف حديثها عن قديمها .
نعم إنه اليمن وتستمر الحكاية … وشتان مابين الأمس واليوم ففي الأمس كان الأمن والأمان في ضل غياب العنصر الذي بحضوره تحضر النقائض والأضداد ، وفي اليوم الخوف في كل مكان في ظل حضور العنصر الذي بحضوره تحضر كل جريمة وكل شيء قبيح ومنكر وفساد .
هذا العنصر لم يكن موجوداً في حكايات الأجداد ولم يحضر إلا حديثاً والتي صارت حكايات الأجداد لا تكاد تسرد قصة أو قضية إلا وتربط صفاتها السوداء به .
عنصر لا يتفاعل كغيره إلا ويحدث انفجاراً هنا أو انفجاراً هناك , اتخذ من اليمن معملاً لتجاربه ولكن باعتباره عنصراً غريباً ظهر مؤخراً فقد دمر كل المعمل وجعل عناصره الطبيعية تتفاعل مع بعضها البعض كما يتفاعل هو مع العناصر الأخرى في حيز من التفجيرات المدمرة , من يعملون على تصنيعه وتوريده " خبراء به " والضحية هي العناصر الأخرى .
إنه العنصر الأمريكي بخبرته وخبثه استطاع أن يضع عناصر أخرى نسخاً عنه تعمل عمله وتفي بغرضه في معمل اليمن التعيس .
لم يكن اليمن لوحده معمله فقد مر على دول عدة دول أهمها أفغانستان والعراق ولعل من يمتلك عقلاً يستطيع أن يرى شيء إلا أنه في اليمن وجد عناصر أخرى تطابقت معه وصارت تعمل عملاً موحداً في ظل قيادته , لا يريد إلا الإصلاح كما يدعي , وفعلاً فاز به وصار هذا الإصلاح بأجنحته الدينية والقبلية والعسكرية قرينه وصاحبه وعدته في كل مهمة وكرب . اليمن يعيش وضعاً لا يحسد عليه تفجيرات هنا , إغتيالات هناك , إختطافات لرجال ونساء قتل لنساء وأطفال وهذا كله يأتي في إطار الإصلاح الذي يريده العنصر الأمريكي الخبيث في دائرته .
يعيش اليمن على صفيح ساخن وعلى حافة الهاوية فعلاً , فلا أمن لا لرئيسه ولا لمرؤوسه لا لجيشه ولا لمواطنيه فالكل أصبح مستهدفاً , والكل قد رسمت في ظهره علامة التصويب , الحمراء .
نعم هناك أمل؟! الأمل لا يزال فهناك عناصر طبيعية لم تستورد ولم تُهجّن تسعى للتكاتف والتوحد مع بقية العناصر السليمة لإزاحة واستئصال العنصر الأمريكي الأجنبي الخبيث الذي أوصل اليمن مع إصلاحه الى هذا الوضع المخزي بالاعتصام بحبل الله المتين والتوكل عليه , هذا هو الأمل الباقي لهذه العناصر الحرة والشريفة , فببقاء هذا العنصر الخبيث يعني بقاء القتل والتدمير والتكفير والتفسيق وقطع الطرقات واستهداف الآمنيين وبترحيله وطرده تأمن اليمن , شعباً , وإنساناً …ولا نامت أعين الجبناء.