منصة دفاعية أمريكية: هل باتت حقبة التفوق الأمريكي في الأجواء على وشك الانتهاء؟
كشف تقرير صادر عن منصة 1945 المتخصصة في شؤون الدفاع والأمن أن البحرية الأمريكية تواجه أزمة حقيقية في قدراتها الجوية، حيث بات اعتمادها المستمر على مقاتلات F/A-18 سوبر هورنت يشكل نقطة ضعف استراتيجية في ظل التطور المتسارع للأنظمة الدفاعية والهجومية لدى خصومها.
وقال كريس أوزبورن، محرر الشؤون العسكرية في الموقع، في مقاله بعنوان “البحرية الأمريكية ليست قوة عظمى بدون طائرة بوينج إف/إيه-18 هورنت”، إن هذه الطائرة، التي كانت لعقود العمود الفقري للقوة الجوية للبحرية الأمريكية، لم تعد تلبي متطلبات القتال الحديث. وأوضح أن الطائرة، التي حلّقت لأول مرة عام 1978، كان يفترض أن تخدم 6000 ساعة طيران فقط، لكن البحرية الأمريكية، بسبب الحاجة المستمرة لها، عمدت إلى تمديد عمرها الافتراضي إلى 8000 ساعة ثم إلى أكثر من 10000 ساعة، ومع ذلك، لا تزال تعاني من مشكلات جوهرية في قدرتها على مواجهة التهديدات المتقدمة.
وأشار أوزبورن إلى أن البحرية الأمريكية اضطرت لإجراء سلسلة من الترقيات والتعديلات على F/A-18 في محاولة لإبقائها ضمن الخدمة، حيث تم إضافة خزانات وقود متوافقة لزيادة مدى الطائرة، كما تم تطوير أنظمة استهداف متقدمة مثل البحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء (IRST)، مما منحها قدرة أفضل على مواجهة الطائرات الحديثة والتعامل مع التهديدات الإلكترونية. وأضاف أن قمرة القيادة خضعت لتعديلات شاملة، كما جرت تحسينات على برمجيات الطائرة، مع إدخال تعديلات على الهيكل لتقليل بصمتها الرادارية، إلا أن كل هذه التعديلات لم تغير حقيقة أن الطائرة باتت متقادمة في عصر الطائرات الشبحية.
وأضاف أن المشكلة الأساسية التي تواجه F/A-18 هي أن هيكلها لم يكن مصممًا ليخدم لهذه المدة الطويلة، مما جعلها أقل كفاءة وأعلى تكلفة تشغيلية مقارنة بالمقاتلات الحديثة. وأشار إلى أن الأنظمة الدفاعية المتقدمة مثل S-400 وS-500 الروسية والطائرات الصينية J-20، باتت تشكل تهديدًا حقيقيًا للمقاتلة الأمريكية، التي لم تعد قادرة على العمل بفعالية في أجواء مليئة بالأنظمة المتطورة للرصد والاستهداف.
وأوضح الكاتب أن البحرية الأمريكية كانت تعوّل على طائرات الجيل الخامس F-35C لتكون البديل الأمثل لـF/A-18، لكن التأخير في الإنتاج والتكلفة الباهظة للطائرة الجديدة جعلت البحرية الأمريكية مضطرة للاستمرار في استخدام هورنت، رغم عيوبها المتزايدة.
مشيرا إلى أن البحرية الأمريكية تعتمد بشكل متزايد على F/A-18 في المناطق الساخنة، مثل البحر الأحمر والمحيط الهادئ، حيث يتم استخدامها في اعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ الحوثية، وتنفيذ مهام استطلاع واستهداف خلال المواجهات البحرية. لكنه أضاف أن هذه العمليات تكشف مدى محدودية قدرات الطائرة أمام التحديات المتطورة، خاصة مع تزايد استخدام تقنيات التشويش والحرب الإلكترونية لدى الخصوم.
وقال أوزبورن أن البحرية حاولت معالجة بعض المشكلات عبر نظام “السجادة السحرية”، الذي يهدف إلى تسهيل عمليات الهبوط على حاملات الطائرات، لكنه شدد على أن هذه الحلول لا تغير الواقع الأساسي، وهو أن البحرية الأمريكية تعتمد على طائرة أصبحت قديمة وغير مناسبة لمعارك المستقبل.
واختتم أوزبورن مقاله بالتساؤل: إلى متى ستتمكن البحرية الأمريكية من التغطية على ضعفها الجوي؟ وهل باتت حقبة التفوق الأمريكي في الأجواء على وشك الانتهاء؟