سنرجع إلى علي باعتباره قرين القرآن ولن نتأثر بالإرهاب الثقافي
موقع أنصار الله | من هدي القرآن الكريم |
ماذا يفيدنا هذا بالنسبة لنا؟ بالنسبة لنا؟ بالنسبة لنا سنرجع إلى نفس الحديث: ((علي مع القرآن، والقرآن مع علي)) وسنظل مع علي أينما كان، نظل مع منهجية علي أينما كان حتى وإن كان قد أُُقصيَ، نحن لا نلتفت إلى الكراسي، إلى العروش، إلى القصور، فمن وجدناه في سُدَّة الحكم قلنا: ذلك أمير المؤمنين، من وجدناه في قصر الخلافة قلنا: ذلك خليفة رسول رب العالمين.لا.
أمير المؤمنين، خليفة رسول رب العالمين، قرين القرآن هو ذلك الرجل, الإمام علي (عليه السلام) يوم أُقصِي, ويوم عاش سنين طويلة يعيش مرارة الألم وهو يرى هذه الأمة يبدأ الانحراف يأكل قِيَمها، يأكل عظمة مبادئها، ثم في الأخير نراه يسقط شهيداً في محراب عبادته.
لنقول لأنفسنا مهما طَبّل الآخرون فقالوا أولئك: [الصّديق، الفاروق، ذي النورين، كاتب الوحي] عناوين من هذه، ألقاب ضخمة من هذه, لا نغتر بها أبداً؛ لأن كل هؤلاء [صديقهم، فاروقهم، أنوارهم, وكاتب الوحي] – كما يقولون – نحن لا نشك جميعاً أنهم كلهم أقصوا علياً، وأنهم سمعوا جميعاً أن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) قال: ((علي مع القرآن، والقرآن مع علي)) ((علي مع الحق، والحق مع علي)) ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)) ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه)) ((لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)).
أحاديث كثيرة من هذا القبيل سمعوها, وعلموها, وسمعناها نحن من بعدهم، وسمعها أيضاً أشياعهم من بعدهم, أولئك الذين قدموهم من بعد [السلف الصالح] أطلقوا على أولئك هذا اللقب الكبير: [السلف الصالح] [نتمسك بسيرة السلف الصالح] [بمنهجية السلف الصالح]!.
لقد رسم الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) القدوة لنا، والعَلَم لنا، والسلف الصالح لنا في هذه الأحاديث التي يعرفها الناس جميعا, يعرفها علماء المسلمين، يعرفها المحدثون، يعرفها الكثير من المثقفين، ولربما يسمعها الكثير أيضاً من عامة الناس في كل زمان ومكان.
إذاً سنرجع إلى علي باعتباره قرين القرآن، ولا يمكن بحال أن نتأثر بتلك الضجة الإعلامية, وبذلك الإرهاب الثقافي الذي يفرضه الآخرون؛ لأننا نجدهم هم, ونجد أنفسنا أيضاً لو استجبنا لهم سنصطدم بمثل هذه الأحاديث، سنصطدم بالقرآن، نصطدم بالرسول، نصطدم بالواقع أيضاً, نصطدم بالواقع.
فعندما نرى عليا (صلوات الله عليه), نرى فيه المنهجية التي سار عليها رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، نرى فيه القرآن الناطق كما قال هو عن نفسه.
إذاً فلنستنطق علياً فيما يتعلق بقضايانا، الأحداث التي مر بها علي، المواقف التي سار عليها علي، التوجيهات التي أطلقها الإمام علي, فيما يتعلق بتصحيح عقائدنا، فيما يتعلق بترسيخ إيماننا، ترسيخ القيم والمبادئ الإسلامية التي جاء بها كتابنا, ورسولنا (صلوات الله عليه وعلى آله).
دروس من هدي القرآن الكريم
ذكرى استشهاد الإمام علي “ع”
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 19 رمضان 1423هـ