افتقادنا للثقة بالله وللمسؤولية هي وراء حالة اللاوعي المنتشرة في أوساطنا

موقع أنصار الله | من هدي القرآن الكريم |

 

الإنسان بدون الله ضعيف، الإنسان بدون الله – وإن حمل عناوين ارتباط بالله ليس ارتباطاً حقيقياً واعياً – فهو ضعيف، حينها ينعكس ضعفي على كل شيء حتى ما أقدمه باسم الله.

أجمع لي مجاميع من طلاب العلم, وأقدم لهم الدين والعلم، أليس هذا أقدمه باسم الله؟ فينشأون ضعافاً لا وعي لديهم، لا اهتمام لديهم، لا شعور بمسؤولية؛ لأنهم نسخة مني، نسخة أخرى ونسخ متكررة لي، ضعفي ينعكس على أقوالي، ضعفي ينعكس على مواقفي، ضعفي ينعكس بشكل سلبيات تجعلني أجهل الكثير، الكثير مما يدور حولي، وحينها، وفي الأخير نرد اللائمة على الله سبحانه و تعالى نفسه، أنه هو الذي طبع الحياة على هذا النحو بأن جعل الضعف والمصائب, والإبتلاءات الشديدة, والضَّعَة, والمسكنة لأهل الحق، [أهل الحق يكونون عادة ضعافا مساكين لا يستقيم لهم شيء، ولا تجتمع لهم كلمة، والدنيا هكذا حالها لا تسبر ولا تستقيم، والباطل ينتشر فيها!!].

أو يرد باللائمة أيضاً على الناس، أن الناس هم هكذا يقبلون الباطل أكثر مما يقبلون الحق، [الناس هكذا بطبيعتهم لا يريدون الحق، الناس هكذا وهكذا..] قبل أن نجرب الناس، بعد أن نصحح وضعيتنا مع الله سبحانه وتعالى فنرتبط به، ونثق به، ثم نفهم دينه، نفهم نظرة دينه للناس، نظرة الدين للإنسان، نظرة الدين للحياة، نظرة الدين للآخرة، نظرة الدين للأحداث؛ لذا نرى أنفسنا في حالة غريبة جداً، بعد أن صبغنا الحياة بضعفنا، وانطلق كل شيء منا يعكس حالة الضعف في أنفسنا لا نلتفت ولو مرة التفاتة واعية إلى القرآن الكريم، هل فعلاً هذا هو حصيلة القرآن الكريم؟ أم أن القرآن الكريم له وجهة نظر أخرى، وله أساليب في التربية أخرى، وله غايات أخرى، وله نموذج خاص في صياغته للإنسان.

لذا نرى أنفسنا بناءً على هذه الغلطة التي نحن فيها أن كل شيء من حولنا لا نكاد نفهمه، بينما القرآن الكريم ليس فقط يوجهك أو ينذرك بأن هناك خطورة بل يضع برنامجاً كاملاً يشرح لك الخطورة في هذا الشيء، منبع الخطورة فيه، ثم يؤهلك كيف تكون بمستوى مواجهته، ثم يقول لك كيف ستكون الغاية أو النتيجة السيئة للطرف الآخر في واقعه عندما تواجهه، ثم يقول لك أن الله سيكون معك، بل إن الحياة والأمور كلها ستتغير بالشكل الذي يكون بشكل تجنيد لما هو جند لله سبحانه وتعالى في السموات والأرض في الاتجاه الذي تسير إليه إلى جانبك في مواجهة ذلك الخطر، الخطر على البشرية، والخطر على الدين.

افتقادنا للثقة بالله سبحانه وتعالى وافتقادنا للمسؤولية التي يريد الله سبحانه وتعالى منا أن نستشعرها دائماً هي وراء هذه الحالة من اللاوعي المنتشرة في أوساطنا، لدرجة أن البعض قد يرى بأن عليه أن ينصرف عن مثل هذه الأشياء، وأن يهتم بالقراءة، القراءة يتصورها أنها هي كل شيء.
أوَّلاً: افهم إذا كنت طالب علم ما هو العلم الذي تطلبه؟ علم من؟ ما هي غاياته؟ وعندما تصبح إنساناً يحمل علماً أن تكون فاهماً ما هي مسؤوليتك؟ ما هو دورك في الحياة؟ إذا لم ينطلق الإنسان على هذا الأساس فلن يكون أكثر من إضافة رقم ضعيف إلى أرقام ضعيفة تملأ الساحة ولا تصنع شيئاً.

 

دروس من هدي القرآن الكريم
مسؤولية طلاب العلوم الدينية
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 9/3/2002م
اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا