موقع أنصار الله- محمد المطري
ليست المرة الأولى التي يقصف فيها اليمن مطار اللد "بن غوريون" وسط يافا المحتلة "تل ابيب"، ولكن الضربة التي وصلت إلى قلب المطار موقعة حفرة كبرى بعمق 25 مترا وسعة 50 قطرا، مثلت لحظة تاريخيّة تدون في أنصع صفحات التاريخ، إذ أن المنطقة الأكثر تصحيناً لدى العدو الإسرائيلي تم اختراقها وتجاوزها بنجاح، ليُسقِط اليمن نظرية الأمن المطلق التي تغنى بها الكيان الصهيوني لعقود طويلة من الزمن.
وفق نظرة العدو الإسرائيلي، من الاستحالة تماماً اختراق منظومات الدفاع الجوي الأكثر حداثة على مستوى العالم. ووفق اليمن لا شيء مستحيل أمام إرادة اليمنيين، وهو ما ترجمه عملياً صاروخ الفرط صوتي اليمني قبل أيام في مطار اللد "بن غوريون"، ووثقته لحظة السقوط عدسات الإعلام العبري.
وسائل الإعلام العبرية أكدت إخفاق منظومات الدفاع الجوي في اعتراض الصاروخ اليمني، ليأتي إسقاط نظرية الأمن المطلق على لسان العدو ذاته.
وتعتبر العملية اليمنية في قلب العدو الصهيوني لحظة فارقة تكسر هيبة العدو وتحطم غروره، وتؤكد له أن اليد التي طالت عمق الكيان ستستمر في الضرب حتى يوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويتزامن استهداف مطار "بن غوريون" مع إعلان جيش العدو الإسرائيلي توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، وهو ما جعل القوات المسلحة اليمنية تصعيد عمليتها العسكرية معلنة فرض حصار جوي شامل على الكيان الصهيوني.
ووفق سياسيين فإن إعلان القوات المسلحة اليمنية فرض حصار جوي شامل على الكيان الصهيوني يأتي ردا على إعلان العدو الإسرائيلي توسيع العلميات العسكرية في قطاع غزة، مؤكدين أن هذا القرار سيسهم في مفاقمة معاناته الاقتصادية التي تسببت بفعل الحصار اليمني على الملاحة الصهيونية.
وفي هذا السياق يؤكد الناشط السياسي سفيان العماري أن إعلان القوات المسلحة اليمنية عن فرض حصار جوي شامل على الكيان الصهيوني يأتي ردا على قراره في توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، معتبرا القرار اليمني مرحلة مفصلية وحساسة من مراحل المواجهة مع العدو الإسرائيلي والأمريكي.
ويوضح -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- أن القوات المسلحة اليمنية تسعى من خلال هذا القرار إلى إعطاء المزيد من أوراق الضغط بأيدي المفاوض الفلسطيني، الذي يعاني من ضغوطات كثيرة من قبل العدو الإسرائيلي، إضافة إلى الضغوطات الدولية والعالمية التي تمارَس ضد المقاومة الفلسطينية، ادناها التواطؤ العربي والإسلامي وانصياعه مع المطالب الإسرائيلية.
ويرى العماري أن مثل هذه القرارات تسهم بشكل فاعل وقوي في تقوية المفاوض الفلسطيني لتنفيذ شروطه الإنسانية المحقة، والحفاظ على حقوقه الوطنية والسيادية، موضحا ان الحصار الجوي الشامل على الكيان الصهيوني سيجعل المستوطنين يضغطون على حكومتهم في وقف العدوان على قطاع غزة والانسحاب منها ورفع الحصار.
ويلفت إلى أن توسيع قرارات الحظر على الكيان الصهيوني يعكس الفشل الصهيوني في التصدي للعمليات العسكرية اليمنية، ويثبت أيضا فشل العدوان الأمريكي في مرحلته الصعيدية الثانية على اليمن، بالرغم من القصف الأمريكي الهستيري المتواصل ضد البلد.
ويشير إلى أن تصاعد العمليات العسكرية اليمنية يوصل رسائل شديدة اللهجة إلى الكونغرس الأمريكي، مفادها أن عدوانكم العسكري على البلد وقصفكم المدنيين والبنى التحتية لن يثنينا عن موقفنا الإيماني في نصرة غزة.
ويمثل إعلان القوات المسلحة اليمنية فرض حصار جوي شامل على الكيان الصهيوني صفعة مدوية للعدوان الأمريكي على اليمن الذي يصعد غاراته العدوانية على البلد منذ منتصف مارس الماضي.
ووفق عسكريين فإن تصعيد العدوان الأمريكي واستنفاده العديد من الأسلحة الاستراتيجية بعيدة المدى أمثال أم كيو9 وطائرات إف 18 وحاملات الطائرات وصولاً إلى استخدام طائرات الشبح الأمريكية لم تنجح في وقف العمليات العسكرية المساندة لغزة، واخفقت تماماً في الحد من القدرات العسكرية.
ويؤكد أن وصول الصواريخ اليمنية الفرط صوتية إلى عمق الكيان الصهيوني مثل فشلاً استخباراتياً للقوات الأمريكية المتمركزة في البحر الأحمر، ما يعكس الإخفاق العسكري والأمني والاستخباراتي الصهيوني والأمريكي على حد سواء.
ووفق إعلام العدو فإن القدرات العسكرية اليمنية النامية والمتطورة جدا تتسم بالغموض الكبير والتخفي، ما يجعل استهدافها امرا صعبا للغاية، في تصريحات تجسد مصاديق السيد القائد يحفظه الله حول المفاجأة التي تحملها القوات المسلحة اليمنية بما يدهش العدو قبل الصديق.
وفي الوقت الذي يقر به العدو الأمريكي عن التطوير النوعي في الدفاعات الجوية والصواريخ والطائرات المسيرة، يؤكد السيد القائد يحفظه الله أن التطوير في القدرات العسكرية مستمر ومتواصل، منوها بأن كل عدوان على البلد يسهم في تطوير القدرات العسكرية، وهو ما يجعل من القدرات العسكرية اليمنية معضلة كبرى أمام القوات الأمريكية وحلفائها.
وعن تداعيات واُثر القرار اليمني بفرض حصار جوي شامل على الكيان الصهيوني، يؤكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبد الله النعمي أن لذلك القرار تبعات متعددة على الكيان الصهيوني على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والعسكري.
ويقول -في حديث خاص لموقع أنصار الله- "العدو الصهيوني لم يسبق له أن واجه قرارات مثل القرارات اليمنية في الحظر الجوي والبحري، وكذا ضرب العمق الصهيوني، ما يجعل الموقف اليمني هو الأول من نوعه عبر التاريخ".
ويصف النعمي القرار اليمني بالشجاع والجريء والمؤثر على الكيان الصهيوني، مؤكدا أن حصار المستوطنين وعزلهم عن العالم الخارجي سيجبرهم على الضغط على حكومتهم لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويرى النعمي أن الموقف اليمني المتكامل على المستوى الشعبي والرسمي والعسكري يخدم القضية الفلسطينية، مؤكدا أن على الدول العربية والإسلامية التحرك الجاد ضد العدو الإسرائيلي، لإرغامه على وقف العدوان ورفع الحصار على قطاع غزة، مؤكدا أن الموقف اليمني الشجاع دليل قاطع على أن الإرادة والعزيمة تتغلب على العدو مهما كانت قوته.
وفي الوقت الذي تتوالى تهديدات العدو الإسرائيلي في الرد على اليمن، يؤكد محللون عسكريون أن أي عدوان إسرائيلي على اليمن ستعود نتائجه سلباً على الكيان نفسه، وذلك نظرا لبعد المكان الجغرافي ولصعوبة الجغرافيا اليمنية وعدم تواجد قواعد عسكرية إسرائيلية بالقرب من اليمن.
ويشيرون إلى أن تصاعد العمليات العسكرية اليمنية ضد العدو الإسرائيلي تزامن مع ذروة التصعيد الأمريكي على اليمن، وهو ما يعزز الفشل الأمريكي في اليمن.
وتبقى الاستجابة للمطالب اليمنية الإنسانية المحقة في وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والانسحاب الكامل ورفع الحصار، هي الخيار الأنسب والأنجع للكيان، وما دون ذلك فإن مستوطنات الصهاينة ستظل تحت مرمى الصواريخ فرط صوتية والطائرات المسيرة اليمنية.