نشرت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية تقريرًا تحليليًا ينتقد بشدة الاستراتيجية العسكرية التي تتبعها إدارة الرئيس دونالد ترامب في مواجهة الجيش اليمني، ويشكك في فعالية الاعتماد على حاملات الطائرات الأمريكية في هذا الصراع المتصاعد".

المجلة، وفي مقال بقلم براندون ج. ويشرت، تساءلت عن سبب استمرار إدارة ترامب في تبني نفس الاستراتيجية التي اتبعتها إدارة بايدن السابقة، والتي تعرضت لانتقادات واسعة. ويرى الكاتب أن الجيش الأمريكي لا يزال يعمل بعقلية فترة التسعينيات، حيث كانت الولايات المتحدة تتمتع بهيمنة عالمية مطلقة، متجاهلًا واقع عام 2025 الذي يشهد تراجعًا في هذه الهيمنة.

ويشير التقرير إلى إرسال البحرية الأمريكية لحاملة الطائرات النووية "هاري إس ترومان" إلى قبالة سواحل اليمن، واصفًا ذلك بأنه بمثابة "لافتة عملاقة (اركلني) مثبتة على سطحها" أمام أعين الحوثيين".

ويستعرض الكاتب تاريخ هجمات "الحوثيين في البحر الأحمر، بدءًا من اقتراب صواريخهم الباليستية من حاملة الطائرات "دوايت دي أيزنهاور" العام الماضي، مرورًا بإسقاط طائرة حربية إلكترونية تابعة للبحرية الأمريكية بنيران صديقة، وصولًا إلى اعتراف قائد مدمرة صاروخية أمريكية بأن البحرية لم تشهد مثل هذا النوع من الحروب منذ الحرب العالمية الثانية، على الرغم من أن الحوثيين يعتبرون قوة أقل بكثير من منافس تقليدي".

ويتساءل التقرير عن "سبب عدم تغيير إدارة ترامب لتكتيكاتها ضد الحوثيين، خاصة بعد أن أثبتت حاملات الطائرات الأمريكية أنها أصبحت عرضة لهجمات الصواريخ والطائرات المسيرة التي يشنها الحوثيون. ويحذر من أن الحوثيين يتعلمون ويتطورون في حربهم المضادة للسفن مع كل هجوم، مع إشارة مقلقة إلى احتمال تزويد الصين لهم ببيانات استهداف دقيقة عبر الأقمار الصناعية".

ويكشف التقرير عن تفاصيل حادث سقوط طائرة "إف/إيه-18 إي/إف سوبر هورنت" من على متن حاملة الطائرات "هاري إس ترومان" في البحر الأحمر في وقت سابق من هذا الأسبوع، مشيرًا إلى أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الحادث وقع بعد اختراق صاروخ حوثي للدفاعات المحيطة بالحاملة، مما اضطرها لاتخاذ مناورة حادة أدت إلى سقوط الطائرة أثناء سحبها على السطح.

ويشدد الكاتب على أن "اختراق صاروخ حوثي للدفاعات واقترابه من الحاملة إلى هذا الحد يثير قلقًا بالغًا، ويتساءل عن العواقب الوخيمة لو أصاب الصاروخ هدفه، حتى لو لم يغرق الحاملة، فإن الأضرار التي قد تلحق بسطحها ستجعلها غير صالحة للعمل لأشهر أو حتى سنوات".

ويخلص التقرير إلى أن حاملات الطائرات الأمريكية لم تعد ذات فائدة في ساحة المعركة المتنازع عليها اليوم، وأن استمرار إدارة ترامب في إرسالها وتنفيذ غارات جوية لا يبدو أنها تضعف قدرة الحوثيين، بل، يمثل استمرارًا لـ "إظهار العجز الأمريكي" الذي اتبعته إدارة بايدن.

ويختتم الكاتب بالتحذير من أنه ما لم تتوقف القيادات الأمريكية عن "تبجيل حاملة الطائرات العتيقة" وتغير واشنطن جذريًا نهجها في قتال الحوثيين، فإن الجماعة اليمنية ستنال هدفها عاجلًا أم آجلًا، وهو ما سيكون له تداعيات خطيرة على ما تبقى من القوة العسكرية الأمريكية، نظرًا لأهمية حاملات الطائرات للولايات المتحدة.