الشيخ نعيم قاسم: سنعود إلى خيارات أخرى إذا لم يلتزم كيان العدو بالاتفاق

موقع أنصار الله – بيروت – 29 رمضان 1446هـ

حذّر الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، من أنّ “لكلّ شيء حداً، وأنّ حزب الله إذا كان صبر، فمن أجل إعطاء الفرصة”، مهدداً بأنّ المقاومة “لن يكون أمامها إلا أن تعود إلى خيارات أخرى، إذا لم تلتزم كيان العدو بالاتفاق نهائياً، وإن لم تتمكن ‏الدولة اللبنانية من القيام بالنتيجة المطلوبة، على المستوى السياسي”.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة يوم القدس العالمي، اليوم السبت، قال الشيخ قاسم إنّ “الوقت ما زال يسمح بالمعالجة، سياسياً ودبلوماسياً”، مشدداً على “وجوب وضع حدّ للعدوان الإسرائيلي”، إذ “لا يمكن قبول معادلة، يستبيح عبرها الاحتلال لبنان، ويسرح ويمرح (فيه) ساعة يشاء”، مؤكداً وجوب أن تتصدى الدولة اللبنانية للعدوان.
وأضاف أنّه “لا يمكن أن نقبل التطبيع والمسارات السياسية، التي يريد الاحتلال الإسرائيلي أن يأخذ عبرها ما لم يحصل عليه في الحرب”، مشيراً إلى أنّ “أركان الدولة اللبنانية في مسار رفض التطبيع”.
وأكد، في هذا الإطار، أنّ مسؤولية الدولة اللبنانية تتمثّل بوقف العدوان، وإزالة الاحتلال، والتفتيش عن الأساليب لإنهائه، والخروج من الدائرة الدبلوماسية لمواجهته، مشدداً على أنّ المقاومة “لن تسمح لأحد بأن يسلبها قوتها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف أنّ حزب الله “التزم الاتفاق بصورة كاملة، ولم يكن لديه وجود مسلّح في جنوبي الليطاني”، في حين أنّ “إسرائيل لم تنسحب، وتجاوز عدوانها كل حدّ، وتبريراتها بلا معنى”.
وأكد الأمين العام لحزب الله وجوب أن ينسحب العدو من لبنان، من دون قيد أو شرط، مضيفاً أنّ “إسرائيل لن تأخذ عبر الضغط، أو من خلال احتلالها النقاط الـ5، ولا من خلال جرائمها، ما تريده، مع وجود المقاومة”.
وتابع أنّ الانتصار يتمثّل بأن “تستمرّ المقاومة، وألا يحقق العدو أهدافه”، مشيراً إلى أنّ المقاومة استطاعت أن تمنع العدو من التقدّم في أثناء معركة “أولي البأس”.
وشدد الشيخ قاسم على أنّ على الحكومة بدء مناقشة موضوع الإعمار، و”ألا يُربط بأيّ أمر آخر”.
وفيما يتعلق بالوضع الداخلي السياسي اللبناني، أشار إلى أنّ حزب الله وحركة أمل “أنجزا نقلةً نوعيةً، عبر انتخاب رئيس توافقي، واكتمال عقد الحكومة اللبنانية، وإعطائها الثقة لبناء الدولة”.
وأكد أنّ حزب الله “جزء لا يتجزّأ من المشاركة في بناء هذه الدولة”، متابعاً: “نحن مقاومة ونحن بناة الدولة، في آنٍ معاً، ولبنان لا ينهض إلّا بجميع أبنائه”.
وتطرّق الشيخ قاسم إلى ما شهدته سوريا من أحداث في منطقة الساحل، عبر المجازر بحق المدنيين من أبناء الطائفة العلوية والمسيحيين، مجدِّداً نفي علاقة الحزب بذلك.
وفيما يتعلق بالحدود اللبنانية – السورية، أكد أنّ “على الجيش اللبناني مسؤولية حماية المواطنين من الاعتداءات التي تحدث”.
وجدّد الأمين العام لحزب الله تأكيده “أنّنا على العهد يا قدس”، مشيراً إلى أنّ الدعم الذي قدّمه حزب الله تجلّى بشهادة سيد الأمة، الشهيد السيد حسن نصر الله، كتعبير حقيقي عن هذا الشعار.
وإذ أشار الشيخ قاسم إلى أنّ العدو الإسرائيلي “يضع لبنان ضمن لائحة الضم، على مستوى الجنوب، استيطاناً وتوطيناً”، فإنّه أكد أنّ “مصلحتنا في لبنان هي في نصرة المستضعفين وفلسطين المحتلة”، وأنّ هذه النصرة “ترتدّ خيراً على فلسطين وكل المنطقة”.
وشدد على أنّ المقاومة “يمكن أن تحبط العدوان وتمنعه من تحقيق أهدافه”، موضحاً أنّ “إسرائيل عدو توسعي، ولن يكون لديها حدّ، وستتجاوز كل الحدود”، وأنّ “مقاومتنا حق مشروع وردّ فعل طبيعي”.
وأضاف أنّ العدو الإسرائيلي، “بدعم من الطغيان الأميركي المتوحش، وضع أهدافاً له، هي التوسع وإنهاء المقاومة والتحكم في مستقبل لبنان”، مبدياً إيمان حزب الله بأنّ القضية الفلسطينية هي قضية حق”، مؤكداً تمسكه بها، وإيمانه بتحرير المقدّسات.
أما فيما يخصّ مناسبة الكلمة، وهي يوم القدس العالمي، فأكد الشيخ قاسم أنّه “يوم من أجل التضامن مع القدس المحتلة، ومع كل المستضعفين في العالم، من أجل مواجهة المستكبرين والمحتلّين والمتآمرين والطواغيت”.
وأضاف أنّ هذا اليوم “يمتدّ من فلسطين إلى كلّ العالم”، مؤكداً أهمية “فهم أثر هذا اليوم في تاريخ منطقتنا”، وتابع: “لو أجرينا مقارنةً بين ما قبل إعلان يوم القدس، حتى يومنا هذا، فسنجد أنّ تحوّلات كثيرة حدثت لمصلحة التحرير”.
وأكد الشيخ قاسم “أنّنا اليوم أمام مقاومة فلسطينية متجذّرة، تريد التحرير من البحر إلى النهر”، وأنّ الشعب الفلسطيني “لا يمكن أن يُهزم، وهو صاحب حقّ، والنصر في نهاية المطاف له”.
وقال إنّ “طوفان الأقصى حوّل القضية الفلسطينية إلى قضية على مستوى العالم”، و”إنّنا أمام تحوّل كبير سيؤدي آثاره المباشرة”، بحيث “لم يعد في الإمكان العودة إلى الوراء”.

قد يعجبك ايضا