الحرب التجارية الصينية الأميركية تشتد مع بدء تطبيق الرسوم في بكين
موقع أنصار الله – متابعات – 10 رمضان 1446هـ
دخلت الرسوم الجمركية التي فرضتها بكين على بعض السلع الزراعية الأميركية ردا على قرار مماثل للرئيس دونالد ترامب على الواردات الصينية، حيز التنفيذ الاثنين، وسط تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
منذ عودته إلى “البيت الأبيض” في كانون الثاني/يناير، أعلن ترامب فرض مجموعة من الرسوم الجمركية على شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة، بينهم الصين وكندا والمكسيك، متهما البعض بالإخفاق في وقف الهجرة غير الشرعية والبعض الآخر في منع تهريب الفنتانيل القاتل.
وبعد فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 10 بالمئة على جميع السلع الصينية في أوائل شباط/فبراير، رفع ترامب النسبة إلى 20 بالمئة الأسبوع الماضي.
سارعت بكين للرد واتهمت وزارة ماليتها واشنطن بـ “تقويض” نظام التجارة المتعدد الأطراف وأعلنت عن تدابير جديدة من جانبها تدخل حيز التنفيذ الاثنين وتنص على فرض رسوم بنسبة 10 و15 بالمئة على العديد من المنتجات الزراعية الغذائية الأميركية.
وستفرض بموجبها الرسوم الأعلى على الدجاج والقمح والذرة والقطن. وستفرض على فول الصويا وحبوب السورغم ولحم الخنزير ولحوم البقر والمنتجات المائية والفواكه والخضروات ومنتجات الألبان الرسوم الأدنى قليلا.
ولن تطبق الرسوم على البضائع التي غادرت قبل العاشر من آذار/مارس شرط وصولها الصين بحلول 12 نيسان/أبريل.
ويقول محللون إن الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها بكين تسعى للإضرار بقاعدة ناخبي ترامب مع الحفاظ على مقدار من ضبط النفس الكافي للتوصل إلى اتفاق تجاري.
وتفاقم الرياح المعاكسة التجارية الصعوبات التي يواجهها القادة الصينيون الساعون حاليا إلى إرساء استقرار في اقتصاد البلاد المتذبذب.
ومن بين القضايا التي تواجه أصحاب القرار تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي وأزمة دين مطولة في قطاع العقارات الضخم، وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب.
ويقول المحللون إن صادرات الصين التي سجلت العام الماضي مستويات قياسية مرتفعة، قد لا توفر شريان الحياة الاقتصادي الذي تحتاجه بكين مع تكثيف حربها التجارية مع واشنطن.
– معقدة –
ويقول خبراء إن التأثيرات الإجمالية للموجة الأخيرة من الرسوم الجمركية لم تُلاحَظ بالكامل بعد رغم أن المؤشرات الأولية تدل على انخفاض الشحنات.
وأظهرت بيانات رسمية الجمعة أن صادرات الصين سجلت نموا بنسبة 2,3 بالمئة على أساس سنوي خلال الشهرين الأولين من 2025، وهو أقل من التوقعات وأقل بكثير عن النمو بنسبة 10,7 بالمئة المسجل في كانون الأول/ديسمبر.
وكتب تشيوي تشانغ، رئيس وكبير الاقتصاديين في شركة بين بوينت آسيت مانجمنت لإدارة صناديق التحوط أنه “فيما تواجه الصادرات مخاطر التراجع مع اقتراب حرب تجارية، يتعين على السياسة المالية أن تصبح أكثر استباقية”.
وجاءت أحدث بيانات التجارة على هامش اجتماع المؤتمر السياسي الشعبي الصيني الاستشاري والدورة السنوية لمجلس الشعب وهما أكبر تجمعين سياسيين سنويين في البلاد.
وكشف رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في كلمة أمام مجلس الشعب الأربعاء، عن استراتيجية الحكومة الاقتصادية لعام 2025، مشيرا إلى “بيئة خارجية معقدة بشكل متزايد”.
وحدد لي هدفا للنمو السنوي يبلغ “حوالى 5%”، وهو مماثل لمعدل 2024.
لكن العديد من خبراء الاقتصاد يرون أن هذا الهدف يبدو طموحا في ضوء الصعوبات التي تواجهها الصين على المستوى الاقتصادي.
وقال جوليان إيفانز بريتشارد من “كابيتال إيكونوميكس” إنه “إذا بدأ الإنفاق المالي في الارتفاع مرة أخرى قريبا، فإن ذلك قد يعوض التأثير القصير الأجل للرسوم الجمركية على النمو”.
وأضاف “غير أنه ونظرا للرياح المعاكسة… فإننا لسنا مقتنعين بعد بأن الدعم المالي سيكون كافياً لتحقيق أكثر من مجرد دفعة قصيرة الأجل”.