حماقة أمريكية جديدة في اليمن.. المجرم ترامب يلعبُ بالنار

|| صحافة ||

بدأت الولايات المتحدة الأمريكية حماقة جديدة في اليمن، من خلال تنفيذ غارات عدوانية على العاصمة صنعاء وذمار وصعدة والبيضاء بشكل مفاجئ؛ ما أَدَّى إلى استشهاد أكثر من 31 مدنيين والإصابات بالعشرات.

يعتقد ترامب أن إدارتَه ستركّع اليمن، وستجبره على رفع الراية البيضاء، لكنه سلوك خاطئ، وسيدفع من خلاله ثمنًا فادحًا، وذلك لعدة عوامل، من أبرزها أولًا قدرة الشعب اليمني على الصمود، فلديه تجربةٌ ناجعة في هذا الشأن، حَيثُ استطاع الصمود والصبر على غارات عدوانية سعوديّة أمريكية سابقة ولمدة 10 سنوات دون أن يتعرض للهزيمة أَو الانكسار.

وفي تجربة سابقة مع معركة “طوفان الأقصى” استمر العدوان الأمريكي البريطاني لمدة عام، يوجه ضربات، وغارات عدوانية على اليمن، لكنه انتهى بالفشل والإخفاق الأمريكي، وهروب حاملات الطائرات الأمريكية من البحر الأحمر.

الآن، تعود أمريكا من جديد إلى الساحة، وفي جعبتها الكثير من التهديدات، لتفتتح أولى غاراتها بارتكاب جريمة ضد المدنيين في العاصمة صنعاء، ولتعلن بلسان ترامب عن تهديد واضح وصريح بارتكاب المزيد من الجرائم ضد المدنيين، وإنزال العقوبة القاسية على شعب الإيمان والحكمة.

ويمكن القول إن إدارة ترامب، لن تفلح في تحقيق أية نتيجة في اليمن، بل على العكس من ذلك؛ فهي تعطي الشعب اليمني فرصة للثأر والانتقام من الأمريكيين الذين ارتكبوا أبشع الجرائم خلال السنوات الماضية، والوضع اليمني الآن متغير جِـدًّا عن السابق، فالبحر الأحمر الذي تقلع منه حاملات الطائرات الأمريكية بات تحت السيطرة اليمنية، ولذلك فَــإنَّ الساعات المقبلة ستشهد عمليات يمنية قوية، لن تنجوَ منها الحاملة هاري ترومان، التي تعرضت في معركة “طوفان الأقصى” لضربات متتالية أجبرتها على الهروب والتقهقر.

 

ما الذي يمتلكه ترامب لهزيمة اليمنيين؟

ليست لديه أدوات مغايرة، فالرئيس الأمريكي السابق بايدين، قد لجأ إلى جميع الخيارات الصعبة في تعامله مع اليمنيين، ومع ذلك فشل وأخفق، والقطع الحربية والسفن الأمريكية تعرضت للغرق، وللقصف، وللهروب، وَإذَا كان ترامب يعتقد أنه يمتلك مفاتيح سحرية لهزيمة اليمنيين، فهو واهم، وعلى الباغي تدور الدوائر.

يعرف الجميع أن قرار اليمن بحظر الملاحة في البحر الأحمر، كان مخصصًا ضد السفن الإسرائيلية فقط، وهو قرار مشروط بإدخَال المساعدات إلى قطاع غزة، وبالفعل كان القرار ورقة ضغط قوية مارستها حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية أثناء التفاوض مع الأمريكيين والإسرائيليين، لكن الأمريكي أراد من خلال هذه الغارات أن يوصل رسالة لحماس بأن الورقة التي يراهنون عليه خاسرة، ولهذا جاء بالغارات وبالتهديد بالمزيد من قصف اليمن.

لا أعتقد أن القوات المسلحة ستصمُتُ كَثيرًا على هذا العدوان الهمجي، والبحر الأحمر لن يكون إلا ساحةَ جحيم على الأمريكيين أنفسهم، وسيكتوون بالنيران اليمنية التي لن ترحمهم.

سيضطر ترامب في نهاية المطاف للتراجع، وهذا دأبُه، وهو يتراجعُ في مِلفات كثيرة، وَإذَا كان يعتقد بأن اليمن سينصاع، فهذا غير وارد، وسيدرك أنه عصيٌّ على الانكسار ولا يعرف الهزيمة أمام المعتدين.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا