جدبـــــــــــــــــــــان شمسٌ لا تغيب
الأرض تسقى بالدماء وتخضبُ
والروح ترقى والجنان ترحِّبُ
وتجود بالغيث السماء فيا ترى
تبكي أسىً أم للشهادة تطربُ
أم أنها تربي الدماء بسيلها
تروي به زهراً يثور ويغضبُ
حُيِّيت يا عبدَ الكريم تحيةً
تحيا بها بجوار ربك تكسبُ
أُهْديتَ يا جدبانُ خير هديةٍ
أنت الجدير بها وأنت الأنسبُ
نلت الشهادة طبت نفساً إنها
أعلى وسام في المناقب تحسبُ
أعطاكها المولى وكنت ترومها
وعلى رضاء جاء يشدو المطلبُ
جاهدت حقّاً في سبيل الله كم
في كل مغزى بالجهاد يخصَّبُ
عُذِّبت في سجنٍ وعشت مطارداً
ما نال منك الخصم شيئاً يطلبُ
حرّاً أبيّاً شامخاً بثباتكم
تأبى المذلة والمنايا ترقبُ
جردت في وجه الطغاة مهنداً
سيف الشجاعة والجبان يرتِّبُ
وصقلت رمحك للنزال مجاهداً
لتعود منتصراً وخصمك يهربُ
وسلبت أوكار العميل حوارها
ليموت غيظاً من يخون ويكذبُ
في مجلسٍ أضحى لغيرك جنةً
تُرجى وأنت بناره تتعذبُ
في الجاه والسلطان غيرك ذائبٌ
حبّاً وأنت الزاهد المتجنِّبُ
جدبان إسمك في الورى لكنها
ما أجدبت أرضٌ بمزنك تُنْجِبُ
يا سلسبيلاً نرتوي بفراته
يا زهرة بأريجها نتطيَّبُ
ما زال صوتك في المنابر صادعاً
غيث البلاغة والهدى لك مذهبُ
فسداد رأيك رونقٌ لسمائنا
ونقاء فكرك سلسبيلٌ أعذبُ
سهم الصراحة ضد كل منافقٍ
أنت الصراحة نبعكم لا ينضبُ
أنت الشهامة أنت أنت حليفها
أنت الحقيقة شمسكم لا تغربُ
إن قيل يوماً من لكشف مزاعمٍ
أو قيل من أزكى فقولك أصوبُ
عجز اللئام عن النزال أغاضهم
صوتٌ يزلزلُ عرشهم لا يرهبُ
حسدوا بدنياك العلا لك فانتقوا
لك من علا أخراك ما هو أنجبُ
قتلوك ما علموا بأنك عاشقٌ
لشذى الشهادة مذ صباك وطالبُ
عارٌ يشين جبينَ خَِبٍِّ مفلسٍ
وثراك عزٌّ بالدماء يطيبُ
للغدر يُنسب للعمالة للخنا
وشهيدنا من للمناقب ينسبُ
عملاء أمريكا وموساد العدا
أوطاننا من جُرمِهم تستغربُ
والله قبلَ مآبهم سيدكُّهم
وعلى يدي أنصاره سيعذِّبُ
قل للعمالة في ثياب عميلها
كم تحت جلد المكر يخفي الثعلبُ
أغراك في الدنيا حطامٌ زائلٌ
والعيش في الأخرى أعز وأخصبُ
حبُّ الحياةِ أساسُ كلِّ مذلةٍ
من رامها يوماً يُهان ويُضْرَبُ
لن ننثني مهما يكن فدماؤنا
للدين نصرٌ للإله تقرُّبُ
فأسود حيدر لن يغيض زئيرها
هذا الحسين يقودنا لا نغلبُ
وأميرنا زيدٌ يفوح أصالةً
مهما تكن فضّاً فنحن الأصلبُ
هيهات منا الذل في درب الإبا
فالقتل فيه شهادةٌ تُستعذَبُ
يبقى على مر السنين شعارنا
موتًا لأمريكا ويرضى الواهبُ
نحنى جناحاً إن أتانا مؤمنٌ
ونسل سيفاً إن غزانا الأجربُ
ونمد للمستضعفين أكفَّنا
نعفو ونغفر إن رجانا المذنبُ
جدبان فلتحيَ الخلود مكرماً
وبصدق نهجك كلنا نتأدبُ
مهما تغبْ عنا فإنك حاضرٌ
أو تبتعدْ عنا فأنت الأقربُ
ولكل جزء من دمائك روضة
تنمو بأزهار الصمود وتخصبُ
فعليك منا مستطاب سلامنا
وسلام ربي والتحية أطيبُ