تصعيد صهيوني غير مسبوق على طولكرم وجنين
موقع أنصار الله – متابعات – 12 رمضان 1446هـ
وسط تصعيد عسكري غير مسبوق، شمل تعزيزات مكثّفة، وحصارًا مشدّدًا، واقتحامات واسعة للمنازل، تخلّلها اعتقالات، ونزوح قسري للمواطنين تحت تهديد السلاح، يُواصل “جيش” العدو الصهيوني عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ45 على التوالي، حيث يشهد المخيم دمارًا شاملًا طال البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية التي تعرّضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب.
وذكرت مصادر فلسطينية أنّ قوات العدو أجبرت، صباح اليوم الأربعاء، عدّة عائلات في حارة جبل النصر بمخيم نور شمس على مغادرة منازلها بالقوة بعد مداهمتها، وسط إطلاق نار مكثف لترويع السكان، كما حوّلت قوات الاحتلال عدة منازل أخرى في المخيم إلى ثكنات عسكرية.
وتُواصل قوات العدو الصهيوني حملات الدهم والتفتيش لمنازل الأهالي، حيث تعرض العديد منهم للضرب والتنكيل على أيدي جنود العدو. ونُشرت الدوريات الراجلة في محيط المخيم، في حين قامت جرّافاتها بتجريف آخر لشارع نابلس المُحاذي لمدخله، وتدمير البنية التحتية وممتلكات المواطنين.
كما عزّزت قوات العدو بآلياتها وجرافاتها الثقيلة، من وجودها العسكري أمام المنازل التي تستولي عليها في شارع نابلس الذي يربط بين مخيمي طولكرم ونور شمس، وتحوّلها لثكنات عسكرية، وأقامت حواجز متنقلة لتقييد حركة تنقل المواطنين، وتطارد القوات المواطنين ممّن حاولوا الوصول إلى منازلهم، وأجبرتهم على خلع ملابسهم، والتنكيل بهم، تحت تهديد السلاح.
واقتحمت آليات العدو الصهيوني ساحة النادي الثقافي الرياضي في الحي الشمالي للمدينة، والذي يؤوي نازحين من مخيمي طولكرم ونور شمس، وتمركزت على بوابته ومحيطه، دون أن يُبلّغ عن اعتقالات.
وتشكو عائلات نازحة من مخيم طولكرم، من الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها في شهر رمضان بعد أن أخرجها الاحتلال من منازلها قسرًا، إضافة إلى المعاناة في توفير احتياجاتها والظروف المعيشية الصعبة.
وشهد مخيم طولكرم وجودًا مكثّفًا للآليات العسكرية وفرق المشاة، والتي أقدمت، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، على حرق منازل في منطقة دبة أم جوهر في حارة البلاونة، مع سماع دوي انفجارات، وأفاد شهود عيان بأنّ جنود الاحتلال يقومون بسرقة محال تجارية في مخيم طولكرم، بعد تجريف أبوابها، وتخريب محتوياتها.
كما ذكرت مصادر فلسطينية أن قوات العدو الصهيوني اعتقلت أحمد رأفت علي زايط من شويكة، ومهاب العطار من عزبة الجراد، وعبد الرحمن عودة من ضاحية ذنابة، بعد مداهمة منازلهم وتخريب محتوياتها.
وأسفر العدوان المتواصل على المدينة والمخيمات حتى اللحظة عن استشهاد 13 مواطنًا، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 9 آلاف شخص من مخيم نور شمس، و12 ألف شخص من مخيم طولكرم.
مدينة جنين ومخيّمها
ويُصعّد “جيش” العدو الصهيوني عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ51 على التوالي، وسط عمليات تدمير وتجريف في قباطية واقتحام في عرابة، واعتقالات واسعة في عموم جنين.
وأشارت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين في بيان، الأربعاء، إلى أنّ قوات العدو دمّرت، فجر اليوم، البنية التحتية في بلدة قباطية جنوب جنين، وطاولت شوارع البلدة حتى منطقة دوار القدس، وشارع المقاهي، وخط المياه الرئيس المغذي للبلدة، كما جرفت عددًا من بسطات المواطنين.
كذلك، دفع العدو الصهيوني بتعزيزات عسكرية إلى بلدة قباطية، وداهم منازل عدد من المواطنين وفتشها، وسط اندلاع مواجهات.
ولفتت اللجنة إلى أنّ بلدة عرابة جنوب غرب جنين، شهدت اقتحامًا واسعًا لقوات العدو، ونفّذت خلاله اعتقالات جماعية وتحقيقات ميدانية، وطاولت الاعتقالات عشرات الشبان في عموم مناطق جنين.
وأضافت أنّه “وبالتزامن مع العدوان الصهيوني حاصرت أجهزة السلطة منزلًا في بلدة سيلة الظهر بجنين، ولاحقت مجموعة من المقاومين واعتقلت اثنين منهم”.
وأكّدت أنّه لليوم الـ12 من شهر رمضان المبارك، يقضي نحو 20 ألف نازح من مخيم جنين في مراكز الإيواء وخارج منازلهم في أوضاع إنسانية صعبة.
وأفادت اللجنة بأنّه منذ بداية العدوان المستمر على جنين ومخيمها منذ 51 يومًا، استُشهد 36 مواطنًا، اثنان منهم برصاص أجهزة أمن السلطة.