حربُ الأدمغة تشتعل، وباتريوت باك 3 الحديثة خارج الخدمة!
موقع أنصار الله ||مقالات ||علي المحطوري
بعد ثلاثة أيام من الضربة الصاروخية التي طالت مطارَ أبها الإقليمي في خميس امشيط بعسير في الـ15 من الشهر الحالي، أعلنت القُـوَّة الصاروخية قصفَ محطة الشقيِّق التي تزود مناطقَ عدة في جيزان وعسير بالكهرباء.
وأكدت القُـوَّة الصاروخية أن كلتا الضربتين أصابت هدفها بدقة بالغة، في تطور نوعي تضعُه القُـوَّة الصاروخية في سياق حرب الأدمغة الموازية للحرب العسكرية المندلعة بين اليمن ورباعية العدوان + إسرائيل.
ونقلت قناة المسيرة عن مصدرٍ في القُـوَّة الصاروخية أن التطور الصاروخي يتمثّل في أوجه عدة، أولها دقة الإصابة بما لا يقارن عن السابق حيث تم تقليل نسبة الخطأ إلى أدنى ما يمكن.
ثانياً: أنه وبعد ضربتَي أبها والشقيِّق تؤكد القُـوَّة الصاروخية اليمنية بأنه تم تحييدُ الجيل الثالث من منظومة باتريوت باك3، وهي أحدث أجيال الأسلحة الاعتراضية الأمريكية، وقد تم تزويدُ السعودية بها خلال العام الماضي 2016، ضمن صفقة أعلن التفاوض عنها بعد شهر من ضربة صافر الشهيرة بمأرب في 4 أيلول سبتمبر 2015م.
وتتميز منظومةُ باك3 بإطلاق 16 صاروخ باتريوت بالمقارنة سابقاً مع إطلاق أربعة صواريخ من منظومة الباك2. كما يستطيع رادار باك 3 تتبُّع مسار 100 صاروخ في نفس الوقت، والتحكم في مسار 9 صواريخ باتريوت أيضاً.
وهي في الخدمة في الولايات المتحدة وهولندا وألمانيا واليابان وتايوان ودولة الإمَارَات، كما تسعى قطر إلى امتلاكها.
وبالنظر إلى ما واجه القُـوَّة الصاروخية اليمنية من تحدٍّ خلال الفترة الماضية، وبما تم إنجازُه بضربتَي أبها والشقيق يقول المصدر بأن القُـوَّةَ الصاروخيةَ تمكنت وفي فترة وجيزة وفي ظروفٍ بالغة التعقيد وبعقول وطنية من تعديل ميزان الردع لصالحها بعد أن كان لصالح العدو، وهو ما يفسحُ المجال للصاروخية لأن توسع من نطاق أَهْـدَافها، ويسرع من تكثيفها الضربات.
وكان من الملاحَظ ردة فعل العدو بالتحليق الهستيري فوقَ أجواء صنعاءَ، وقصف عنيف على صعدة وذلك عقب ضربة محطة الشقيق في جيزان.
وعن سؤال لقناة المسيرة عن طبيعة المرحلة المقبلة بعد إسقاط حائط الصد لدى العدو، أجاب المصدرُ بأن قادمَ الأيام والأسابيع كفيلٌ بالإجابة، متوعدا العدو بمفاجآت لم يكن يتوقعها.
وعن تأثير الضربة الصاروخية التي طالت مطار أبها الإقليمي في 15 الشهر، فقد تجاوز الجانب العسكري إلى الجانب السياسي، إذ عُقد في اليوم التالي الخميس 16 فبراير اجتماعٌ غير مقرر من قِبل لرباعية العدوان في مدينة بون الألمانية على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، ومن مخرجاته تصعيد معركة الساحل الغربي باتجاه الحديدة، وقد أثار الاجتماعُ حنَقَ الألمان؛ كونه جاء خارجاً عن جدول الأعمال المتفق عليه.
وبعد اجتماع بون طار وزيرُ الحرب الأمريكي جيمس ماتيس المعروف بـ “الكلب المسعور” يوم السبت 18 فبراير إلى الإمَارَات، حيث استقبله ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وكان يتواجدُ على أرض الإمَارَات الرئيسُ السوداني عمر البشير، في حراك معاد يستهدفُ أولاً المنطقة المتورطة فيها الإمَارَات وهي اليمن، وما ذكرته رويترز أن “مسؤولين أمريكيين لم يكشفوا عن تفاصيل جدول أعمال الزيارة” ليس إلا محاولة تضليل غير موفقة، كما أن استقبالَ بن زايد رئيس شركة رايثون الأمريكية المتخصّصة في أنظمة الدفاع يبين طبيعةَ الضغط الذي تقع فيه دول العدوان على اليمن، وخشيتها من تعاظُم العقبات التي تواجه عملياتها العسكرية العدوانية.
ومن المفيد التذكيرُ بأن ما أشاعه وزيرُ خارجية السعودية عادل الجبير خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن في بون الألمانية يوم الأحد 19 الشهر – حين بشّر بحسْمِ “المشكلة اليمنية” خلال العام الجاري لا يعدو عن كونه بيعَ أوهام درَجَ عليها آلُ سعود في قضايا إقليمية أخرى كسوريا بتكرار وضع مواعيد رحيل الأسد، لتنقضيَ ست سنوات والأسدُ باقٍ ويتمدد، بينما يكتفي آلُ سعود بتفجير قنابل دُخانية تغطي هزائمَ تلاحِقُهم على كُلّ صعيد.