اليمن.. نفير قبلي وشعبي ضدّ العدوان الأمريكي

|| صحافة ||

تواصلاً للنفير القبلي والشعبي، الذي تشهده مناطق سيطرة حكومة صنعاء، جدّد مئات الآلاف من اليمنيين في ميدان السبعين، كبرى ميادين العاصمة، وعشرات الساحات والميادين في 13 محافظة، تأييدهم لجميع خيارات قيادة حركة «أنصار الله» في مواجهة العدوان الأميركي. وفي مسيرات مليونية دعا إليها قائد الحركة، السيد عبد الملك الحوثي، ونظّمتها «لجنة نصرة الأقصى»، أمس، في أكثر من 150 ساحة وميداناً تحت شعار «ثابتون مع غزة… رغم أنف العدوان الأميركي وجرائمه»، هاجم المشاركون التخاذل العربي، مؤكدين في بيان صادر عن المسيرات، ثبات الموقف الشعبي والرسمي اليمني مع غزة، كما هاجموا الموقف الأميركي المساند للعدو الإسرائيلي، معتبرين أن «ارتكاب الجرائم بحق المدنيين واستهداف سبل معيشتهم في اليمن، يعكسان حالة الفشل والتخبّط العسكري للعدو وعجزه عن حماية الكيان الإسرائيلي من هجمات الإسناد اليمنية».

ووجّه المشاركون رسالة إلى الفصائل اليمنية الموالية للأميركيين، والتي أبدت استعدادها لمساندة إسرائيل، مؤكدين استعدادهم لمواجهة أي محاولات تصعيد في إطار معركة «الجهاد المقدّس والنصر الموعود»، وهو شعار المرحلة المعلن من قبل قوات صنعاء مطلع العام الفائت، مشيرين إلى أن جاهزية تلك القوات للمواجهة الداخلية كاملة منذ نحو عام، داعين إلى تعزيز التعبئة العامة والأنشطة القبلية الداعمة للقضية الفلسطينية.

وكانت وزارة الخارجية في حكومة صنعاء جدّدت، أمس، مطالبتها بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلّة في الجرائم التي ارتكبتها أميركا بحق اليمن واليمنيين. وأكّدت، في بيان، أن «الولايات المتحدة تحاول التغطية على عدوانها الآثم وعلى جرائمها التي يندى لها جبين البشرية بحق المدنيين والأعيان المدنية، وكذا التغطية على فشلها الذريع في اليمن». وأشارت إلى أن «أميركا شنّت منذ منتصف الشهر الماضي، أكثر من 1200 غارة وعملية قصف بحري تسبّبت في استشهاد وجرح مئات المدنيين وتدمير العديد من الأعيان المدنية من أحياء سكنية وموانئ ومرافق صحية وخزانات مياه ومواقع أثرية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

وجاء ذلك في وقت شنّ فيه الطيران الأميركي، خلال الساعات الماضية، سلسلة غارات جوية طاولت مديريات تابعة لمحافظة صنعاء. وقالت مصادر محلية، لـ»الأخبار»، إن الغارات استهدفت الحيمة الداخلية غرب صنعاء ومديرية بني حشيش شمال المدينة. كما طاولت مديرية مدغل الواقعة في سفيان، ومنطقة حرف سفيان، فضلاً عن مديرية الصليف وعدد من مديريات مأرب.

وفي هذا الوقت، تصاعد حديث وسائل الإعلام الأميركية عن فشل الحملة العسكرية الجوية، والتي تقودها إدارة دونالد ترامب في اليمن. وحذّر عدد من الصحف، ومنها «نيويورك تايمز»، من خسائر باهظة من جراء تلك الحملة، متوقّعة وصول تكلفتها الإجمالية، خلال الشهر القادم، إلى ملياري دولار. ولفتت إلى أن الغارات، على رغم كثافتها، لم تمكّن إدارة ترامب من فرض سيطرة جوية على البلاد، مشيرة إلى تمركز مجموعتين ضاربتين لحاملات الطائرات قبالة سواحل اليمن، بتكلفة تشغيل يومية تبلغ نحو 6.5 ملايين دولار لكل منهما.

كما تحدّثت عن استخدام قاذفات «بي-2» الشبحية، والتي تكلّف ساعة طيرانها نحو 90 ألف دولار، في تنفيذ غارات جوية على اليمن. وأشارت الصحيفة إلى أن البحرية تطلق صواريخ اعتراضية مضادة للصواريخ، قد تصل قيمتها إلى مليوني دولار للصاروخ الواحد، من أجل اعتراض طائرات «الحوثيين» وصواريخهم، التي لا تتجاوز تكلفتها بضعة آلاف من الدولارات.

وفي الإطار نفسه، أكّد مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية أن «جماعة الحوثي أسقطت سبع مُسيّرات أميركية بقيمة 200 مليون دولار خلال ستة أسابيع». ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤولين في «البنتاغون» قولهم إن «إسقاط ثلاث مُسيّرات الأسبوع الماضي يشير إلى تحسّن في استهداف الجماعة للمُسيّرات الأميركية».

 

الاخبار اللبنانية: رشيد الحداد

قد يعجبك ايضا