فن الانتصارات من القُصير إلى كتاف
راهنت كثيرا وسأظل مراهنا أن انصار الله لن يخوضوا أي معارك خاسرة ولن يقعوا في فخ الحرب بغير إرادتهم ، وها هي قُصير اليمن "كتاف" تسقط من أيدي المجموعات المسلحة والمرتزقة المتوافدين من أقطار العالم.
لأهميتها الاستراتيجية وموقعها الجغرافي كونها خط أمداد يربط المرتزقة بالسعودية ، مثلت كتاف منطقة استراتيجية وجدت فيها المجموعات التكفيرية مكانا آمنا لاستقبال وتدريب المقاتلين وإرسالهم إلى جبهات عديدة ، لربما ينسى او يتناسى كثيرون – لأسباب تختلف وتتباين- أن الموقع الاستراتيجي لمنطقة كتاف الذي هو نابع اساسا من ملاصقتها للحدود السعودية شمالا ولمنطقة البقع شرقا ، إضافة إلى امتداداتها الواسعة التي منحت حرية الحركة لقيادات التكفيريين وجعلت من المنطقة الحدودية (اتوسترادا) ينقل عبره المقاتلين والاسلحة والذخائر والاموال وتوزيعها على جبهات القتال المختلفة، وبسقوط كتاف أبعد خطر كان يتهدد الجميع ، وعزز من قوة أنصار الله ، ومهدا لانتصارات قادمة في جبهات أخرى.
سقطت كتاف وفرت الجماعات التكفيرية الوافدة وهو ما يعني بداية النهاية فسقوط كتاف حتما سيؤدي إلى تدهور أوضاع التكفيرين في المناطق التي يثيرون الفوضى فيها ويزعزعون استقرارها وأمنها كما أن هذا الانتصار سيهز أركان الداعمين للمرتزقة والإرهابيين في اليمن.
في سوريا سقطت القصير ومثل سقوطها تحولا في مسار المعركة داخل الأراضي السورية ، ولأنها كانت تمثل خط أمداد يربط بين الأراضي السورية والأراضي اللبنانية كون إسرائيل كانت ترى فيها مكانا استراتيجيا زرعت فيه منصات التنصت على حزب الله في الهرمل ، وتماما كما وجدت السعودية كتاف منطقة استراتيجية لمد المرتزقة والإرهابيين في صعدة ، ، استشهد العلامة البوطي وكان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ، واستشهد الدكتور عبدالكريم جدبان وكانت دمائه بمثابة الروح التي انطلق من إشعاعاتها المجاهدون وبذلوا دمائهم في سبيل الدفاع عن الوجود.
سقطت كتاف تماما كما سقطت القصير والحرب سجال والمنتصر فيها دائما هو من يحمل روح الانتصار بأخلاقه وعلو قيمه.